مفاتيح خاصة ج 11
مرسل: 05 ديسمبر 2010, 11:29 pm
تمددت نهى فوق الأريكة بينما تمددت أميرة على رأس نهلة بالأريكة الآخرى المقابلة للكرسي الذي جلست فوقه سالي ؛ و باقتراب نهاية الفيلم تسارعت دقات القلوب و عم السكون المكان لمعرفة نهاية الفيلم خاصةً بذلك المشهد الذي هربت فيه فاتن حمامة من أسرتها لتهرب من مبادئها الخاطئة التي تجعلها لا هم لها في الدنيا و لا طموح فتجري مهرولة بمحطة القطار لتلحق بالحبيب صالح سليم الذي صبر عليها كثيراً ليغير من مفاهيمها الخاطئة و ليفتح قلبها و عينيها على جمال الحياة و إشراقها ، قالت سالي بحماس :
_ الله ؛ مشهد حلو أوي ، قلوبنا دايما بتدق في المشاهد اللي زي دي .
فردت نهى قائلة :
_ فعلاً .
و بالفعل استطاعت البطلة أن تلحق بالحبيب فيضمها صالح سليم إلى صدره بشوق و حنان جارف و ينتهي الفيلم على ذلك ، نظرت نهى لصديقاتها فوجدت السعادة على وجوههم جراء نهاية الفيلم فسعدت لأن الفيلم قد حاز إعجابهم بعد أن توقعوا مشاهدة فيلم من السينما الصامتة كما تقول أميرة ، لذا فقد سألتهم نهى قائلة :
_ إيه رأيكم في الفيلم ؟
فردت أميرة قائلة :
_ جميل بس مش واقعي .
فوافقتها سالي قائلة :
_ عندك حق يا أميرة ، حلو أوي بس مش واقعي خالص يعني مفيش حد كدة .
فسألتهم نهى :
_ يعني إيه مفيش حد كدة ؟
فردت نهلة قائلة :
_ مفيش حد كدة يعني مفيش بطل زي صالح سليم يصبر على حبيبته أكتر من 3 سنين عشان تغير مبادئها و تبص للدنيا بنظرة تانية غير نظرتها السودة دي ، و علشان يعزز ثقتها في الحب ، مفيش حد كدة يا نهى .
فردت نهى قائلة :
_ غريبة و الله .
فسألها الجميع :
_ هو إيه اللي غريب ؟
وقفت نهى ممسكة بجهاز التحكم عن بعد لتغلق التلفاز ، و بعدما أغلقته اتجهت إليهم لتقول :
_ غريبة إنكم إنتم اللي بتقولوا الكلام ده .
فردت أميرة قائلة :
_ إشمعنى ؟
ضحكت نهى باستهزاء ثم أجابت بغضب لا داعي له :
_ لأن حضرتك يا أميرة هانم لقيتِ شخص بيحبك و بيخاف عليكِ أكتر من روحه ، عارفة يعني إيه شخص من لحمك و دمك و يكون بيحبك و بيخاف عليكِ ، للأسف إنتِ مش قادرة تقدري نعمة زي دي ، و للأسف هو بيحبك أكتر .
نظرت لها أميرة بتعجب غير مصدقة لما تسمع ؛ فهي لم تقل شيئاً يستحق كل ذلك التوبيخ ، بينما تطلعت نهلة لنهى بعين محدقة لعلها تصمت لكن بدلاً من صمتها قالت :
_ و إنتِ يا ست نهلة ، زعلانة أوي علشان خاطر حاسة إن الدنيا ظلمتك لما وحيد سافر ، طب ما يسافر يا ستي ، على الأقل ربنا بعتلك حد يطمنك و يحسسك إن لسا في في الدنيا حب .
نظرت لها سالي بتعجب و هي تزم شفتيها لعلها تستطيع أن توقف ذلك التيار المتدفق من فمها ؛ فقالت لها :
_ نهى ؟ جرالك إيه ؟
_ ما جراش ، إنتِ كمان يا سالي تقدري تقوليلي ليه مش لاقية بطل حياتك زي الفيلم ، أظن إنتِ عارفة كويس أوي زي مانا عارفة إنك ماحبتيش أيمن ، و مدركة كويس أوي إنه ماكنش ينفعك و لا كحبيب و لا كزوج حتى ، الحب قدامك يا سالي .. بيحاول يغير من حياتك ، بيحاول يطمنك و يقولك أنا أهو ، بيحاول يعرفك غلاوتك عنده أد إيه ؟ بصي كويس يا سالي ، افتكري كويس و راجعي ذاكرتك كويس يمكن تعرفي هو مين ؟ جميل أوي يا سالي إننا ندور على الأمان بس الأجمل إننا ندور في المكان الصح .
