صفحة 1 من 1

عندما قال أحمد حلمى " آسف على الإزعاج..."

مرسل: 16 نوفمبر 2008, 12:03 am
بواسطة الأمير الحائر



ماذا ستفعل إذا دخلت صيدلية لتشترى منها بعض الأدوية, فوجدتها قد تحولت إلى محل لبيع آيس كريم؟ هل ستخرج للبحث عن صيدلية أخرى لتشترى دوائك؟ أم ستنسى الصيدلية والدواء وتشترى الأيس كريم؟ اختيار بسيط, لكن عندما نقارن هذا الأختيار بالواقع..سيكون الأختيار صعبا جدا...دعونا نغير السؤال قليلا... ماذا ستفعل إذا دخلت أخر أفلام ( محمد سعد ) مع عائلتك تنتظرون فاصل من الضحك, لتفاجأ بأن الفيلم كله درامى ولم يستخرج منك ولو حتى ابتسامة...وربما بكيت فى نهايته أيضا...هل ستخرج ساعتها لتبحث عن صيدلية أخرى...أم ستحب التجديد وتأكل الآيس كريم؟ صورة
هذا بالظبط ماحدث مع أحمد حلمى...فى أخر أفلامه ( آسف على الأزعاج ) عندما وقف حائرا فى مفترق الطرق, يفكر فى مغامرة قد تودى بعرش الكوميديا الذى انفرد به بعد التراجع الملحوظ لمحمد سعد فى ظل حصره فى قالب ( الكاراكتر) أو الشخصية الشاذة دائما فى اللغة و الشكل والأسلوب, حتى لم يعد بإمكانه التمثيل كشخصية طبيعية.
أحمد حلمى ربما أدرك ذلك وتعلم منه, فقرر أن يسارع بذلك التحرر من قالب الكوميديا الذى حصر به, وكانت هذه مغامرة بكل المقاييس فى ظل سينما المقاولات وشباك التذاكر التى تفرض على النجم والعمل معطيات و قالب واحد, مراهنة على جواد رابح دائما, أفضل من تجربة جواد جديد, مع أن الجواد الرابح سيأتى يوم وسيخسر, وحينها ستكون البداية من الصفر, لكن أن تقف فى وسط نجوميتك التى اعتمدت على قالب الكوميديا وتقدم عمل درامى مختلف جدا, فهذه هى الشجاعة الفنية بحق.
آسف على الإزعاج...يناقش كيف يمكن أن يؤثر علينا فقدان أعز الأشخاص فى حياتنا...وكيف يمكن أن يؤدى ذلك بشخص شديد الذكاء إلى حالة مرضية يتخيل فيها أن والده مازال حيا, ويشجعه على إتمام مشروعه فى أبحاث لتوفير وقود الطيران, ويمضى حسن ( أحمد حلمى ) فى رحلة التخيل ليتخيل فتاة لفتت نظره أحد المرات, يتخيلها حبيبته, تخرج معه, وتسافر معه, تشاركه أحلامه, وتجعله يغير من نفسه, كل ذلك دون أن يكون لتلك الفتاة وجود! الفيلم ليس من السهل استيعابه ببساطة وبالذات لمشاهدين ينتظرون تلك الوجبة الكوميدية الدسمة الذى عودهم أحمد حلمى عليها ليجدوا فيلم عميق المعانى, يركز على المشاعر والأحاسيس أكثر من الكوميديا, وقد يتنهى بك الأمر لدموع تداعب عيناك وصوت ( شيرين ) ينسدل قبل نهاية الفيلم بقليل فى نقطة التحول الدرامى للفيلم عندما يعرف المشاهد أن كل ماكان يعيش مع طوال الفيلم كان تخيل ويرى الصور التى جمعت ( حسن ) وحبيبته خالية إلا من حسن وحده.... " هتعمل ايه لو نمت يوم وصحيت...ولقيت...أقرب ماليك فى الدنيا مش حواليك " اختصرت أغنية شيرين رسالة الفيلم أن الوحدة ربما لايكون تأثيرها على الأنسان بعض الحزن فقط...بل ربما تؤدى إلى انفصام الشخص وتحوله إلى شخص عدائى منطوى يشعر بالأضطهاد من كل من حوله, ويحتاج إلى لحظة حب, حتى أنه يتخيل أشخاص وحبيبة وهمية...
آسف على الأزعاج...مغامرة يستحق عليها أحمد حلمى كل تحية وتشجيع, وهذه المغامرة قد تغير الصورة الحالية للسينما تماما إذا حذا نجوم أخرون حذوه...
السؤال الأخير هو...قد يتغير النجوم...ولكن هل سيتغير الجمهور...أم أنه سيتنهى الأمر إلى البحث عن آيس كريم أخر....؟ صورة آسف...على الإزعاج...

Re: عندما قال أحمد حلمى " آسف على الإزعاج..."

مرسل: 16 نوفمبر 2008, 3:10 am
بواسطة ابن مصر
بجد شدنى كلامك لرؤية الفلم و خصوصا انى بحترم احمد حلمى جدا وده هو الممثل الصح الى يقوم بجميع الادوار مش الكوميدى فقط بجد انا عجبنى تعليقك جدا على الفلم بس انا عايز اعرفك حاجة محمد سعد مش عايز يحط نفسه فى القالب ده بس ضغط المنتج والجمهور الى عجبه الاسلوب ده كل دي حاجات بتاثر على الممثل وبتدفعه للاستمرار فى التمثيل تقريبا نفس الشخصيةصورة.

Re: عندما قال أحمد حلمى " آسف على الإزعاج..."

مرسل: 19 نوفمبر 2008, 6:30 pm
بواسطة المهاجر
السلام عليكم
واسف للازعاج
اخى الكريم امير اذا لاحظت ستجد ان السينما المصرية اغلبها تستمد افلامها من افلام اجنبيه وخصوصا امريكية وتحويلها لسياق عربى لذلك تجد فى كثير من الاحيان هذه الافلام تخرج عن الواقع المصرى ولكن من المعروف دائما ان افلام احمد حلمى او احمد السقا او غيرهم من الفنانين افلامهم تنصب على واقع مصرى بعيدا عن الابتزال والتقليد وعلى سبيل المثال فيلم زكى شان لاحمد حلمى فيلم ناقش حياة كل شاب مصرى جدع يبحث عن وظيفة للاستقلال بها عن والدها ويجد فى ذلك معوقات كثيرة منها ضعف الجسم وغير ذلك وكذلك احمد السقا فى فيلم الجزيرة الذى ناقش فيه اوضاع جزيرة مصرية لم اعلم عنها الا من خلال هذا الفيلم

تقبل تحياتى اخى الكريم