صفحة 1 من 1

وحيد يا بحر .. قوي

مرسل: 24 إبريل 2009, 11:09 pm
بواسطة مصطفى السيد سمير
ماصدقتش نفسي بسهولة وانا باشيل ورقة النتيجة اللي استعصت عليا كتير وأخدت وقت وصبر .. 8 يوليو .. السبت مكتوبة فوقها بخط كبير ومن الناحية التانية نفس الكلام مكتوب بالانجليزي كأنه كرنفال خاص عمري ما خدت بالي منه الا النهاردة.. النهاردة حاسافر لواحد صاحبي من زمان في اسكندرية.. كانت دايما المواعيد والامتحانات تهزمني بس النهاردة خلاص.. أول يوم في إجازتي .. بقالي كتير ماشفتهوش يمكن من أيام ثانوي.. كانت شخصيته مختلفة تماما فريدة ونادرة يحسسك بنفس الاحساس بالغرابة اللي بتحسه وانت بتتفرج على قوس قزح.. وكان دايما - أيام ما كان معايا في المدرسة - بيفكرني باسكندرية.. في كلامه العادي ونظراته الحادة زي شعاع الفنار في قلب الليل و ضحكته اللي بتشبه تماثيل الملوك الرخامية اللي تحت البحر مستمتعة بغرقها بعيد عن إزعاج البشر وخصوصا لما بينفعل .. زي النوة الطيبة الغضوبة اللي تتنرفز وترفع موجها لحد ما يختلط بالسحاب , وبعدين تنزل وترجع تصفى كأنها بتتأسف ..وحتى شعره لما يتلخبط ويتملي تراب لما بنلعب كورة لحد الحصة السابعة كان بيفكرني بالبحر المسحور في اسكندرية اللي اقتبسوا منه كل الألوان والأساطير والجنيات والمغامرين وجوابات العشاق اللي سابوا بعض واللي - اتجننوا - وكملوا الجنان.
ياه .. السنين اللي فاتت حصلت فيها حاجات كتير .. والحكايات اللي كنت باحكيها له باعتبارها أسرار زادت وبقى فيه أسرار جديدة .. كنت أهم حاجة عايز أعرفها هو حقق حلمه اللي قاللي عليه - سر طبعا - إنه يحب أول بنت يشوفها في سنة أولى هندسة ... يا ترى حقق حلمه.. ولا ماعرفش ولا نسي. أكتر حاجة تضايق أي حلم في الدنيا إنه يتنسى.. الغريبة ان انا اللي حققت حلمه دة.. حبيت أول بنت قابلتها في الكلية وحيستغرب أكتر لما يعرف ان اسمها منال برضه - كنت قبل كدة حبيت واحدة اسمها منال - وحيستغرب أكتر لما يعرف إننا حضننا بعض من قبل حتى ما نتعرف.. كنت نزلت من القطر وباسلم على صحابي وباطمن على الشنط وهي نازلة ورايا وفجأة القطر صفر وبدأ يتحرك فواحد خبطها بالشنطة من ورا مع استعجاله فنطت ومالقيتش نفسها غير وهي في حضني.. عمري ماهانسى اللي شفته ساعة مارفعت عنيها وبصت لي.. كانت مفاصلي سايبة من الخضة ومش قادر أتحكم في أي حاجة كإن أنا اللي كان حايمشي بيا القطر.. كانت عنيها فيها مزيكا عجيبة أول مرة آخد بالي ان اجتماع الأبيض الصافي والأسود الغويط ممكن يبقى فاتن بالعنف دة .. وكنت في منتهى الإحراج لما نبهني واحد صاحبي إني لسة حاضنها بس هي مازعلتش.. واحنا بنوصلها اكتشفت انها معانا في نفس الكلية عملت المستحيل عشان أبان طبيعي وبمجرد ما نزلت قعدت اضحك زي المجنون .. على الصدفة ولا عليا ولا على الحب اللي اكتشفت دلوقتي بس انه مالوش دعوة بالمعرفة والعشرة والطباع والتوافق والتفاضل والتكامل وكل الكلام دة.. دة مرض سريع العدوى فتاك بينتشر في الدم في لحظة وبيدمر كل خلايا الجسم تماما لأنها مابقتش تناسب كائن عاشق .. للأسف حاضطر استحمل نظرته ليا وتريقته لأنه كان بيتحداني إني ممكن أحب بنت فنانة وعصبية وكمان مش محجبة..
آخر أيام المشاوير.. فيه غيمة زرقة وبرد كتير - لقتني باغني.. كدة من غير سبب - وحدي منسية.. في ساحة رمادية.. هي اللي علمتني أسمع فيروز.. وقالتلي أحلى أمنية عندي في الدنيا إني أقعد جنبك على كورنيش اسكندرية بالليل ونشتري فشار وتحضنني عشان ماحسش بالبرد وفيروز تبقى ورانا بتغني انا لحبيبي وحبيبي إلي.. قلتلها حكاية الكورنيش دي ممكن لكن فيروز تغني دي صعبة شوية.. كانت تبص لي باستغراب كأني اتجرأت على حلمها وأهنته إهانة بالغة : لية يعني مش حافظة الأغنية ؟
حاعترف له إني خسرت التحدي, وخسرته في لحظة بطريقة ما توحيش إنه كان تحدي من الأساس.. حاعترف له إني ابتديت أعشق فيروز وكوبري ستانلي والرسم على القزاز والفشار وصلاح جاهين وأفلام نيللي كريم من ساعة ما قابلتها.. لدرجة إن واحدة من أتعس لحظات حياتي لما قالتلي هو ليه وزنك زاد كدة.. فجأة حسيت بالفرق وإن ممكن الإنسان يعيش كل دة مش واخد باله وهو ماشي ... زاحم الكرة الأرضية وخلاياه المتضخمة بتستهلك أكسجين زيادة من حق إنسان تاني.. عملت المستحيل عشان أخس وهي عملت المستحيل عشان تفهمني إنها مكانتش تقصد تضايقني.. ياه نفسي أتكلم كتير عنها لأن الكلام عنها ما بيخلصش.. ومفيش حد غيره ممكن أستريح وأنا باكلمه عنها..معظم أصحابي بيعتبروا الحب حرام أو قلة أدب أو شيء غير أخلاقي.. أنا باحب, وممكن أقولها من فوق برج القاهرة.. وصاحبي مجنون زيي وحيفهمني.. بس مش حاقول له أكتر من كدة عشان مش حيصدق.. ومش ممكن يفهم إزاي افترقنا ورجعت دخلت في وحدتي من تاني.. حاقول له إني لأول مرة أحس بالوحدة بالعمق دة وأنا بادور على حد أتكلم معاه ومش لاقي.. وإني ساعة ما سافر كنت مخنوق وماليش نفس آكل ولا أنزل ومارضتش أختار حد غيره في الفريق.. ساعتها قلت إن كل أصحابي سافروا اسكندرية.. أو أنا اللي سافرت وسبت ( هنا ) ورحت مكان تاني غريب مافيهوش حد ومش عارف أرجع.. يمكن لما أقابله وأخده بالحضن ونبتدي نتكلم.. أحس إني رجعت.