ثم نظرت لأميرة و كأنها تخطب خطبة كبيرة في حشد من الناس كل بدوره :
_ و إنتِ يا أميرة متهيألي إنك لو بتحبي محمد بجد حتعرفي إيه بيضايقه و إيه بيفرحه من غير ما يقولك أصلاً ، حتتنازلي عن حاجات أكبر من أكاونت على الفيس ، افتكري كويس يا أميرة محمد بيعمل علشانك إيه ؟ و بيحبك أد إيه ؟ جميل أوي يا أميرة إننا نحافظ على كياننا و نعتز بشخصيتنا المستقلة بس الأجمل إننا نخلي كياننا مع الحبيب كيان واحد مستقل قادر يواجه الزمن مهما حصل و مهما يحصل .
ثم نظرت لنهلة و قالت :
_ أما إنتِ بئى يا نهلة فلازم تفهمي كويس إنك ما ظلمتيش وحيد بخطوبتك من محمود ، وحيد هو اللي ظلمك ، أيوة ظلمك ، لما هو مش مستعد إنه يتجوزك و يرتبط بيكِ رسمي ليه يتعب بنات الناس معاه ؟ إزاي يسيبك و هو عارف إنك بتحبيه ؟ إزاي مافكرش ف حاجة زي دي ؟ و إزاي إنتِ مش قادرة تفهمي ده و متخيلة إنك إنتِ اللي بتظلميه ، إنتِ فعلاً بتظلمي بس بتظلمي محمود مش وحيد ، بتظلمي شخص بيحبك بكل كيانه ، شخص مدرك إنك مش بتحبيه بس مستني إنك تحبيه ، و لو استمريتي كدة على طول يمكن تظلمي نفسك كمان . جميل أوي الوفاء يا نهلة بس الأجمل إننا نعرف نوفي للشخص اللي يستحق .
نظرت نهلة و قالت لها بغضب مماثل :
_ بتتكلمي كأن حياتنا مفيهاش مشاكل و حياتك هي اللي فيها مشاكل ، متهيألي ما تختلفيش كتير عننا يا نهى و لا إيه ؟
فوافقتها سالي قائلة :
_ صح يا نهى ، و إنتي إيه عرفك مشكلتنا إيه بالظبط ؟
فوافقتها أميرة لتقول :
_ حياتنا كلها صعوبات يا نهى ، مش إنتِ لوحدك بس .
ضحكت نهى باستهزاء و قالت :
_ أنا ؟ أنا عارفة إني أنا كمان ماعنديش مشاكل و عارفة كويس أوي إن يمكن مشاكلكم أكتر من مشاكلي ، بس في مشاكل مش بيكون لها حل يا نهلة ، مشكلتي إن أمي ماتت ، الاطمئنان و الدفا راح مني ، مشكلة بسسيطة خالص بس مالهاش حل ! عارفة يعني إيه تسيبي مامتك و تدخلي الحمام و تطلعي بعد ربع ساعة بس تكلميها تلاقيها ما بتردش عليكِ ، عارفة يعني إيه تاخدي الصدمة أول واحدة في البيت ، عارفة يعني إيه تحاولي تنسي المرض بكل أوجاعه و الفراق و تحاولي تبصي للدنيا بصة تانية فتاخدي صدمة أجمد و تحسي إن كل الناس بتتخلى عنك و تسيبك حتى أبوكِ ، عارفة يعني إيه تنامي بالليل لوحدك و تحسي كأنك عندك سبعين سنة و الناس ناسينك و ممكن تموتي في أي لحظة و محدش يحس بيكِ ، مشكلة بسيطة خالص بس مالهاش حل ، عارفة يعني إيه يا سالي تنامي بالليل و تسمعي صوت في بلكونتك فتخافي و يهرب منك النوم و تخافي ليكون حرامي و تصحي الصبح تكتشفي إن كل اللي كان بيخوفك هو حتة ورقة الهوا طيرها ، عارفة يعني إيه يا أميرة تحاولي تنامي و لما تنامي تشوفي كل الناس بتهرب منك و محدش عايز يساعدك فتصحي مش قادرة تبصي في وش أي حد .
