رسالة - التدريب الرابع للمسابقة- ريم
مرسل: 19 مايو 2009, 1:38 pm
والتقت العيون
مع بزوغ فجر يوم جديد ..هو أروع أيام الله..استيقظ شادي قبل الجميع مبتسما مشتاقا لاحتضان ذلك اليوم الرائع ..الذي تشدو فيه البلابل والطيورمسبحة ..مكبرة بقفزاتها تتراقص احتفالا بهذا اليوم الجميل ذهب إلى شرفته ليتسني له التمتع بنسمات الصباح العليل..ثم ما لبث أن تذكر أنه يجب عليه الاسراع..
للحاق بصلاة الفجر فهو حريص عليها دائما فمنذ صباه وهو مواظب عليها بصحبة أباه...فأيقظ والده بأدب وقبل يده ..وذهب لأمه لتحتضنه عيناها بحنان
فيقول لها مقبلا يدها :كل سنة وأنت طيبة يا أمي الحبيبة.
-وأنت طيب يا أروع ابن في الكون.....
هكذا كانت علاقته الرائعة بوالديه حب ..ود... وبر
ثم ألقى نظرة باسمة إلى ملابسه المعلقة بكل اهتمام على الشماعة بشكل ظاهر لتكون أول ما تقع عيناه عليه لتزيده بهجة بهذا اليوم الرائع
وبعد عودته من الصلاة أسرع لشرفته ليراقب تسلل أشعة الشمس وكأنها تتراقص متلألئة بألوان الطيف على قطرات الندى..منتظرا سماع ذلك الصوت المحبب إلى قلبه والذي لن يشعر بلذة اليوم إلا بترديده
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
فانطلق مع أسرته الجميلة للاستمتاع بصلاة العيد والخطبة.. ومن حوله رجالا ونساءا وأطفالا يرددون
وبقفزات مرحة يستقبل الأطفال يوم العيد بملابس جديدة لامعة ..وبسعادة بالغة بدت واضحة في وجوههم الصغيرة
وبعد أت أتموا الصلاة واستمتعوا بالحلوى و البالونات ..انطلق الجميع للاحتفال بذلك اليوم السعيد ..
فمنهم من انطلق للألعاب ومنهم من ذهب لزيارة الأهل والأحباب في أبهى الثياب....وقد اختار شادي الذهاب بصحبة أصدقائه الأعزاء إلى أحد المطاعم الشهيرة _ على أن يلحق بأهله لاحقا للاستمتاع معهم باليوم _
وقد امتلأت جيوبهم بالنقود المهداه من الأهل والأحباب..ويتبادلون الكلمات والضحكات..
وفي ركن ليس ببعيد بالقرب من مقدمة المطعم جلس ولد صغير لا يتعدى العاشرة من عمره تبدو عليه علامات الارهاق والتعب الشديدين ليبدو أكبر من عمره بعشرات السنين.إنه صابر هو عمر شادي .....ولكنه رث الثياب جسده الهزيل يظهر من بين ملابسه ا لمهلهلة شديدة الاتساخ وكأن بها آثارشحوم وزيت السيارات..يضم ركبتيه بيديه ويستند بذقنه عليهما
بنظر إليهم بعينين زائغتين منكسرتين..وقد ترقرقتا بالدموع ..واكتفى بالصمت والتأمل.. ويقلب عينيه ما بين أطفال يلعبون بالبالونات...... وآخرون يشترون الحلوى والألعاب من ذلك البائع..ومن يتوافد إلى المطاعم لامعة أحذيتهم وتلتقط أنفاسه رائحة ملابسهم الجديدة والجميلة
فينظر إلى السماء لتنساب عبراته التي يحاول مداراتها ومسحها سريعا.....ثم يعاود النظر إليهم..متأملا....
وما بين السماء والأرض يقلب بصره بينهما..
يجب أن أسرع لشراء الدواء لأمي الحبيبة ..الحمد لله أن من علي وجمعت لها ثمنه...حدث نفسه وهو يهم بالنهوض ..فلقد أعياه التعب فقد ظل يعمل طوال الليل ليكمل ثمنه..غير آبه أنه لم ينم منذ ليلتين كاملتين لم يذق خلالهما سوى كسرات من الخبزمع زيت قليل..حتى أنه لم يقو إلى إكمال السير فاستراح قليلا ليستجمع قواه أو ما بقي منها.
