محبوبة ضياء
المشرفون: Ghadat2009،نبضة...
- البراء بن مالك
- أكاديمى جديد
- مشاركات: 8
- اشترك في: 14 يونيو 2009, 9:54 am
- Favorite Quote: إن بعض القول فن .. فاجعل الإصغاء فناً
- مكان: القاهرة
محبوبة ضياء
محبوبة ضياء
دقت عقارب الساعة المتباطئة في زحفها بين الدقائق والثواني مخبرة بحلول موعد انسدال الظلام على صفحة الكون لذلك اليوم ... وسرعان ما بدأت تلك الأشعة الذهبية الهزيلة المتصدعة في الهرب من أرجاء الكون الفسيح مرغمةً... تجر أقدامهما في حزن بالغ و أسى مؤلم ... وانتزع الظلام الكون من قبضة الشمس الحانية ... وقفت ضياء ذات العشر سنوات ليس ببعيد من تلك النافذة الخشبية المهشمة تحاول عيناها اختراق ذلك الظلام الحالك لتسترق النظر إلى أشعة القمر وتراقبها بينما تحاول جاهدة أن تحتضن أرجاء الكون المترامية ...ولكن بلا جدوى ... تزاحمت الأفكار في رأسها تُدافع بعضها بعضاً .... "ما أجمل هذا القمر ؟!! ولكنه ليس مثلها ... ليس في قوتها وبريقها وسطوعها ... إنه أمامها رضيع يحبو ... في الحقيقة هي أم له ... كم أفتقدوها ... أريد أن أراها ... لقد طال غيابها عني ... لقد احترق قلبي شوقاً " ... هبت نسمات هواء ليلية مداعبة خصلات شعرها الذهبية المنسدلة على خدها الوردي الدقيق تتنازعها من الغرق في أفكارها المتلاطمة ... احتضنت سلسبيل جوهرتها الغالية ضياء بين ذراعيها بحنان وقوة مبتعدة عن النافذة .. واتجهتا ببصرهما صوب تلك الشمعة الصغيرة الحزينة بالقرب من بقايا ذلك السرير العتيق الذى تنطلق من فوقه سلسبيل وضياء كل ليلة في رحلتيهما الدؤوبة لمحاولة سرقة لحظات نوم هانىء من جعبة الليل الموحش ...... جلست سلسبيل تحتضن غاليتها و ضياء حياتها بين ذراعيها في حب فاض على تلك الغرفة الموحشة والباردة أركانها دفئاً ذا طعم خاص... طالما حاولت سلسبيل جاهدة إبقاء ضياء بعيداً عن تلك النافذة - أو ما تبقى منها- فكم كانت تهوى عيناها الحالمتان التأمل في تلك الدائرة الذهبية المرسومة بإبداع لا يضاهيه إبداع في صفحة السماء الصافية ... وكم خطت يداها الصغيرتان رسومات للشمس الساطعة في أحلامها ... ولكن قلب الأم الحنون لم يقو على تركها تفعل ذلك خوفاً من أن تنتزعها إحدى الطلقات العشوائية المنهمرة من فوق سماءهم المحتلة ... بدا ليلها وكأنه لا ينتهي ... مكثت الأم تعد الدقائق عقب الثواني بقلب وجل مترقب ... تتلفت عيناها ويخشع صوتها منصتنةً لصمت الليل المظلم ... فلم تكد تمر ليلة دون أن تعكر صفوها تلك الطائرات القاسية بقصفها الكثيف أو مداهمة أولئك الوحوش ممن يحتمون خلف أسلحتهم مقتحمين منزل أحد شباب الحي يجرونه جراً من أحضان أسرته الصامدة ... أو ربما يصوب أحد الجبناء رشاشه في قلب الصمت الليلي ليصيبه في مقتل ... انتفض قلب سلسبيل فزعاً عندما سمعت ذلك الصوت الذي طالما ميزته أُذنها المرتعبة ... انطلقت أصوات طلقات الرصاص الكثيفة تشق جدار الصمت باعثة في قلب سلسبيل رعباً وفزعاً لا يفهمه إلا قلب الأم ... ضمت طفلتها الصغيرة إلى حمى قلبها وأحاطتها بذراعيها في خوف بالغ على غاليتها ... فلا معنى لحياة سلسبيل بدون