Re: وحيد يا بحر .. قوي

مرسل: 25 إبريل 2009, 5:37 am
بواسطة Ghadat2009
قصة مختلفة في فكرتها و أحاسيسها و أسلوبها الشيّق ! صورة

من أول العنوان اللي يحسس يالوحدة الشديدة بكلمة ( قوي ) التي توصّل عمق و قوة الشعور بالوحدة ...

و الأسلوب اللي ياخد اللي بيقرا بعيد ... وكأنه دخل في مذكرات شخصية لإنسان عالي الإحساس و بارع في التصوير الجمالي صورة

جميلة جدا هي العلاقة بين الصديقين ....و رائع إن الواحد يلاقي اللي يفهمه أوي كده ...

النهاية يمكن كانت سريعة شوية ...أو مش واضح بعد القصة الرومانسية دي ازاي اختفت البطلة فجأة من حياة البطل ؟ صورة

و كمان البطلة قلت ان اسمها منال ....مين هنا اللي ذكرتها في الآخر ؟؟ صورة

باشكرك على قصتك الجميلة

تمنياتي بالتوفيق إن شاء الله صورة

Re: وحيد يا بحر .. قوي

مرسل: 25 إبريل 2009, 12:29 pm
بواسطة مصطفى السيد سمير
سعيد جدا برأيك في القصة
بس فيه توضيح صغير
( هنا ) مش اسم البنت وانما ظرف مكان
بمعنى انا سبت مكاني اللي بالاقي فيه نفسي
: )

Re: وحيد يا بحر .. قوي

مرسل: 11 أكتوبر 2009, 2:02 pm
بواسطة اسماء الشيخ
قصصك بتوجع لانها حيه اوى

Re: وحيد يا بحر .. قوي

مرسل: 30 يناير 2010, 5:28 pm
بواسطة sunrise
السلام عليكم

قصة حضرتك مليئة بالشجن . حسيت انى دخلت فيها وفى احداثها وانى شايفة احداثها من اولها لاخرها

وهذا زاد من روعتها واحساسها ..

أحييك عليها