يا رب ..يارب اشف أمي ..
.يرى صورة إخوته الصغار يبكون ويتضورون جوعا... ببقايا ملابس لا تحميهم من برد الشتاء..كم تمنى لو استطاع أن يشتري لهم الطعام والكساء....فدعا الله أن يرزقه برزقهم وأن يدخل السرور إلى فلوبهم ....و قلبه الصغير الذي تحمل الكثير فكان هو الأب بعد أن توفي أباهم ..وهو الأم أيضا بعد مرض أمهم التي ترمقه دوما بنظرة المشفق الحاني بآلامها تحتضنه وتدعو له دوما على بره وتحمله لتلك المسئولية الضخمة المثقلة على كاهلة و......
شادي وأصدقاءه بملابسهم الفخمة الجديدة يضحكون ويتسامرون في طريقهم لدخول المطعم...
والتقت العيون..والتقطت القلوب رسائلها....نظر شادي إلى صابر وقد تمالك نفسه ..وترقرقت عيناه بالدموع ثم مضى مسرعا يدخل مع أصدقاءه إلى الداخل ليخفي عبراته عن صابر حتى لا يجرحه ...
فنسي صابر تلك النظرة وتذكر..رحيل أباه الذي نال منه المرض وحل قصاء الله وفقدوه للأبد.....
وقطع شروده شادي الذي انسحب من بين أصدقائه دون أن يشعرهم..وعاد إلى صابر وقد ارتسمت على محياه ابتسامة رائعة حاملاً صندوق كبير به الكثير من الأطعمة وقد وضع أعلاها ظرف صغير يحوي نقود وبطاقة تهنئة _كان قد اشتراه لأهدائه لأحد الأصدقاء كما تعود كل عيد_ و بكل ود وحب دفعها إليه قائلاً:
أخي الحبيب من المؤكد أنك لم تجد فرصة لشراء غذاءك بعد ..اسمح لي أن تكون ضيفي وتقبل هديتي وعديتي البسيطة لك وأن تقبل صداقتي.
تهللت أسارير صابر بابتسامة تحاول أن تشق طريقها الذي نسيته بين وجنتيه ...تاظرا إلى عينيه بنظرة الممتن ملؤها السعادة والحياة,
واسترسل :أنا اسمي شادي ما اسمك؟
فأجابه وهو يكاد لا يصدق:صابر.
فاحتضنه شادي وسلم عليه...لقد أشعره بفرحة العيد..لم يشعره أبدا بالذل أو المهانة التي طالما أبتها نفسه متعففا كان يبيت الليالي بلا طعام يشتري الخبز بالنقود القليلة التي يتقاضاها وينتظر أن تلقي المطاعم بالزيوت المتخلفة من القلي كي يأخذها ويأكلها إخوته مع الخبز...!
كان لا يشكو همه وحزنه إلا إلى الله
يا إلهي قد استجبت ..الحمد لله يا مجيب دعوة المضطر إذا دعاه...
فتح صابر الظرف قارئا ما في البطاقة :
أخي في الله لا تحمل هما فلك إخوة قد بعثهم الله إليك
قد رأيتك في رؤيا ليلة أمس دون أن أعرفك ..وسمعت صوت يقول لي(( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين )).....
وها أنا اليوم إذ رأيتك اقشعر بدني ..وعلمت أنها رسالة من الله ..فأرجوك تقبل هديتي لك..وبعد أن فرغ من قراءته قال له شادي :
بالله عليك أخبرني ما قصتك ؟؟
فأخبره صابر بها..فقال له شادي أخي في الله اقبلني أخ لك علني أَحشر معك ببرك لوالدتك
وتبادلا أرقام الهواتف..
ثم مضى شادي إلى أصحابه بأخلاق الرجال
ونظر صابر إلى السماء مبتسما وتلألأت عيناه بالدموع من شدة فرحته ...
ثم سجد سجدة لله أطالها أثلجت صدره وزادته يقينا ..