ضياء ... لقد رحل كل أحبتها وعائلتها ولم يتبق لها سوى ضياء ... الكل طاله الرصاص الصهيوني البغيض ... أو وسعته سجون الاحتلال الوحشي ... ألصقت ضياء جسدها الضئيل في حضن أمها الدافيء علها ترشف بعض قطرات الأمان الذي ندر في دنياها المحفوفة بالموت من كل جانب ... علت أصوات طلقات الرصاص على صراخ الجماهير الفزعة المندفعة في أرجاء الشوارع المهدمة يتحركون كالفراش المبثوث في محاولاتهم البائسة لإيجاد مأوى آمن من هذه النيران القاسية، و على صوت قلب ضياء الصغير الذي هز الخوف أرجائه هزاً عنيفاً مدمراً ... أحكم الظلام قبضته على كونهم وتساقطت جثث القتلى على أرضهم الطاهرة تسطر أمجاداً مشرفة في صفحات التاريخ ... أغُمضت الأعين .... و تسارعت نبضات القلوب ... تسمرت سلسبيل وضياء و لم يتحركا قيد أنملة جاثمتين تحت سريرهم المهشم في انتظار الموت ... وتربع الصمت على عرش الليل الحالك ... ... وكما اعتادت ضياء في كل ليلة مماثلة، أغمضت عينيها الزرقاوتين ورسمت فرشاة مخيلتها الماهرة قرصاً ذهبياً مشرقاً ... شمساً تشع دفئاً وحناناً وضياءً لتنير لها دنياها المظلمة ... تسارعت عقارب الساعة ... صمتت الأصوات الهائجة ... عادت القلوب - أو ما تبقي منها على قيد الحياة- تنبض من جديد ... وتربع الصمت الهاديء الوجل على عرش ليلهم الجريح من جديد ... لينقذهم من شبح الموت المخيف ... ما زالت الأم الحانية تمسك غاليتها بذراعيها ... غلب النوم جفونها ... تسابقت عقارب الدقائق و الثواني المتباطئة من جديد ... مرت ساعات الليل الموحش وكأنها دهور مديدة ... تسللت ضياء من بين ذراعي أمها الحنون ... تقدمت قداماها الصغيراتان في خطوات صغيرة حذرة .. لم ترد إيقاظ أمها ... لم ترد أن يمنعها أحد ... تقدمت وتقدمت وتقدمت ... في ثبات حذر نحو الكرسي المواجه للنافذة المتصدعة ممسكةً بورقة من وسط كومة من أوراق تبدو متشابهة بعض الشيء كانت موضوعة عليه منذ أيام وشهور طوال ..... تلفتت عيناها لترى ما إذا كانت النوم يحكم قبضته على أمها ... تقدمت نحوه ... أمسكت بيدها الرقيقة ما تبقى من باب بيتهم و باليد الأخرى ورقتها ... ترددت للحظة ... تذكرت خوف أمها عليها وتحذيرها لها من أن تقترب حتى من النافذة فكيف بخروجها من المنزل؟! ولكن ... لم يطاوعها ذلك القلب المحب ... تقدمت قدماها الصغيرة خطوة تلو الآخرى ... ونزلت درجات السلم المهشم في هدوء بالغ خوفاً من أن تنتبه أمها ... تجول في ذهنها أفكار عدة " لقد تبقى على قدومها بضعة دقائق ... اليوم أراها ... آه كم أفتقدها ... كم أود احتضانها بين يدي كما تفعل أمي معي كي أعلمها مقدار حبي لها" ... وصلت ضياء إلى شارعهم المغمور بالدماء الطاهرة ... هالها منظر الشوارع الحمراء المكتظة بالجثث ... رفعت بصرها بسرعة إلى السماء هرباً من هول المنظر ... لتراها قادمة ... تسارعت نبضات قلبها وهي ترى أول الأشعة الذهبية يشق ظلام الليل البهيم ... أحكمت ضياء قبضتها الصغيرة على الورقة التي طالما احتفظت بها من أجل هذه اللحظة ... لقد حان الوقت ... غمرت السعادة قلبها الصغير وارتسمت على شفاها ابتسامة حانية تترجم