قصة قصيرة بعنوان ذات الرداء الأبيض

المشرفون: Ghadat2009،نبضة...

أضف رد جديد
موسى نجيب موسى
أكاديمى فعال
أكاديمى فعال
مشاركات: 13
اشترك في: 27 يونيو 2009, 3:19 am
Favorite Quote: ماشى فى نور الله وبدعى واقول يارب

قصة قصيرة بعنوان ذات الرداء الأبيض

مشاركة بواسطة موسى نجيب موسى »


ذات الرداء الأبيض
الليل بدأ يرخي سدوله على المسكونة .. يدلف إلى داخل المنزل ..منهك ومتعب جداً بعد يوم عمل شاق يبدأ من السادسة صباحاً ..يعمل ويعمل من أجلها.. لا يشتكي ولا يطاوعه لسانه للنطق بأية شكوى لأن هذا هو طريقه الذي أختاره وهو الذي تحدي من أجلها الكثير و الكثير.. ما أن يدخل المنزل إلا ويجدها أمامه ملقاة على الأريكة بثيابها المعتادة البيضاء والكاب ذات اللون الأبيض أيضا والذي اعتاد أن يراها به دائما..دار حولها دورة كاملة كمن يريد أن يقول لها شيئاً بادلته النظرات أخذت تطيل النظر إليه كأنها تريد أن تقول له شيئاً:-
- ماذا حدث .. ما كل هذا الاستغراب والاندهاش؟!
!
لم يفق من الغيبوبة الفكرية التي أخذته فيها دوامتها؛ فهو يفكر فى كيفية التخلص منها ولا يعرف طريقاً واحداً للخلاص؛ فأخذ يلعن اليوم الذي عرفها فيه عندما قدمها له أحد زملائه وهم فى الثانوية العامة،ويلعن تلك العلاقة التي نشأت بينهما إنها علاقة غريبة جداً بينه وبينها؛ فهو يعشقها عشق خاص وخاصة فى المساء مع كوب الشاي الثقيل بعد تناوله طعام العشاء..جلس بعيداً عنها؛ فكانت بالنسبة له كل شئ فى حياته هي المستقبل وهى الإحساس بالرجولة والاستقلال.. طال الصمت وطال لم يفق إلا على نبراتها وهى تقول :-
- ماذا يدور بخلدك؟ ما كل هذا السرحان ..؟ تعالى اجلس بجواري أو تلقفني بيدك الحانية وامنحني قبلة الخلود.
رد عليها مفزوعاً قائلاً:-
- قبلة الخلود أتسمين هذه القبلة قبلة الخلود ؟ قولي أن شئت قبلة السموم قبلة الموت.
- ألا تعرف أن الشمعة تحترق لكي تضئ للآخرين هكذا أنا.
ضحك ضحكة مجلجلة رن صداها فى أذنه مدة طويلة.. تنظر إليه باستغراب وتعجب:-
- لماذا تسخر مني هكذا ما الذي جعلك تكرهني بهذا الشكل ؟
عادت تقول:-
- هل نسيت الماضي وذكرياته ؟وكلما وجدتني مع زميل لك تغير على وتتلقفني بحنان يديك الذي اشعر به منذ أول لقاء بيننا هل نسيت كل هذا ؟ هل نسيت ؟
قال لها بتحدي وإصرار على المواجهة :-
- نعم نعم نسيت .. نسيت كل شئ .. وأنا اكثر ندماً على اليوم الذي عرفتك فيه صديقه بل شر صديقة وشر عدوة لي.
- هل وصلت بك الجرأة إلى هذا الحد؟ وطالما أنك هكذا أحب أن أعرفك نقطة صغيرة إنك لن تستطيع أن
تتغلب على سحري ولن تستطيع أن تمنع بريقي من أن يومض فى أفق حياتك.
- هل هذا غرور أم ثقة زائدة منك ؟
- أطلق الأسماء كما يحلو لك ولكنى واثقة من كل هذا.
ضحك بسخرية وقال لها:-
- سوف أستطيع طالما املك القوة والإرادة والعزيمة وكل هذه الأشياء تكفى للقضاء عليك وعلى بريقك الزائف .
ضحكت ضحكة حاولت أن تتكتمها وقالت له:-
- يا ابني لن تستطيع هناك كثيرين .. مهندسين .. أطباء .. أدباء .. أساتذة فى الجامعة . حاولوا أن يفعلوا ما أنت عازم على فعله ولكنهم جميعا فشلوا دون استثناء وعادوا متلهفين إلى مرة أخري .
بدأت علامات الغضب تظهر على وجه من حماقتها هذه وقال لها:-
- سوف ترين .. سوف ترين وأتحداك بأنني سوف ابتعد عنك.
- سوف تخسر التحدي، وأنا فى النهاية التي سوف تكسب؛ فعد لي الآن وأنت محتفظ بكرامتك بدلاً من
عودتك ذليلاً راكعاً ، وفى كل الحالات سوف تعود
.
- سوف اقهر بطولتك الزائفة تلك ..وسوف أطفئ لمعانك الزائف الذي يومض ويشي بالموت فى سماء
حياتي.
قالت بثقة شديدة:-
- أرني إذ ماذا ستفعل بي أنت يا أبن العشرين ربيعاً.
قال لها وقد استشاط غصباً :-
- ما كل هذا الغرور الذي تغرقين نفسك فيه أفيقي من غرورك هذا وان كان يوجد بعض البسطاء وبعض
الذين يشعرون بالنقص الذين يعيشون على رصيف الحياة قد مجدوك هكذا وجعلوك مغرورة بهذا الشكل فأنا
قادر على أن أجعلك تعودين إلى وضعك ومكانك الطبيعي وهو النسيان والفناء.
نظرت إليه نظرات أشعلت الغيظ فى صدره وجعلته يزداد نقماً عليه فعاد يقول لها :-
- لا لن أعود إليك أيتها الملعونة إن الوقوع فى براثنك والعودة إلى هوتك السحيقة لهو من افظع الكوارث لا لن أعود إليك مرة أخرى أيتها الملعونة ولن انفث دخانك السام مرة أخرى.. أخذها من فوق الأريكة بعصبية ألقاها على الأرض ثم داس فوقها بحذائه وهو بنفس العصبية حتى حطمها تماماً.. بعدها شعر براحة عجيبة تجتاح جميع أنحاء جسده ثم تمدد باسترخاء .
صورة العضو الرمزية
Ghadat2009
مشرفة قسم الكتابة
مشاركات: 1481
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
Real Name: غادة يسري
Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر الجميلة