ثم صمتت لبرهة ثم عادت لتكمل حديثها فقالت :
_ بس عارفين إنتم الناس الوحيدة اللي عمري ما شفتها في أحلامي بتهرب من مساعدتي و بتتخلى عني .
صمت الجميع بينما أكملت نهى قائلة بتصميم محاولة ربط جأشها :
_ بس خلاص من النهاردة مش عايزة حد في حياتي ، طول عمرنا بنشيل هم بعض و عمرنا ما عايرنا بعض ، لكن خلاص كفاية عليكم لحد كدة ، أنا حقدر أتصرف في حياتي بعد كدة لوحدي كويس ، اتفضلوا .
كان حديثها صدمة لا لصديقاتها فقط بل لنفسها أيضاً حيث خرجت صديقاتها واحدة تلو الآخرى ؛ فشعرت بخروجهم من منزلها و كأنه خروجاً من حياتها لا عودة له ! وقفت مشدوهة لا تدري كيف فعلت ذلك ؟ و لا كيف قالت ذلك ؟ و فكرت في نفسها قائلة يا إلهي ماذا فعلت ؟ كيف أجرحهم هكذا ؟ ما ذنبهم ليسمعوا مثل ذلك الكلام ؟ ثم استدارت تنظرحولها فوجدت أكواب النسكافيه و أطباق الفيشار فارغة فجلست منهارة فوق أريكتها التي كانت تجلس عليها منذ قليل و قالت في نفسها هل هذا هو نفس المكان الذي جلست فيه منذ قليل برفقتهم نتسامر و نتضاحك ؟ ، يا إلهي كيف فعلت ذلك ؟ ماذا سأفعل الآن لأجعلهم يعودون إليَ ؟ ثم وقفت مرة آخرى و جرت مهرولة لشرفتها حتى تنادي عليهم لعلهم يعودون إليها و يغفرون لها ذلات لسانها ، ستعتذر لهم بشدة و تعبر عن ندمها و أسفها على ما قالت ، ستطلب منهم مسامحتها و تخبرهم بمدى حبها لهم و احتياجها إليهم ، ستخبرهم أنها على استعداد تام بأن تحل لهم مشاكلهم بهدوء مثلما فعلت من قبل ، سيتصالحون و يضحكون مثلما اعتادوا من قبل ، لكن قبل وصولها لشرفتها سقطت أرضاً فاقدة الوعي ...
_ الله ؛ مشهد حلو أوي ، قلوبنا دايما بتدق في المشاهد اللي زي دي .
فردت نهى قائلة :
_ فعلاً .
و بالفعل استطاعت البطلة أن تلحق بالحبيب فيضمها صالح سليم إلى صدره بشوق و حنان جارف و ينتهي الفيلم على ذلك ، نظرت نهى لصديقاتها فوجدت السعادة على وجوههم جراء نهاية الفيلم فسعدت لأن الفيلم قد حاز إعجابهم بعد أن توقعوا مشاهدة فيلم من السينما الصامتة كما تقول أميرة ، لذا فقد سألتهم نهى قائلة :
_ إيه رأيكم في الفيلم ؟
فردت أميرة قائلة :
_ جميل بس مش واقعي .
فوافقتها سالي قائلة :
_ عندك حق يا أميرة ، حلو أوي بس مش واقعي خالص يعني مفيش حد كدة .
فسألتهم نهى :
_ يعني إيه مفيش حد كدة ؟
فردت نهلة قائلة :
_ مفيش حد كدة يعني مفيش بطل زي صالح سليم يصبر على حبيبته أكتر من 3 سنين عشان تغير مبادئها و تبص للدنيا بنظرة تانية غير نظرتها السودة دي ، و علشان يعزز ثقتها في الحب ، مفيش حد كدة يا نهى .
فردت نهى قائلة :
_ غريبة و الله .
فسألها الجميع :
_ هو إيه اللي غريب ؟
وقفت نهى ممسكة بجهاز التحكم عن بعد لتغلق التلفاز ، و بعدما أغلقته اتجهت إليهم لتقول :
_ غريبة إنكم إنتم اللي بتقولوا الكلام ده .