الشوق الدفين الذي يحويه قلبها لتلك الدائرة الذهبية التي بدأت في الظهور ... ولكن ... علا صوت يألفه الجميع ... صوت الطائرات المتوحشة في سماءهم الأبية ... انتفض قلب سلسبيل من نومه لتجد أن ضياء ليست في حمى أحضانها ... نظرت سلسبيل إلى النافذة لترى الشمس قد بدأت في الشروق فأيقنت ما حدث ... اقترب صوت الطائرات أكثر فأكثر من منزل سلسبيل التي اندفعت إلى درجات السلم البالية في سباقها المحموم مع الزمن كي تصل هي أولاً إلى ضياء ... وقفت ضياء في ثبات المحب تحدق في محبوبتها وتراقبها وترفع يديها شيئاً فشيئاً ممسكة بورقتها السرية وكأنها تُهدياها إليها ... ولم تلحظ وجود الطائرات إلا عندما بدأت في قصف شوارع المدينة من جديد... سلسبيل تطوي درجات طياً ... يتسارع النبض ... تنهمر عبرات الخوف ... وأخيراً طوت درجات السلم طياً لتصل إلى الشارع ... لم ير قلبها سوى ضياء ... اندفعت نحوها ... وضياء تبتسم إلى شمسها وتهديها ورقتها السرية ... وسلسبيل تصيح "ضياء ابتعدي ... اهربي .... ضياء " ... نظرت ضياء ناحية الصوت وابتسمت إلى أعين أمها الفزعة وكأنها تطمئنها ثم عاودت النظر إلى محبوبتها ... أسرعت سلسبيل نحوها ولكن كانت طلقات الرصاص أسرع منها ... اخترقت رصاصتهم الظالمة جسدها الصغير ومن قبله قلب سلسبيل الذي توقف عن الدق ... سقطت ضياء على الأرض وأعينها تنظر إلى شمسها المحبوبة و تبتسم إليها تلك الابتسامة الساحرة ... وامتدت يداها الصغيرتين بجوار جسدها الدامي .... وسقطت ورقتها السرية على الأرض ... كانت تحوي رسمة طفولية ... لضياء وهي تحتضن شمسها تماماً كما كانت تحلم كل ليلة و كما فعل قلبها في آخر لحظات حياتها ...
دقت عقارب الساعة المتباطئة في زحفها بين الدقائق والثواني مخبرة بحلول موعد انسدال الظلام على صفحة الكون لذلك اليوم ... وسرعان ما بدأت تلك الأشعة الذهبية الهزيلة المتصدعة في الهرب من أرجاء الكون الفسيح مرغمةً... تجر أقدامهما في حزن بالغ و أسى مؤلم ... وانتزع الظلام الكون من قبضة الشمس الحانية ... وقفت ضياء ذات العشر سنوات ليس ببعيد من تلك النافذة الخشبية المهشمة تحاول عيناها اختراق ذلك الظلام الحالك لتسترق النظر إلى أشعة القمر وتراقبها بينما تحاول جاهدة أن تحتضن أرجاء الكون المترامية ...ولكن بلا جدوى ... تزاحمت الأفكار في رأسها تُدافع بعضها بعضاً .... "ما أجمل هذا القمر ؟!! ولكنه ليس مثلها ... ليس في قوتها وبريقها وسطوعها ... إنه أمامها رضيع يحبو ... في الحقيقة هي أم له ... كم أفتقدوها ... أريد أن أراها ... لقد طال غيابها عني ... لقد احترق قلبي شوقاً " ... هبت نسمات هواء ليلية مداعبة خصلات شعرها الذهبية المنسدلة على خدها الوردي الدقيق تتنازعها من الغرق في أفكارها المتلاطمة ... احتضنت سلسبيل جوهرتها الغالية ضياء بين ذراعيها بحنان وقوة مبتعدة عن النافذة .. واتجهتا ببصرهما صوب تلك الشمعة الصغيرة الحزينة بالقرب من بقايا ذلك السرير العتيق الذى تنطلق من فوقه سلسبيل وضياء كل ليلة في رحلتيهما الدؤوبة لمحاولة سرقة لحظات نوم هانىء من جعبة الليل الموحش ...... جلست سلسبيل