Re: قصة قصيرة بعنوان ذات الرداء الأبيض

مشاركة بواسطة Ghadat2009 »

مرحبا أز موسى

أسلوبك رائع في السرد ... و برغم أنّي قد عرفت عمّ تتحدّث عندما ذكرت الشاي و العشاء ... إلا أنني أكملت القراءة باستمتاع سببه أسلوبك الجذاب

أشكرك على هذه القصة الهادفة ...و بالفعل : المسألة هي مسألة إرادة قوية لازمة للإقلاع عن التدخين و كل إدمان لأي شيء ضار

تحياتي لك و لإبداع قلمك المميز flower1
صورة

.
.
.
[highlight=#ffff40]*** لــزيارة صــفـــحـــتــي *** [/highlight]
rawan432
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 226
اشترك في: 27 إبريل 2009, 2:47 am
Real Name: روان عبد الكريم
Favorite Quote: كان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين

Re: قصة قصيرة بعنوان ذات الرداء الأبيض

مشاركة بواسطة rawan432 »

قصة رائعة وهادفة كالعادة استاذ موسى

بارك الله فيك

فى انتظار المزيد
http://thumbs.bc.jncdn.com/043d1b820dd2c3e4b7d22e52d9f9c923_l.jpgصورةكان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
أضف رد جديد

العودة إلى ”قصص فصحى“