فيمن سمع بثه وشكواه.
مع بزوغ فجر يوم جديد ..هو أروع أيام الله..استيقظ شادي قبل الجميع مبتسما مشتاقا لاحتضان ذلك اليوم الرائع ..الذي تشدو فيه البلابل والطيورمسبحة ..مكبرة بقفزاتها تتراقص احتفالا بهذا اليوم الجميل ذهب إلى شرفته ليتسني له التمتع بنسمات الصباح العليل..ثم ما لبث أن تذكر أنه يجب عليه الاسراع..
للحاق بصلاة الفجر فهو حريص عليها دائما فمنذ صباه وهو مواظب عليها بصحبة أباه...فأيقظ والده بأدب وقبل يده ..وذهب لأمه لتحتضنه عيناها بحنان
فيقول لها مقبلا يدها :كل سنة وأنت طيبة يا أمي الحبيبة.
-وأنت طيب يا أروع ابن في الكون.....
هكذا كانت علاقته الرائعة بوالديه حب ..ود... وبر
ثم ألقى نظرة باسمة إلى ملابسه المعلقة بكل اهتمام على الشماعة بشكل ظاهر لتكون أول ما تقع عيناه عليه لتزيده بهجة بهذا اليوم الرائع
وبعد عودته من الصلاة أسرع لشرفته ليراقب تسلل أشعة الشمس وكأنها تتراقص متلألئة بألوان الطيف على قطرات الندى..منتظرا سماع ذلك الصوت المحبب إلى قلبه والذي لن يشعر بلذة اليوم إلا بترديده
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
فانطلق مع أسرته الجميلة للاستمتاع بصلاة العيد والخطبة.. ومن حوله رجالا ونساءا وأطفالا يرددون
وبقفزات مرحة يستقبل الأطفال يوم العيد بملابس جديدة لامعة ..وبسعادة بالغة بدت واضحة في وجوههم الصغيرة
وبعد أت أتموا الصلاة واستمتعوا بالحلوى و البالونات ..انطلق الجميع للاحتفال بذلك اليوم السعيد ..
فمنهم من انطلق للألعاب ومنهم من ذهب لزيارة الأهل والأحباب في أبهى الثياب....وقد اختار شادي الذهاب بصحبة أصدقائه الأعزاء إلى أحد المطاعم الشهيرة _ على أن يلحق بأهله لاحقا للاستمتاع معهم باليوم _
وقد امتلأت جيوبهم بالنقود المهداه من الأهل والأحباب..ويتبادلون الكلمات والضحكات..
وفي ركن ليس ببعيد بالقرب من مقدمة المطعم جلس ولد صغير لا يتعدى العاشرة من عمره تبدو عليه علامات الارهاق والتعب الشديدين ليبدو أكبر من عمره بعشرات السنين.إنه صابر هو عمر شادي .....ولكنه رث الثياب جسده الهزيل يظهر من بين ملابسه ا لمهلهلة شديدة الاتساخ وكأن بها آثارشحوم وزيت السيارات..يضم ركبتيه بيديه ويستند بذقنه عليهما
بنظر إليهم بعينين زائغتين منكسرتين..وقد ترقرقتا بالدموع ..واكتفى بالصمت والتأمل.. ويقلب عينيه ما بين أطفال يلعبون بالبالونات...... وآخرون يشترون الحلوى والألعاب من ذلك البائع..ومن يتوافد إلى المطاعم لامعة أحذيتهم وتلتقط أنفاسه رائحة ملابسهم الجديدة والجميلة
فينظر إلى السماء لتنساب عبراته التي يحاول مداراتها ومسحها سريعا.....ثم يعاود النظر إليهم..متأملا....
وما بين السماء والأرض يقلب بصره بينهما..
يجب أن أسرع لشراء الدواء لأمي الحبيبة ..الحمد لله أن من علي وجمعت لها ثمنه...حدث نفسه وهو يهم بالنهوض ..فلقد أعياه التعب فقد ظل يعمل طوال الليل ليكمل ثمنه..غير آبه أنه لم ينم منذ ليلتين كاملتين لم يذق خلالهما سوى كسرات من الخبزمع زيت قليل..حتى أنه لم يقو إلى إكمال السير فاستراح قليلا ليستجمع قواه أو ما بقي منها.
