المصيدة
مرسل: 06 مارس 2009, 4:05 pm
قصة للأطفال:
((المصيدة))
جلس الفأر في داره حزينا يفكر ماذا يفعل مع هذا القط الشرس الذي يقطن بجواره؛ ألا يكفيه أنه استولى هو وأولاده على جزء كبير من أرض الفئران، دون وجه حق، بل بالغ في عداوته واخذ يصطاد كل يوم ابنا من أبناء الفأر المسكين..شعر بقلة الحيلة أمام قوة مخالب الخير التي لا ترحم، وهداه تفكيره بعد طول السهر أن يذهب إلى الثعلب فهو نائب الأسد، وليقدم مظلمته بين يديه عسى ان يجد لديه العون.
وفي الصباح الباكر سارع الفأر إلى بيت الثعلب، وطرق الباب طرقات خفيفة فلما رآه الثعلب نظر له في تعال، وسأله عما أتى به إليه في هذا الوقت المبكر من اليوم فقال الفأر:
- "سيدي الثعلب انا آسف على إزعاجي إياك لكن ما أتى بي هو حاجتي الملحة إلى عونك.."
رد عليه الثعلب في تخابث:
- "ألا تخشى أن آكلك في الحال؟"
ابتسم الفأر في تأدب:
- "وهل مثل سيدي الثعلب يتواضع ويأكل فأرا ضئيلا مثلي.."
ضحك الثعلب، وأعجبه رد الفأر الذكي عليه وقال:
- "اعرض مظلمتك أيها الفأر الماكر.."
قال الفأر والأمل يرتسم على ملامحه:
- "سيدي إن جارا لي لا يرعى حرمة الجوار وقد اعتاد أن يهاجم كل يوم ولدا من أولادي.."
نظر له الثعلب في دهشة:
- "من حق القط أن يأكل ليعيش..إن قوانين المملكة لا تمنع ذلك.."
رد الفأر في سرعة:
- "لكنه يصطاد لمجرد اللهو يا سيدي..إنه يأنف من أكل الفئران.."
هنا تغيرت ملامح الثعلب وبدا على وجهه الغضب وقال لفأر:
- "إن هذا القط يجب أن يعاقب سأعرض المر على سيدي الأسد اليوم.."
***
وعندما عرف الأسد ما كان من أمر القط أرسل إليه يطلبه للمثول بين يديه، وشعر القط بالخوف؛ ما الذي دعا الأسد ليطلبه ، وذهب إلى مجلس السد ترتعد فرائصه من الرهبة، وقدم بين يدي الأسد فروض الولاء والطاعة..قال له الأسد بصوت جهوري:
- "أيها القط..ما الذي دفعك لصيد أبناء جارك الفأر رغم انك لا تأكل الفئران.. ألا تعلم أن الصيد بدافع اللهو فقط ممنوع في مملكتي.."
- "أيها الأسد العظيم أستحلفك بما بيننا من صلة قرابة ودم ان تسامحني، وأعدك بألا أعود لمثلها أبدا، ولن تسمع من جاري الفأر أي شكوى بعد الآن.."
رق له الأسد عندما ذكره بما بينهما من علاقات وثيقة وقال له:
- "حسنا أيها القط؛ سأمنحك فرصة أخرى.."
وعاد القط إلى منزله سعيدا بنجاته من العقاب، وحدثته نفسه بأنه يجب أن يتخلص من هذا الفأر المزعج..لكن صيد هذا الأخير لن يكون سهلا؛ إذن عليه أن يفكر في حيلة ذكية تمكنه من صيد هذا الفأر الماكر، وفي الصباح الباكر أسرع القط إلى بيت الفأر، ووقف يمؤ مواء لطيفا، وينادي على الفأر..فسأله الفأر من خلف الباب:
- "ماذا تريد أيها القط؟"
- "جئت إليك أسعى للصلح بعد ان وبخني ملكنا العظيم، وخيرني بين الرحيل أو التعايش في سلام معك، وقد اخترت الأمر الثاني.."
- "حسنا فعلت أيها القط، وأرجو أن تكون صادقا في وعدك.."
- "بل صادق جدا..وأرجو أن تقبل دعوتي إلى منزلي المتواضع، وليكن هذا بداية عهد جديد للسلام بيننا.."
تردد الفأر لحظة..ثم فكر في نفسه من المؤكد أن الفأر سيحترم كلمة السد وسيخشى أن يبطش به الأخير؛ لذلك فهو لن ينقض عهده معه.
ووافق الفأر وارتدى أجمل ثيابه لحضور الحفل، وعندما دخل بيت القط؛ استقبله الأخير في مودة ودعاه إلى الطعام، ورأى الفأر قطع الجبن الطازجة فاقبل إلى الطعام يغترف منه ما شاء، وكلما أردا التوقف ألح عليه القط أن يأكل المزيد حتى ثقل بطنه، وشعر بقدميه لا تكادان تحملانه، وعندما شعر القط بذلك؛ هجم على الفأر وقضى عليه، ويا ليت الأسد لم يتهاون مع هذا القط ، ويا ليت الفأر لم يصدق حيلة القط.
