وقد زادت ضربات الفأس الدؤبة فى سريان المياه الثائرة بين اغصان الزرع المتلهفة
ثم نادى بغيظ على الطفل ذو الست سنوات الغافى فى ظل شجرة السرو الرؤوم العملاقة يا كرم استيقظ ايها البائس
وحينما لم يستجب كرم قطع خطوات سريعه وهزه بعنف
ففتح عينيه فى وهن.. ثم تلقى صفعه قاسية جعلت جسده النحيل ينتفض ؛ وابوه ينعته بافظع الالفاظ ؛
سنواته الصغيرة لا تجعله يدرك كمية الحقد بداخل ابيه
لا تجعله يدرك ان قساوته نابعه من قسوة شخص اخر عليه
شخص اختار ان يلفظ القرية الغافية ذات يوم تاركاً وراءه طفل صغير
وابً موتور
شخص اسمه سميحه حمل الطفل الكثير من تقاسيم وجهها البديع
فقط خيال المأته يعرف الحكاية
فقط خيال المأته يذكر مخرج الفيلم وهو يتشاجر مع البطلة المرفهه وهى تترك له المكان
فقط يذكر خيال المأته توعد المخرج لها ان اى فلاحه تسطيع القيام بالدور
فقط يرى سميحة بجسدها الافعوانى ووجهها المليح وعيونها الكحيلة وهى ترنو اليه بنظرة خاطفة
وفوق رأسها سبت الطعام لزوجها فى الحقل
وطفل ابن عامين على ذراعيها
وصفعة قوية وعدة ركلات تنهال عليها من عبد الحافظ وهو يرقب اعجاب المخرج الواضح بها
ثم مشهد اخر وعبد الحافظ يقبض مبلغاً سخيا لتقف امام الكاميرا
الكاميرا التى عشقت وجهها وجسدها
ويذكر عبد الحافظ منتشيا بالنقود
وسميحه
حالمة بتغير حالها فهى للعجب ابنة الجامعة التى فرضت عليها تقاليد القرية ان تتزوج من ابن عمها القاسى الغير متعلم
تضع احلامها بجهد واضح امام الكاميرا وتتجاهل بجهد واضح اعجاب المخرج بها
فقط خيال المأتة يذكر انها ؛داعبت كرم برقة واعدة اياه ساعود يوما
ثم عودته ذات يوم من القاهرة محمل بالاموال لقاء ورقة الطلاق
لكن خيال المأته لا يفهم ابداً لماذا رفض اعطاء كرم لها
لقد بعثت بعديد من التوسلات
والعديد من الاغراءات
ولا فائدة
لقد تزوج وانجبت له زوجته ثلاثة اولاد كان حنونا معهم وبقى كرم يتجرع وحده قسوته
وغلظته وحقده الدفين على سميحه التى علا نجمها وسطع
وأخذه فى حضنها الدافئ؛ كنت تعتبره ابنها البكرى وكثيراً ما تلقت الصفعات بدلاً عنه وهى تحميه بجسدها
ثم يتوقف ليس لرحمة الصغير البائس..لكن لتعبه من الضرب والركل المضنى
فيلقى بنفسه على الارض الرطبه تحت شجرة السرو العملاقة ..ثم يقفز ليسكب على وجهه الماء
تاركا جسده هناك على الارض الرطبة جانب الشجرة الصامته ..صمت الجسد المسجى
والاب المذهول يحرك الجسد يمينا وشمالا
وبكاء زوجة ابيه الهادر
وحزن ابيه الاسود
وتخرج شجرة السرو العملاقة عن صمتها وتهز اغصانها يحبوربلهو كرم معها هى ايضاً