بتاع التلفون
مرسل: 26 فبراير 2009, 11:12 pm
تنظر لي بفضول ممزوج بالرهبة
كم عمرها ؟ .. ثلاث .. أربع سنوات ؟
طفلة رائعة هي .. تبدو بظفيرتيها الجميلتين كأطفال الصور التذكارية .. أو صور أغلفة الألبومات .. كأطفال الدمى والرسوم المتحركة
كانت والدتها قد دخلت المطبخ للتو بعد أن شرحت لي مشكلتها مع جهاز التلفاز الرقمي ذي الشاشة المسطحة الكبيرة .. وكنت قد بدأت عملي وأنا أجول ببصري مكتشفا أجزاء الشقة الكبيرة جيدة الثأثيت
انهمكت في العمل لحظات .. حتى شعرت بالطفلة تقترب اكثر إذ لم تعد سوى على بعد خطوات .. فنظرت إليها وابتسمت مشجعا
كانت طفلة رقيقة بعينين خضراوتين رائعتين ... هي من أولئك الأطفال الذين تتمنى أن يكونوا من صلبك وأن تعلم يقينا استحالة ذلك مع كمية المورثات القبيحة التي تملكها .. يخيل لي أحيانا أنه حتى الفقر والقهر و سوء الحظ ، وليس الصفات الجسدية وحسب ، مورثات اكتسبناها عن أجدادنا وننقلها عبر الأجيال بإصرار وتصميم شديدين
كنت قد اكتشفت مشكل الجهاز في تلك اللحظة وجلست على أطراف رجلي أتفحص المستقبل الرقمي حين فاجأتني الطفلة بصوت عذب :
- انت بتاع التلفون ؟
ضحكت ضحكة صغيرة حاولت أن أجعلها عذبة هي الأخرى لكنها أبت إلا أن تخرج من حنجرتي الصدئة نهيق حمار .. وقلت بذات الصوت :
- لا يا حلوة .. أنا بتاع التلفزيون
نظرت لي لحظات بصمت وعدت لعملي والإبتسامة لا تفارقني
ثم سمعتها تخبط الأرض بقدمها الصغيرة الهشة مرة وتقول بصوت ملائكي :
- لا .. انت بتاع التلفون
هززت رأسي نفيا وقلت :
- بصي يا حلوة ... ده تليفزيون .. أنا بتاع التلفزيون
تكرر خبطها للأرض بقوة .. رفقا بقدمك الهشة يا صغيرة .. وتقول بإصرار طفولي لذيذ :
- لا .. لا .. انت بتاع التلفون
ويتهدج صوتها وتترقرق عيناها في طريقهما للبكاء .. كيف لا ترق قلوب الشياطين نفسها لمثل هذا المنظر ؟
- انت بتاع التلفون
ارتفع صوتها متشنجا ... ستحضر أمك في أية لحظة ولست مستعدا لتلقي أية ملاحظة منها .. من يدري ماذا ستظنني فعلت لك مع كل ما يكتب في الجرائد وهذه الأفلام التي بوظت الدنيا
قلت لها بسرعة :
بس يا أمورة .. أنا بتاع التلفون .. أنا بتاع التلفون
هنا .. تبدلت ملامحها فجأة مكتسية شراسة طفولية غير محببة ... قبحتها تماما .. واتجهت نحوي وهي تضربني بقبضتها الصغيرة وتركلني بقوة في مؤخرتي لتفقدني توازني صارخة :
- أمال بتعمل ايه في التلفزيون بتاعنا لما انت بتاع التلفون ؟
كم عمرها ؟ .. ثلاث .. أربع سنوات ؟
طفلة رائعة هي .. تبدو بظفيرتيها الجميلتين كأطفال الصور التذكارية .. أو صور أغلفة الألبومات .. كأطفال الدمى والرسوم المتحركة
كانت والدتها قد دخلت المطبخ للتو بعد أن شرحت لي مشكلتها مع جهاز التلفاز الرقمي ذي الشاشة المسطحة الكبيرة .. وكنت قد بدأت عملي وأنا أجول ببصري مكتشفا أجزاء الشقة الكبيرة جيدة الثأثيت
انهمكت في العمل لحظات .. حتى شعرت بالطفلة تقترب اكثر إذ لم تعد سوى على بعد خطوات .. فنظرت إليها وابتسمت مشجعا
كانت طفلة رقيقة بعينين خضراوتين رائعتين ... هي من أولئك الأطفال الذين تتمنى أن يكونوا من صلبك وأن تعلم يقينا استحالة ذلك مع كمية المورثات القبيحة التي تملكها .. يخيل لي أحيانا أنه حتى الفقر والقهر و سوء الحظ ، وليس الصفات الجسدية وحسب ، مورثات اكتسبناها عن أجدادنا وننقلها عبر الأجيال بإصرار وتصميم شديدين
كنت قد اكتشفت مشكل الجهاز في تلك اللحظة وجلست على أطراف رجلي أتفحص المستقبل الرقمي حين فاجأتني الطفلة بصوت عذب :
- انت بتاع التلفون ؟
ضحكت ضحكة صغيرة حاولت أن أجعلها عذبة هي الأخرى لكنها أبت إلا أن تخرج من حنجرتي الصدئة نهيق حمار .. وقلت بذات الصوت :
- لا يا حلوة .. أنا بتاع التلفزيون
نظرت لي لحظات بصمت وعدت لعملي والإبتسامة لا تفارقني
ثم سمعتها تخبط الأرض بقدمها الصغيرة الهشة مرة وتقول بصوت ملائكي :
- لا .. انت بتاع التلفون
هززت رأسي نفيا وقلت :
- بصي يا حلوة ... ده تليفزيون .. أنا بتاع التلفزيون
تكرر خبطها للأرض بقوة .. رفقا بقدمك الهشة يا صغيرة .. وتقول بإصرار طفولي لذيذ :
- لا .. لا .. انت بتاع التلفون
ويتهدج صوتها وتترقرق عيناها في طريقهما للبكاء .. كيف لا ترق قلوب الشياطين نفسها لمثل هذا المنظر ؟
- انت بتاع التلفون
ارتفع صوتها متشنجا ... ستحضر أمك في أية لحظة ولست مستعدا لتلقي أية ملاحظة منها .. من يدري ماذا ستظنني فعلت لك مع كل ما يكتب في الجرائد وهذه الأفلام التي بوظت الدنيا
قلت لها بسرعة :
بس يا أمورة .. أنا بتاع التلفون .. أنا بتاع التلفون
هنا .. تبدلت ملامحها فجأة مكتسية شراسة طفولية غير محببة ... قبحتها تماما .. واتجهت نحوي وهي تضربني بقبضتها الصغيرة وتركلني بقوة في مؤخرتي لتفقدني توازني صارخة :
- أمال بتعمل ايه في التلفزيون بتاعنا لما انت بتاع التلفون ؟