تحتضن غاليتها و ضياء حياتها بين ذراعيها في حب فاض على تلك الغرفة الموحشة والباردة أركانها دفئاً ذا طعم خاص... طالما حاولت سلسبيل جاهدة إبقاء ضياء بعيداً عن تلك النافذة - أو ما تبقى منها- فكم كانت تهوى عيناها الحالمتان التأمل في تلك الدائرة الذهبية المرسومة بإبداع لا يضاهيه إبداع في صفحة السماء الصافية ... وكم خطت يداها الصغيرتان رسومات للشمس الساطعة في أحلامها ... ولكن قلب الأم الحنون لم يقو على تركها تفعل ذلك خوفاً من أن تنتزعها إحدى الطلقات العشوائية المنهمرة من فوق سماءهم المحتلة ... بدا ليلها وكأنه لا ينتهي ... مكثت الأم تعد الدقائق عقب الثواني بقلب وجل مترقب ... تتلفت عيناها ويخشع صوتها منصتنةً لصمت الليل المظلم ... فلم تكد تمر ليلة دون أن تعكر صفوها تلك الطائرات القاسية بقصفها الكثيف أو مداهمة أولئك الوحوش ممن يحتمون خلف أسلحتهم مقتحمين منزل أحد شباب الحي يجرونه جراً من أحضان أسرته الصامدة ... أو ربما يصوب أحد الجبناء رشاشه في قلب الصمت الليلي ليصيبه في مقتل ... انتفض قلب سلسبيل فزعاً عندما سمعت ذلك الصوت الذي طالما ميزته أُذنها المرتعبة ... انطلقت أصوات طلقات الرصاص الكثيفة تشق جدار الصمت باعثة في قلب سلسبيل رعباً وفزعاً لا يفهمه إلا قلب الأم ... ضمت طفلتها الصغيرة إلى حمى قلبها وأحاطتها بذراعيها في خوف بالغ على غاليتها ... فلا معنى لحياة سلسبيل بدون ضياء ... لقد رحل كل أحبتها وعائلتها ولم يتبق لها سوى ضياء ... الكل طاله الرصاص الصهيوني البغيض ... أو وسعته سجون الاحتلال الوحشي ... ألصقت ضياء جسدها الضئيل في حضن أمها الدافيء علها ترشف بعض قطرات الأمان الذي ندر في دنياها المحفوفة بالموت من كل جانب ... علت أصوات طلقات الرصاص على صراخ الجماهير الفزعة المندفعة في أرجاء الشوارع المهدمة يتحركون كالفراش المبثوث في محاولاتهم البائسة لإيجاد مأوى آمن من هذه النيران القاسية، و على صوت قلب ضياء الصغير الذي هز الخوف أرجائه هزاً عنيفاً مدمراً ... أحكم الظلام قبضته على كونهم وتساقطت جثث القتلى على أرضهم الطاهرة تسطر أمجاداً مشرفة في صفحات التاريخ ... أغُمضت الأعين .... و تسارعت نبضات القلوب ... تسمرت سلسبيل وضياء و لم يتحركا قيد أنملة جاثمتين تحت سريرهم المهشم في انتظار الموت ... وتربع الصمت على عرش الليل الحالك ... ... وكما اعتادت ضياء في كل ليلة مماثلة، أغمضت عينيها الزرقاوتين ورسمت فرشاة مخيلتها الماهرة قرصاً ذهبياً مشرقاً ... شمساً تشع دفئاً وحناناً وضياءً لتنير لها دنياها المظلمة ... تسارعت عقارب الساعة ... صمتت الأصوات الهائجة ... عادت القلوب - أو ما تبقي منها على قيد الحياة- تنبض من جديد ... وتربع الصمت الهاديء الوجل على عرش ليلهم الجريح من جديد ... لينقذهم من شبح الموت المخيف ... ما زالت الأم الحانية تمسك غاليتها بذراعيها ... غلب النوم جفونها ... تسابقت عقارب الدقائق و الثواني المتباطئة من جديد ... مرت ساعات الليل الموحش وكأنها دهور مديدة ... تسللت ضياء من بين ذراعي أمها الحنون ... تقدمت قداماها الصغيراتان في خطوات صغيرة حذرة .. لم ترد إيقاظ أمها ... لم ترد أن يمنعها أحد ... تقدمت وتقدمت وتقدمت ... في ثبات حذر نحو الكرسي المواجه للنافذة المتصدعة ممسكةً بورقة من وسط كومة من أوراق تبدو متشابهة بعض الشيء كانت موضوعة عليه منذ أيام وشهور طوال ..... تلفتت عيناها لترى ما إذا كانت النوم يحكم قبضته على أمها ... تقدمت نحوه ... أمسكت بيدها الرقيقة ما تبقى من باب بيتهم و باليد الأخرى ورقتها ... ترددت للحظة ... تذكرت خوف أمها عليها وتحذيرها لها من أن تقترب حتى من النافذة فكيف بخروجها من المنزل؟! ولكن ... لم يطاوعها ذلك القلب المحب ... تقدمت قدماها الصغيرة خطوة تلو الآخرى ... ونزلت درجات السلم المهشم في هدوء بالغ خوفاً من أن تنتبه أمها ... تجول في ذهنها أفكار عدة " لقد تبقى على قدومها بضعة دقائق ... اليوم أراها ... آه كم أفتقدها ... كم أود احتضانها بين يدي كما تفعل أمي معي كي أعلمها مقدار حبي لها" ... وصلت ضياء إلى شارعهم المغمور بالدماء الطاهرة ... هالها منظر الشوارع الحمراء المكتظة بالجثث ... رفعت بصرها بسرعة إلى السماء هرباً من هول المنظر ... لتراها قادمة ... تسارعت نبضات قلبها وهي ترى أول الأشعة الذهبية يشق ظلام الليل البهيم ... أحكمت ضياء قبضتها الصغيرة على الورقة التي طالما احتفظت بها من أجل هذه اللحظة ... لقد حان الوقت ... غمرت السعادة قلبها الصغير وارتسمت على شفاها ابتسامة حانية تترجم الشوق الدفين الذي يحويه قلبها لتلك الدائرة الذهبية التي بدأت في الظهور ... ولكن ... علا صوت يألفه الجميع ... صوت الطائرات المتوحشة في سماءهم الأبية ... انتفض قلب سلسبيل من نومه لتجد أن ضياء ليست في حمى أحضانها ... نظرت سلسبيل إلى النافذة لترى الشمس قد بدأت في الشروق فأيقنت ما حدث ... اقترب صوت الطائرات أكثر فأكثر من منزل سلسبيل التي اندفعت إلى درجات السلم البالية في سباقها المحموم مع الزمن كي تصل هي أولاً إلى ضياء ... وقفت ضياء في ثبات المحب تحدق في محبوبتها وتراقبها وترفع يديها شيئاً فشيئاً ممسكة بورقتها السرية وكأنها تُهدياها إليها ... ولم تلحظ وجود الطائرات إلا عندما بدأت في قصف شوارع المدينة من جديد... سلسبيل تطوي درجات طياً ... يتسارع النبض ... تنهمر عبرات الخوف ... وأخيراً طوت درجات السلم طياً لتصل إلى الشارع ... لم ير قلبها سوى ضياء ... اندفعت نحوها ... وضياء تبتسم إلى شمسها وتهديها ورقتها السرية ... وسلسبيل تصيح "ضياء ابتعدي ... اهربي .... ضياء " ... نظرت ضياء ناحية الصوت وابتسمت إلى أعين أمها الفزعة وكأنها تطمئنها ثم عاودت النظر إلى محبوبتها ... أسرعت سلسبيل نحوها ولكن كانت طلقات الرصاص أسرع منها ... اخترقت رصاصتهم الظالمة جسدها الصغير ومن قبله قلب سلسبيل الذي توقف عن الدق ... سقطت ضياء على الأرض وأعينها تنظر إلى شمسها المحبوبة و تبتسم إليها تلك الابتسامة الساحرة ... وامتدت يداها الصغيرتين بجوار جسدها الدامي .... وسقطت ورقتها السرية على الأرض ... كانت تحوي رسمة طفولية ... لضياء وهي تحتضن شمسها تماماً كما كانت تحلم كل ليلة و كما فعل قلبها في آخر لحظات حياتها ...
