مسابقة الشهر الحادى عشر - 2009
مجال القصة القصيرة
بعنوان
(روبوت)
المركز الأول
(شريف العايدى)
عنوان فرعى
(الرجل)
***
- أحبك فقط؟ هذه كلمة قليلة جدا لما أشعر به نحوك ياحبيبتىمجال القصة القصيرة
بعنوان
(روبوت)
المركز الأول
(شريف العايدى)
عنوان فرعى
(الرجل)
***
قالها فى حنان و هو يحتضن كفيها بكفيه , بينما تألقت عيناها بإبتسامة و هى تنظر إلي عينيه هامسة:
= و أنا أعشقك
تبادلا النظرات فى حب للحظات , قبل ان تسأله:
= هل ستبقي معى طوال العمر؟
- و هل يحتاج ذلك لسؤال ياحبيبتى؟ انتِ كل عمرى و عمرى بأكمله لك.
ابتسمت بسعادة و هى تستمع إليه , ثم أبعدت يده بلطف عن يديها لتنقلها إلى لوحة الحاسب الدقيق بجوارها و تتحرك أصابعها بسرعة و دقة بين أزراره , ثم استدارت إليه بنفس الإبتسامة قائلة فى حب:
= حبيبى , اود ان أسألك سؤالاً
- بالطبع ياحبيبتى
تنهدت فى عمق و هى تختلس النظر إلى الصورة المجاورة له و تقارن بينهما بعينيها للحظة , كانت صورتهما معاً, و كانت ملامح من يحتضنها بحب فى الصورة هى نفسها ملامح الجالس أمامها , بنفس الملابس , مع ذلك فقد أشاحت بوجهها فى حزن بعيداً عن الصورة قبل أن تعيد رسم الإبتسامة على شفتيها مرة أخرى و هى تنظر إليه متسائلة فى توتر:
= حبيبى , هل يمكن فى لحظة ما أن تضحى بحياتك من أجلى؟؟؟
تجمدت ملامحه لثوان قبل أن تعاوده الإبتسامة قائلا:
- وهل يحتاج ذلك لسؤال ياحبيبتى؟ أنتِ كل حياتى و........
= ياللسخافة!
نطقتها فى غضب وهى تمد يدها إلى حقيبة يدها تبحث بعصبية عن شئ بداخلها بينما تسائل هو فى قلق:
- حبيبتى , هل تبحثين عن شئ ما؟!
أوقفت يدها الباحثة داخل الحقيبة فجأة وهى تنظر إليه نظرة مليئة بالغضب قبل أن تهمس فى بطئ:
= أبحث عن موتك!
لم تكد تنتهى كلماتها حتى فتحت أبواب الغرفة ليهرول عبرها العديد من الأشخاص بعضهم بملابس أمن فضية و الأخرين بمعاطف سوداء , بينما تجاهلت هى الموقف تماماً و هى تخرج فجأة من حقيبتها سلاحاً صغيراً أشبه بالمسدس و تصوبه نحو رأس الرجل و تضغط على الزناد بكل غضب.
و فى ثانية واحدة و دون ان يخرج من المسدس أى شئ مرئى تحول جسد الرجل أمامها إلى كتلة حديدية ذائبة أخذ الدخان يتصاعد من بين بقايا أسلاكها.
اقترب أحد ذو المعاطف السوداء و هو ينظر إلى بقايا الرجل فى ذهول ثم حول نظره إليها صارخاً:
- لما فعلتِ ذلك؟! لقد كان أفضلهم! كان مجرد خطأ بسيط فى نظام البرمجة يمكن إصلاحه!
= هراء! أفضلهم؟! كل ما صنعتم من حمقى منذ بداية هذا العبث لم يكونوا سوى كتل حديدية صماء! قلتم لى أننا فى أكبر عصر لتكنولوجيا الروبوتات الإنسانية! قلتم أنكم ستجعلونه مليئاً بمشاعر الحب و الحنان و الرجولة! قلتم و قلتم......
توقفت بنظرها مرة اخرى عند الصورة فإنسدلت دمعة حارة من عينيها و هى تهمس فى حزن:
= قلتم أنكم ستعيدون لى رجلى الذى ضحى بحياته من أجلى......
أشاحت بوجهها بعيدا عن الصورة لتواجه الرجل بعينين غطتهما الدموع صارخة مرة اخرى:
= أليس هذا ما قلتم ياكبير العلماء؟! أليس هذا كان الإتفاق؟! لقد دفعت لكم أموالاً طائلة لتصنعوا هذا! و أفضل ما أمكنكم صنعه هو ببغاء أبله يردد نفس الإجابة مع كل سؤال لا يفهمه!
تقدم عالم آخر نحوها و هو يقول فى هدوء:
- سيدتى , لا داعى لأى غضب , سنصنع واحداً جديداً و سيكون......
بتر كلمته مع توجيهها مسدسها إليه فجأة و هى تصرخ فى هيستيرية:
= كلمة أخرى و أجعلك تتبع ببغائك الألى!
توترت ملامح رجال الأمن و قد أشهروا أسلحتهم وبدا للحظة أن الموقف كله سينفجر , لكن لدهشتهم وضعت هى مسدسها جانباً و قد تجمدت الدموع فى عينيها, لتلتقط حقيبتها و الصورة بجوارها و تسير نحو باب الخروج.
أشار كبير العلماء لرجال الأمن بإفساح الطريق لها, ثم هتف بصوت متردد:
- سيدتى , هل نتصل بك لاحقاً إذا توصلنا إلى نتيجة أفضل؟
توقفت للحظة و هى تغلق عينيها و تعض على شفتيها فى غضب , ثم قالت و هى تواصل طريقها دون أن تنظر للخلف:
= اتصل بى.....فقط إذا إستطعتم صنع رجل!