يا رب ..يارب اشف أمي ..
.يرى صورة إخوته الصغار يبكون ويتضورون جوعا... ببقايا ملابس لا تحميهم من برد الشتاء..كم تمنى لو استطاع أن يشتري لهم الطعام والكساء....فدعا الله أن يرزقه برزقهم وأن يدخل السرور إلى فلوبهم ....و قلبه الصغير الذي تحمل الكثير فكان هو الأب بعد أن توفي أباهم ..وهو الأم أيضا بعد مرض أمهم التي ترمقه دوما بنظرة المشفق الحاني بآلامها تحتضنه وتدعو له دوما على بره وتحمله لتلك المسئولية الضخمة المثقلة على كاهلة و......
شادي وأصدقاءه بملابسهم الفخمة الجديدة يضحكون ويتسامرون في طريقهم لدخول المطعم...
والتقت العيون..والتقطت القلوب رسائلها....نظر شادي إلى صابر وقد تمالك نفسه ..وترقرقت عيناه بالدموع ثم مضى مسرعا يدخل مع أصدقاءه إلى الداخل ليخفي عبراته عن صابر حتى لا يجرحه ...
فنسي صابر تلك النظرة وتذكر..رحيل أباه الذي نال منه المرض وحل قصاء الله وفقدوه للأبد.....
وقطع شروده شادي الذي انسحب من بين أصدقائه دون أن يشعرهم..وعاد إلى صابر وقد ارتسمت على محياه ابتسامة رائعة حاملاً صندوق كبير به الكثير من الأطعمة وقد وضع أعلاها ظرف صغير يحوي نقود وبطاقة تهنئة _كان قد اشتراه لأهدائه لأحد الأصدقاء كما تعود كل عيد_ و بكل ود وحب دفعها إليه قائلاً:
أخي الحبيب من المؤكد أنك لم تجد فرصة لشراء غذاءك بعد ..اسمح لي أن تكون ضيفي وتقبل هديتي وعديتي البسيطة لك وأن تقبل صداقتي.
تهللت أسارير صابر بابتسامة تحاول أن تشق طريقها الذي نسيته بين وجنتيه ...تاظرا إلى عينيه بنظرة الممتن ملؤها السعادة والحياة,
واسترسل :أنا اسمي شادي ما اسمك؟
فأجابه وهو يكاد لا يصدق:صابر.
فاحتضنه شادي وسلم عليه...لقد أشعره بفرحة العيد..لم يشعره أبدا بالذل أو المهانة التي طالما أبتها نفسه متعففا كان يبيت الليالي بلا طعام يشتري الخبز بالنقود القليلة التي يتقاضاها وينتظر أن تلقي المطاعم بالزيوت المتخلفة من القلي كي يأخذها ويأكلها إخوته مع الخبز...!
كان لا يشكو همه وحزنه إلا إلى الله
يا إلهي قد استجبت ..الحمد لله يا مجيب دعوة المضطر إذا دعاه...
فتح صابر الظرف قارئا ما في البطاقة :
أخي في الله لا تحمل هما فلك إخوة قد بعثهم الله إليك
قد رأيتك في رؤيا ليلة أمس دون أن أعرفك ..وسمعت صوت يقول لي(( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين )).....
وها أنا اليوم إذ رأيتك اقشعر بدني ..وعلمت أنها رسالة من الله ..فأرجوك تقبل هديتي لك..وبعد أن فرغ من قراءته قال له شادي :
بالله عليك أخبرني ما قصتك ؟؟
فأخبره صابر بها..فقال له شادي أخي في الله اقبلني أخ لك علني أَحشر معك ببرك لوالدتك
وتبادلا أرقام الهواتف..
ثم مضى شادي إلى أصحابه بأخلاق الرجال
ونظر صابر إلى السماء مبتسما وتلألأت عيناه بالدموع من شدة فرحته ...
ثم سجد سجدة لله أطالها أثلجت صدره وزادته يقينا ..
فيمن سمع بثه وشكواه.