Re: محبوبة ضياء
البراء...
ماذا فعلت بنا ... صورت لنا لوحة قاسية مرسومة من حياة اخواننا فى فلسطين
صورة قاسية موحشة يقشعر لها الجسد .... وتذرف بالدموع أعيننا
ضياء بطلتك الجميلة .. احببتها من وصفك لها .. احببتها من رقتها وقربها من شمسها وقمرها .. اراها الان امام عينى صورة فتاة فى نافذتها تنظر للقمر بتأمل وحب عميق ... واراها تحكى قصة عشق لشمسها يدمع اليها القلب
كتبت يا براء قصة رائعة محكمة ... قرأتها ولكنى فى الحقيقة لم أكن أقرأ ... بل كنت أشاهدها تحدث امامى
رحم الله كل شهيد طاهر عفيف ... ونسال الله لنا شرف الشهادة ... وحلم تحرير الاراضى المسلمة
تألقflower1
ماذا فعلت بنا ... صورت لنا لوحة قاسية مرسومة من حياة اخواننا فى فلسطين
صورة قاسية موحشة يقشعر لها الجسد .... وتذرف بالدموع أعيننا
ضياء بطلتك الجميلة .. احببتها من وصفك لها .. احببتها من رقتها وقربها من شمسها وقمرها .. اراها الان امام عينى صورة فتاة فى نافذتها تنظر للقمر بتأمل وحب عميق ... واراها تحكى قصة عشق لشمسها يدمع اليها القلب
كتبت يا براء قصة رائعة محكمة ... قرأتها ولكنى فى الحقيقة لم أكن أقرأ ... بل كنت أشاهدها تحدث امامى
رحم الله كل شهيد طاهر عفيف ... ونسال الله لنا شرف الشهادة ... وحلم تحرير الاراضى المسلمة
تألقflower1
- البراء بن مالك
- أكاديمى جديد
- مشاركات: 8
- اشترك في: 14 يونيو 2009, 9:54 am
- Favorite Quote: إن بعض القول فن .. فاجعل الإصغاء فناً
- مكان: القاهرة
Re: محبوبة ضياء
أشكرك بشدة أختي العزيزة إيمي على تعليقك القيم
في الحقيقة مهما خطت الأقلام فلن توفي ذلك الشعب الأبي الصامد حقه ... ولكني حاولت في قصتي المتواضعة أن أعبر عن حلم كل طفل فلسطيني بالحرية في حياتهم المؤلمة والقاسية ... الحرية ... شمس الحياة ... و كيف أن حتى الأطفال لم و لن ينسوا محبوبتهم وأن شوقهم لها يدفعهم إلى التضحية بحياتهم من أجلها ... فإما نستظل بشمس الحرية أو نموت دونها و تعانقها قلوبنا في آخر لحظات حياتنا كما فعل قلب ضياء
أتمنى أن أكون تمكنت من إيصال المعنى الذي أقصده في هذه القصة ...
ملحوظة: أنا اسمي منى ... لكنني أعشق شخصية الصحابي البراء بن مالك رضي الله عنه.
أشكرك مرة أخرى إيمي
في الحقيقة مهما خطت الأقلام فلن توفي ذلك الشعب الأبي الصامد حقه ... ولكني حاولت في قصتي المتواضعة أن أعبر عن حلم كل طفل فلسطيني بالحرية في حياتهم المؤلمة والقاسية ... الحرية ... شمس الحياة ... و كيف أن حتى الأطفال لم و لن ينسوا محبوبتهم وأن شوقهم لها يدفعهم إلى التضحية بحياتهم من أجلها ... فإما نستظل بشمس الحرية أو نموت دونها و تعانقها قلوبنا في آخر لحظات حياتنا كما فعل قلب ضياء
أتمنى أن أكون تمكنت من إيصال المعنى الذي أقصده في هذه القصة ...
