صفحة 1 من 1

فوضى العدم : خلف جدار الحقيقة ترى ماهيتها .. فوضى و عذاب

مرسل: 21 إبريل 2009, 12:38 pm
بواسطة فارسة المملكة البعيدة
الباب امامي
اراه واضح .. اقترب ، افتح فلا اكترث
فقط اريد الهرب
افتحه و اتقدم ، فأجد ان لا شيء وراءه
فراغ ... خواء ... عدم
و ينغلق خلفي الباب
اقع
و لكني لاازال معلقة في اللاشيء
عالم فوضوي
صراخ مكتوم
آلوان قرمزية تلتف حولي
صراخ و عذاب
ألم و انين
وحوش تقطر دماً
سماء سوداء بلا نجم او قمر
خائفة و مذعورة و لا اتحرك من مكاني
اشعر كأن يد هائلة تضغط علي و على وجداني
اصرخ
احاول ان اصرخ
فلا اسمع صراخي
اختنق و اختنق
اريد البكاء من فرط العذاب
و لا اجد دموع !
العذاب هائل
ما هذا ....؟
خلف الوجود ترى الحقيقة .. خواء و فراغ و ظلام دامس
أ تظن انك تعلم معنى الألم ؟
لا لم ترى شيء
تلك العيون المتوحشة تنظر اليك
تنتظر موتك
لتنهش جثتك متمتعة
اي عذاب ؟
اي هول ؟
لا شيء فلقد جمدت الاحاسيس
و تعودت اذناك على صوت الصراخ
و لم يعد الألم يعينك من كثرة ما شعرت به
من حين الى آخر ترى تلك المخالب الحادة
تغرس فيك!
تسيل دماءك امام عينك
و لا تفعل شيء
كأنه أمر لا يعنيك
لا صراخ لك يسمع
لا دموع لك تنزل
لا ألم لك يشفى
فوضى ... فوضى
اريد الخروج
اريد الانقاذ
آاااااااااااااااااااااه
ألم رهيب
عذاب مقيت
من يسمعني ؟
الباب اختفى و تركني
اموت انا!!
دماء تنهمر من الجدران
اي جدران ؟
لا اعلم
فوضى!
اين انت ؟
..........
اين انت ؟
..........
اين انت ؟
..........
بالله عليك ، اين انت ؟
..........
و
...............
صمت
سكت الجميع
فلقد حانت لحظة احتضاري
نزفت الكثير و ها انا اموت
فيسكت الجميع
الابتسامة على الوجوه
وجوه الوحوش ، ابتسامة اخرى في تلك العيون
ها هو العرض يبدأ
و النفس يهدأ
و دقات القلب يسكت
ها هو الجسد يهمد
و اصبح امامكم جثمان فتاة ممزقة
تلتف حولها الوحوش و ترفع مخالبها
و تلتف العيون لتستمع
تستمتع بنهش جثتها
هنيئاً لكم ..
وجبة انتظرتوها طويلاً
هنيئاً لكم ..
قتلتوها !
هنيئاً لكم ..
استمتعوا بدماءها المنسابة
هنيئاً لكم
......
............
................
...................
و لكن
ماهذا ؟؟
انها تفتح عينها
فتتراجع الوحوش
بضيق تتراجع
كيف ؟
كيف ؟
هل ستقف على قدميها ؟
تتحامل
و تقف
تضع يداها على الجروح
تحاول ايقاف النزيف و لكن الجروح كثيرة
توشك على الانهيار مرة الاخرى
تستعد المخالب و تجهز نفسها
تقف واهنة و تجد دموعها تنهمر
فلا تصدق تلك العيون
فهاهو ضوء ساطع
يقترب منها
يقترب من الجروح
و يبقى سؤال
هل سينقذها ؟؟
هل سينقذها ؟؟
.......
......
.....
....
بالفعل .. يبدو انه يعتزم على انقاذها
و لكن الوحوش لن ترضى
كيف يسرق منها وجبتها
تلك الدماء المنسابة
تغري العيون المقتاتة
لا .. لن نسمح للضوء
فليرجع الظلام للوجود
و انسحق الضوء !
تحت وطأة الوحوش
تطلع الجسد المنهار و الذي اصابه الانكسار
و انهالت الدموع
الجروح كثيرة
النزيف يستمر
لااقوى على الاستمرار
ليس هناك فرار
اين الخلاص ؟
الآن انهار
الآن يتمدد الجثمان
ساكن هادئ
بلا نفس
بلا روح
بلا وجدان عاصف
و ارتفعت المخالب
و لمعت العيون !