نهايات-تدريب قسم المناقشات - dr_hope
مرسل: 22 يوليو 2010, 5:27 pm
أخيرا تمكّنت من شراء القصة التي تود قراءتها، أو لعلّك حمّلتها من على الشبكة، الآن تجلس تقلّب صفحاتها، مندمجًا في أحداثها، متخيّلا مشاهدَها و مواقفَها، متعاطفًا مع أبطالها تارة ، حانقهًا عليهم تارة أخرى، تسيرُ الأحداثُ إلى منعطفاتٍ مختلفة ، تودُّ لو أن بمقدورك أنتَ أن تغيّر أحداثها وفقا لما تراه ، آه .. لو غيّر الكاتب هنا هذه الجملة!، أو لو حذف هذا المقطع ، أو لو جعل البطل يتراجع عن هذا الموقف أو .. أو .. و تظلُّ مستمتعًا بأحداثها التي تتصاعد .. تتسارعُ الأنفاسُ محاولةً اللحاقَ بسيل الأحداث .. و التي بدأ صوتُها يعلو و يعلو كتسارع هدير الماء في الشلالات قُبَيْلَ سقوطها ، تقتربُ صفحاتُ الكتاب أن تنتهى، و لا تدري أنت بأي خاتمة ينهي الكاتب قصتَه!، تخمّنْ أنت عدة نهايات، و تتصنّعْ الخبرة بهذه الأشياء ! ، لم يبق إلا صفحة أو صفحتان ، و الأوراق لا توحي بنهاية قريبة !! ، الصفحة الأخيرة .. الآن و ...
النهاية المفتوحة
.
من منّا يحب النهايات المفتوحة ؟؟
.
كلنا يود أن تنتهي القصة بزواج البطل من البطلة، "و عاشوا يا أحبابي في تبات و نبات ، و خلفوا صبيان و بينات و توتة توتة فرغت الحدوته ! حلوة يا حبايبي ولا ملتوتة !! "
.
و منّا من كان يولعُ بتعذيبِ نفسِه ، أو ربما هو يرى الحياةَ خلفَ نظاراتٍ سوداءَ قاتمةٍ ، أو هو سادي النزعة ! يهوى تعذيبَ نفسِه و تعذيبَ غيرِه؛ يحبُّ النهايات الكئيبة ، و يعشقُ أن يرى البطلَ مهزومًا ، مقتولا ، مذبوحًا في نهاية الأمر، و يكون عبرة لمن سوّلت له نفسُه أن يلعبَ دورَ البطولة يوما ما !!
.
ماشي ..
.
على الرغم أنها نهاية كئيبة ، إلا إنها نهاية و السلام !
.
نهاية محددة .
.
عرفنا ما حصل يا سادة ، مات البطل، انتحر ، سُجن ، حُرق ...الخ
.
القصة انتهت بالزواج ، بالطلاق ، بالفراق ، بالآهات بالنظرات بالصمت الرهيب ... الخ !!
.
لكن أن يتركنا الكاتب بلا نهاية محدّدة !
.
أن يجعلنا نحن من نضع سطرَ الروايةِ الأخير !
.
أن يجعلنا نضربُ أخماسًا في أسداس ، و يجهدُ كلَّ واحدٍ منا نفسَه في تخيّلِ نهايةٍ مناسبة ، و ربما يعاود قراءةَ الأحداثِ من لم ينتبه لهذا الفخِّ المنصوبِ بحنكة !
.
و يجلسُ الكاتب بعدها مستمتعًا ، يشربُ قهوتَه في رضى ، يتأمّل اختلافنَا في خبثِ خبير، يتناولُ أوراقَه مجددًا ، ليتحفَنا بنهاية مفتوحة أخرى !
.
الآن :
.
ما رأيك في النهايات المفتوحة للقصص أو الروايات ؟
.
هل تعد وقتك الذي أمضيته في القراءة ذهب سدى ؟
.
هل ترى في النهايات المفتوحة أي فائدة ؟
.
هل تحب النهايات المحددة ؟
.
هل تحب النهايات السعيدة أم الكئيبة ؟
.
ما يكون احساسك و أنت تقرأ جزءا فجزء ، و في نهاية كل جزء تقرأ " انتهي الجزء الأول بحمد الله و يليه الثاني .." إلى أن تصل للجزء العاشر، فتفاجأ بنهاية مفتوحة ؟؟
.
إذا وجدت نهاية مفتوحة، هل تغلقها ؟
.
بمعنى هل تحدد لها نهاية معيّنة في ذهنك أم ترمى بالقصة مدّ ذراعيك ؟
.
و أسئلة أخرى كثيرة
.
بالنسبة لي ، دعك من كل ما كتبتُه في الأعلى ..
.
أنا أعشق النهايات المفتوحة !!
.
لأنها مثيرة بالنسبة لي لأكثر من سبب .
.
و أعشق النهايات الكئيبة كذلك !!
.
ما هو رأيك أنت ؟؟!