ملحوظة: أنا اسمي منى ... لكنني أعشق شخصية الصحابي البراء بن مالك رضي الله عنه.
أشكرك مرة أخرى إيمي
- نبضة...
- مشرفة قسم القصص القصيرة
- مشاركات: 444
- اشترك في: 30 إبريل 2009, 6:38 pm
- Real Name: سارة صادق
- Favorite Quote: النعم الكبرى لا تُظهرها إلا.. الفجائع الكبرى !
- verification: ID verified and trusted writer
- مكان: no where but my imaginary world
Re: محبوبة ضياء
بدايةً أرحب بكِ أختا وزميلةً جديدة معنا في الأكاديمية..
و أتمنى أن تسعدي معنا وتفيدي وتستفيدي باذن الله..
بالحديث عن عملك..تلك التحفة الفنية التي حركت مشاعري و أسالت دموعي..
بدأت قصتك ببعض الغموض..الا أنه غموض لذيذ مشجع على الاستمرار في القراءة
والمتابعة للوصول الى مغزى كلماتك..
أحييكِ على وصفك الدقيق الرقيق الهادئ الذي جعلني أرى رقة هذه الطفلة..
وخوف تلك الأم.. وبشاعة ذلك الواقع..
وأحييكِ على الفكرة التي تناولها الكثيرون..لكن من عبر عنها بصدق قليلون ..
وصفكِ ليس بقلمك..بل باحساسك.. وفكرتكِ ليست مجرد فكرة..بل امتزاج
فكر بشعور ..
كم أدهشتني دقة تعبيراتك والفكرة نفسها بحب ضياء تلك الفتاة الرقيقة للشمس
رمز الحرية والنقاء..
قصتكِ بها كم حزن رهيب.. حتى أسماء ابطالكِ رموز للحرية والنضال والطهارة..
واضح أنكِ كاتبة مميزة..ذات موهبة فذة يا منى..
أحييكِ من كل قلبي على احساسك النابض بالحب والمسئولية..
وعلى موهبتك التي تضج بالابداع والتميز..
أرحب بكِ مجددا معنا وسعيدة جداً بانضمامك الينا..
ولا أطيق الانتظار لأقرأ عملك القادم باذن الله..
وفقكِ الله وأدام عليكِ ابداعك يا منى..
و أتمنى أن تسعدي معنا وتفيدي وتستفيدي باذن الله..
بالحديث عن عملك..تلك التحفة الفنية التي حركت مشاعري و أسالت دموعي..
بدأت قصتك ببعض الغموض..الا أنه غموض لذيذ مشجع على الاستمرار في القراءة
والمتابعة للوصول الى مغزى كلماتك..
أحييكِ على وصفك الدقيق الرقيق الهادئ الذي جعلني أرى رقة هذه الطفلة..
وخوف تلك الأم.. وبشاعة ذلك الواقع..
وأحييكِ على الفكرة التي تناولها الكثيرون..لكن من عبر عنها بصدق قليلون ..
وصفكِ ليس بقلمك..بل باحساسك.. وفكرتكِ ليست مجرد فكرة..بل امتزاج
فكر بشعور ..
كم أدهشتني دقة تعبيراتك والفكرة نفسها بحب ضياء تلك الفتاة الرقيقة للشمس
رمز الحرية والنقاء..
قصتكِ بها كم حزن رهيب.. حتى أسماء ابطالكِ رموز للحرية والنضال والطهارة..
واضح أنكِ كاتبة مميزة..ذات موهبة فذة يا منى..
أحييكِ من كل قلبي على احساسك النابض بالحب والمسئولية..
وعلى موهبتك التي تضج بالابداع والتميز..
أرحب بكِ مجددا معنا وسعيدة جداً بانضمامك الينا..
ولا أطيق الانتظار لأقرأ عملك القادم باذن الله..
وفقكِ الله وأدام عليكِ ابداعك يا منى..