تمت
د.رانيا حسن
((المصيدة))
جلس الفأر في داره حزينا يفكر ماذا يفعل مع هذا القط الشرس الذي يقطن بجواره؛ ألا يكفيه أنه استولى هو وأولاده على جزء كبير من أرض الفئران، دون وجه حق، بل بالغ في عداوته واخذ يصطاد كل يوم ابنا من أبناء الفأر المسكين..شعر بقلة الحيلة أمام قوة مخالب الخير التي لا ترحم، وهداه تفكيره بعد طول السهر أن يذهب إلى الثعلب فهو نائب الأسد، وليقدم مظلمته بين يديه عسى ان يجد لديه العون.
وفي الصباح الباكر سارع الفأر إلى بيت الثعلب، وطرق الباب طرقات خفيفة فلما رآه الثعلب نظر له في تعال، وسأله عما أتى به إليه في هذا الوقت المبكر من اليوم فقال الفأر:
- "سيدي الثعلب انا آسف على إزعاجي إياك لكن ما أتى بي هو حاجتي الملحة إلى عونك.."
رد عليه الثعلب في تخابث:
- "ألا تخشى أن آكلك في الحال؟"
ابتسم الفأر في تأدب:
- "وهل مثل سيدي الثعلب يتواضع ويأكل فأرا ضئيلا مثلي.."
ضحك الثعلب، وأعجبه رد الفأر الذكي عليه وقال:
- "اعرض مظلمتك أيها الفأر الماكر.."
قال الفأر والأمل يرتسم على ملامحه:
- "سيدي إن جارا لي لا يرعى حرمة الجوار وقد اعتاد أن يهاجم كل يوم ولدا من أولادي.."
نظر له الثعلب في دهشة:
- "من حق القط أن يأكل ليعيش..إن قوانين المملكة لا تمنع ذلك.."
رد الفأر في سرعة:
- "لكنه يصطاد لمجرد اللهو يا سيدي..إنه يأنف من أكل الفئران.."
هنا تغيرت ملامح الثعلب وبدا على وجهه الغضب وقال لفأر:
- "إن هذا القط يجب أن يعاقب سأعرض المر على سيدي الأسد اليوم.."
***
وعندما عرف الأسد ما كان من أمر القط أرسل إليه يطلبه للمثول بين يديه، وشعر القط بالخوف؛ ما الذي دعا الأسد ليطلبه ، وذهب إلى مجلس السد ترتعد فرائصه من الرهبة، وقدم بين يدي الأسد فروض الولاء والطاعة..قال له الأسد بصوت جهوري:
- "أيها القط..ما الذي دفعك لصيد أبناء جارك الفأر رغم انك لا تأكل الفئران.. ألا تعلم أن الصيد بدافع اللهو فقط ممنوع في مملكتي.."
- "أيها الأسد العظيم أستحلفك بما بيننا من صلة قرابة ودم ان تسامحني، وأعدك بألا أعود لمثلها أبدا، ولن تسمع من جاري الفأر أي شكوى بعد الآن.."
رق له الأسد عندما ذكره بما بينهما من علاقات وثيقة وقال له:
- "حسنا أيها القط؛ سأمنحك فرصة أخرى.."
وعاد القط إلى منزله سعيدا بنجاته من العقاب، وحدثته نفسه بأنه يجب أن يتخلص من هذا الفأر المزعج..لكن صيد هذا الأخير لن يكون سهلا؛ إذن عليه أن يفكر في حيلة ذكية تمكنه من صيد هذا الفأر الماكر، وفي الصباح الباكر أسرع القط إلى بيت الفأر، ووقف يمؤ مواء لطيفا، وينادي على الفأر..فسأله الفأر من خلف الباب:
- "ماذا تريد أيها القط؟"
- "جئت إليك أسعى للصلح بعد ان وبخني ملكنا العظيم، وخيرني بين الرحيل أو التعايش في سلام معك، وقد اخترت الأمر الثاني.."
- "حسنا فعلت أيها القط، وأرجو أن تكون صادقا في وعدك.."
- "بل صادق جدا..وأرجو أن تقبل دعوتي إلى منزلي المتواضع، وليكن هذا بداية عهد جديد للسلام بيننا.."
تردد الفأر لحظة..ثم فكر في نفسه من المؤكد أن الفأر سيحترم كلمة السد وسيخشى أن يبطش به الأخير؛ لذلك فهو لن ينقض عهده معه.
ووافق الفأر وارتدى أجمل ثيابه لحضور الحفل، وعندما دخل بيت القط؛ استقبله الأخير في مودة ودعاه إلى الطعام، ورأى الفأر قطع الجبن الطازجة فاقبل إلى الطعام يغترف منه ما شاء، وكلما أردا التوقف ألح عليه القط أن يأكل المزيد حتى ثقل بطنه، وشعر بقدميه لا تكادان تحملانه، وعندما شعر القط بذلك؛ هجم على الفأر وقضى عليه، ويا ليت الأسد لم يتهاون مع هذا القط ، ويا ليت الفأر لم يصدق حيلة القط.
تمت
د.رانيا حسن