يتقدّم الآن نحو آلة الزمن؛ الكاهن الأكبر؛(مو-ها-جر) و قد لبس بدلة فرعونية؛ فبدا منظره مضحِكًا ..لكنهّا ضرورية على أية حال للرحلة ..
مشى بخطوات وئيدة حتى وصل إلى باب آلة الزمن ..
ثم التفت في بطء، و عظمة، و هو يستند على عصا طويلة، قد ازدانت بالنقوش الفرعونية،
بدا و كأنّه اقتمص الدور جيّدا، بل و شربه حتى الثمالة ..
لو لوّح بيده_ الأحمق _ لأخبطنّه برجل الكرسي القريب !! .. لكنّه لحسن الحظ لم يفعل؛ و اكتفى بابتسامة واثقة، و تألّقت عيناه ببريق عجيب..
ابتسمتُ مجاملةً؛ وأنا أندبُ حظي الأسود؛ أولا الدبدوب الأحمق ، و الآن هذا المخبول !.. دلف الكاهن بسرعة إلى الآلة، و أغلق بابها ..بدأت الآلة تزئر، و يعلو زئيرها؛ شيئا فشيئا ..
ازدادت قوة الصوت لدرجة أصابتني بالصمم ..سعلت، و غطّيت أنفي بمنديلي ..
اللعنة!؛ من أين يأتي هذا الدّخان ؟؟
ازداد صوت الآلة توحّشا، و الدخّان كثافةً ..
دوت فرقعة قويّة؛ رجّت المكان ..
ثم ساد الصمت ..ساد الصمت، و إن استمرّت فرقة أبو زعبل ، تؤدي وظيفتها بحماس داخل أذني ..
حاولت أن أتبيّن شيئا خلال الدخّان؛ فمنعتني كثافته الشديدة ..
انتظرت لحظات، بدأت بعدها سحب الدخّان في الانقشاع، و بدأت معالم الغرفة تظهر ..... الغرفة الكئيبة كما هي .....
لكن ينقصها شيء بسيط ..
الآلة اختفت .. !!
لا لم أصرخ مسرسعا، أو أضحك بخرق ، أو أقفز مترين في الهواء، إحتفالا بنجاح التجربة،
مازلتُ بحاجة إلى إثبات .. سأنتظر عودة الكاهن، مع :
القصة.. و الأمارة ..
===
لا داعي لوصف ما حدث للكاهن ( مو-ها-جر) أثناء رحلته، فيستطيع هو أن يحكي عن تلك التجربة بنفسه ..
===
لكن في النهاية؛ استقرّت الآلة على الأرض، مثيرة عاصفة ترابية شديدة، فرّت على إثرها الكائنات الحيّة القريبة ..
هناك ثعبان؛ أطل برأسه من جحره، و هو يلعن المخبول الذي أحدث هذه الجلبة، بعدما كان مستغرقا في نوم عميق ..
نظر إلى الآلة نظرة خاوية، ثم هز رأسه آسفا و عاود النوم؛
عليه أن يتّبع نصيحة المدام؛ فلا "يتقّل" في العشاء بعد ذلك .
كان على مقربة من الآلة ( حوالى خمسين متر ) مجموعة من العمّال؛ شديدي المراس .. فبدو عمالقة بأجسامهم الضخمة، و رؤوسهم الصلعاء؛ التي انعكست عليها أشعة الشمس ..
كانوا يرمقون الآلة فاتحين أفواههم في ذهول ..
ثم بدا عليهم الذعر؛ حين تحرّك باب الآلة .. لحظات مرّت كالدهر .. بعدها أطلّ الكاهن (مو-ها-جر) بطلعته البهيّة عليهم ..
(مو-ها-جر) وهو يتحسّس ظهره بألم : اللعنة؛ أشعر كأني قطعة بطاطس "شيبسي"؛ يلوكها طفل جائع ..
أعجبه التشبيه، فاندفع يضحك بجنون ..
يقفُ أمام الآلة العجيبة!، و يلبس ملابس الكهنة!، و تغمره أشعة الشمس من ورائه فلا يبدو وجهه واضحا! .. ثم هو يضحك ضحكة شيطانية عجيبة !!..
بدا للعمّال المساكين؛ كمبعوث الكواكب إلى الأرض؛ لتطهيرها من الدنس و الظلم الذي عم ..
رفع ( مو-ها-جر) كفّيه؛ و أشار إليهم إشارة بلا معني ..
فجثا الجميع على وجوههم أمامه، فاندهش لهذا التحوّل ..
قال في خبث : " يبدو أنه سيروق لي هذا الزمن كثيرا .. "
ثم مد يديه إلى الجيب الداخلي، و أخرج " ريموت كنترول"، ضغط على زر من أزراره
فاختفت الآلة ..
" الآن يتبقّى لي ثلاثة أيّام في هذا الزمن .. فإما عدتُ مع الآلة .."
ثم أردف في رهبة :
" أو عادت وحدها ، و صرت أسيرا في زمن، يسبق مولدي بآلاف الأعوام .."تقدّم من العمّال الذين لم يزالوا على وضعهم ..
وجد أحدهم يرتجف، و يهذي بكلمات لم يفهمها في البداية ..أرهف سمعه ..
" داميت داميت داميت .."
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
كان الدكتور هوب : قد لقّنه اللغة الهيروغليفية؛ عن طريق جهاز عبقري؛ اسمه: المترجم الآلي؛
لم يأخذ الموضوع دقائق كما هو معروف ..
" فظيع هو الدكتور هوب ده !! " ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المهم فهم معني الكلام؛ و إن لم يزده ذلك إلا حيرة ..
فداميت في اللغة الهيروغليفية القديمة = اللعنة ..
فماذا يقصدون ؟؟!
تنبّه من تأمّله، على صوت حوافر، لجياد قويّة ..
هذه جياد لم تخلق، لجر عربات الكارو أو ليتنزّه عليها أولاد البشاوات ..
هذه جياد خُلقت للكرّ و الفر .. !!
نظر إلى يمينه ، فوجد مجموعة من الفرسان، يأتون مسرعين على هذه الجياد القويّة ..
كيف عرف أنهم فرسان .. ؟؟
هذا لا يحتاج إلى ذكاء .. !!
زيّهم موحّد؛ ليسوا ضمن فريق كشّافة هم ؟
و هذه الرماح في أيديهم؛ لا يحملونها لصيد الأغنام،
هذه السواعد لم تخلق إلا لحشّ الرؤوس
ثم هذه الوجوه؛ هي ذاتُها في كل عصر و أوان ..
فوجه الظابط "رع-حتب" قائد قوّات الملك"من-كاو-رو" ، يشبه وجه الرائد " عبد السميع " اللى ماسك قسم الأزبكية !!
هي ذاتُها القسوة؛ المغلّفة بالصرامة ..
لم يدر ماذا يفعل !!
صرخ في جزع : "أيها المخبول _ يقصد دكتور هوب_ لم تزوّدني بأي أسلحة .. "ضاعت صرخاته، وسط صهيل الجياد، التي اقتربت جدا
***********
ماذا سيفعل الكاهن(مو-ها-جر) في موقفه الصعب ..هل سيفشل في مهمّته، المنوط بها ؟؟
أم سيخفق فيها ؟؟
اقرأ الأحداث المثيرة ،
وقاتل بقلبك و روحك، مع
آخر الكهنة ..
(مو-ها-جر)
............................ هيّا أخي مهاجر .. أرنا قريحتك ، واخرج من الموقف