- البراء بن مالك
- أكاديمى جديد
- مشاركات: 8
- اشترك في: 14 يونيو 2009, 9:54 am
- Favorite Quote: إن بعض القول فن .. فاجعل الإصغاء فناً
- مكان: القاهرة
Re: محبوبة ضياء
مش عارفة أشكرك إزاي يا سارة على تعليقك الجميل ده ... ربنا يكرمك
- mony
- أكاديمى نشيط
- مشاركات: 136
- اشترك في: 09 أكتوبر 2009, 4:13 am
- Real Name: منى متولى
- Favorite Quote: انتظار الفرج عبادة
- verification: ID verified and trusted writer
Re: محبوبة ضياء
اختى منى
جميلة اوى قصتك وصعبة اوى اوى
تعبيراتك قوية ولغتك فصيحة وممتازة ما شاء الله
اتمنى لك التوفيق واهلا بيك فى اكاديميتنا الجميلة
ب11
جميلة اوى قصتك وصعبة اوى اوى
تعبيراتك قوية ولغتك فصيحة وممتازة ما شاء الله
اتمنى لك التوفيق واهلا بيك فى اكاديميتنا الجميلة
ب11
يابنى نصحتك لما صوتى اتنبح
ماتخافش من جنى ولا من شبح
وإن هب فيك عفريت قتيل إسأله
مدافعش ليه عن نفسه يوم مااندبح
وعجبى
لازلت أعرف ان الشوق معصيتى *^* و العشق والله ذنب لست أخفيه
- البراء بن مالك
- أكاديمى جديد
- مشاركات: 8
- اشترك في: 14 يونيو 2009, 9:54 am
- Favorite Quote: إن بعض القول فن .. فاجعل الإصغاء فناً
- مكان: القاهرة
Re: محبوبة ضياء
شكراً ليكي يا منى على تعليقك الجميل ... ربنا يكرمك
- dr asmaa
- أكاديمى نشيط
- مشاركات: 123
- اشترك في: 04 نوفمبر 2009, 8:18 pm
- Real Name: أسماء مصطفى
- Favorite Quote: اللهم أسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
- verification: ID verified and trusted writer
- مكان: الإسكندرية
- اتصال:
Re: محبوبة ضياء
أختى منى
قصتك جميلة جدا وحزينة جدا جدا
طبعا تعبيراتك رائعة ووصفك ممتع
قصتك تشبه قصة لى عن فلسطين بردك وقصتى تنتهى بنفس النهاية تقريبا طبعا مع أختلاااف الأحداث والمضمون
تحياتى لك
قصتك جميلة جدا وحزينة جدا جدا
طبعا تعبيراتك رائعة ووصفك ممتع
قصتك تشبه قصة لى عن فلسطين بردك وقصتى تنتهى بنفس النهاية تقريبا طبعا مع أختلاااف الأحداث والمضمون
تحياتى لك
- elsayad
- أكاديمى نشيط
- مشاركات: 289
- اشترك في: 26 مارس 2009, 8:40 pm
- Real Name: عاطف
- Favorite Quote: الصبر مفتاح الفرج والصيد علمنى
- verification: ID verified and trusted writer
- مكان: الشرقية
Re: محبوبة ضياء
الزميلة / منى
أحييكي على هذه القصة الأكثر من رائعة ، المكتملة المعاني ، القوية التعبير ، عالية الأحاسيس .
استمتعت بقراءتها كثيراً كما أعجبنى أسلوبك المحكم فى الكتابة .
وفقكى الله وبارك فيكي وبإذن الله تكوني أكاديمية نشيطة فى أقرب وقت
أحييكي على هذه القصة الأكثر من رائعة ، المكتملة المعاني ، القوية التعبير ، عالية الأحاسيس .
استمتعت بقراءتها كثيراً كما أعجبنى أسلوبك المحكم فى الكتابة .
وفقكى الله وبارك فيكي وبإذن الله تكوني أكاديمية نشيطة فى أقرب وقت
الصياد المصري
********
*******
من أعمالي بالأكاديمية
انا صياد وكان نفسي . . أعيش صياد طول عمري
ليه اشغل بالى وأفكر . . واعيش مغلوب على أمري
آمنت بربي وعرفت إن رزقي عليه . . ومهما بعدت واتغربت مش حاروح غير ليه
علشان كدا أنا كان نفسي . . أعيش صياد طول عمري