فردت أميرة قائلة :
_ إشمعنى ؟
ضحكت نهى باستهزاء ثم أجابت بغضب لا داعي له :
_ لأن حضرتك يا أميرة هانم لقيتِ شخص بيحبك و بيخاف عليكِ أكتر من روحه ، عارفة يعني إيه شخص من لحمك و دمك و يكون بيحبك و بيخاف عليكِ ، للأسف إنتِ مش قادرة تقدري نعمة زي دي ، و للأسف هو بيحبك أكتر .
نظرت لها أميرة بتعجب غير مصدقة لما تسمع ؛ فهي لم تقل شيئاً يستحق كل ذلك التوبيخ ، بينما تطلعت نهلة لنهى بعين محدقة لعلها تصمت لكن بدلاً من صمتها قالت :
_ و إنتِ يا ست نهلة ، زعلانة أوي علشان خاطر حاسة إن الدنيا ظلمتك لما وحيد سافر ، طب ما يسافر يا ستي ، على الأقل ربنا بعتلك حد يطمنك و يحسسك إن لسا في في الدنيا حب .
نظرت لها سالي بتعجب و هي تزم شفتيها لعلها تستطيع أن توقف ذلك التيار المتدفق من فمها ؛ فقالت لها :
_ نهى ؟ جرالك إيه ؟
_ ما جراش ، إنتِ كمان يا سالي تقدري تقوليلي ليه مش لاقية بطل حياتك زي الفيلم ، أظن إنتِ عارفة كويس أوي زي مانا عارفة إنك ماحبتيش أيمن ، و مدركة كويس أوي إنه ماكنش ينفعك و لا كحبيب و لا كزوج حتى ، الحب قدامك يا سالي .. بيحاول يغير من حياتك ، بيحاول يطمنك و يقولك أنا أهو ، بيحاول يعرفك غلاوتك عنده أد إيه ؟ بصي كويس يا سالي ، افتكري كويس و راجعي ذاكرتك كويس يمكن تعرفي هو مين ؟ جميل أوي يا سالي إننا ندور على الأمان بس الأجمل إننا ندور في المكان الصح .
ثم نظرت لأميرة و كأنها تخطب خطبة كبيرة في حشد من الناس كل بدوره :
_ و إنتِ يا أميرة متهيألي إنك لو بتحبي محمد بجد حتعرفي إيه بيضايقه و إيه بيفرحه من غير ما يقولك أصلاً ، حتتنازلي عن حاجات أكبر من أكاونت على الفيس ، افتكري كويس يا أميرة محمد بيعمل علشانك إيه ؟ و بيحبك أد إيه ؟ جميل أوي يا أميرة إننا نحافظ على كياننا و نعتز بشخصيتنا المستقلة بس الأجمل إننا نخلي كياننا مع الحبيب كيان واحد مستقل قادر يواجه الزمن مهما حصل و مهما يحصل .
ثم نظرت لنهلة و قالت :
_ أما إنتِ بئى يا نهلة فلازم تفهمي كويس إنك ما ظلمتيش وحيد بخطوبتك من محمود ، وحيد هو اللي ظلمك ، أيوة ظلمك ، لما هو مش مستعد إنه يتجوزك و يرتبط بيكِ رسمي ليه يتعب بنات الناس معاه ؟ إزاي يسيبك و هو عارف إنك بتحبيه ؟ إزاي مافكرش ف حاجة زي دي ؟ و إزاي إنتِ مش قادرة تفهمي ده و متخيلة إنك إنتِ اللي بتظلميه ، إنتِ فعلاً بتظلمي بس بتظلمي محمود مش وحيد ، بتظلمي شخص بيحبك بكل كيانه ، شخص مدرك إنك مش بتحبيه بس مستني إنك تحبيه ، و لو استمريتي كدة على طول يمكن تظلمي نفسك كمان . جميل أوي الوفاء يا نهلة بس الأجمل إننا نعرف نوفي للشخص اللي يستحق .
نظرت نهلة و قالت لها بغضب مماثل :
_ بتتكلمي كأن حياتنا مفيهاش مشاكل و حياتك هي اللي فيها مشاكل ، متهيألي ما تختلفيش كتير عننا يا نهى و لا إيه ؟
فوافقتها سالي قائلة :
_ صح يا نهى ، و إنتي إيه عرفك مشكلتنا إيه بالظبط ؟
فوافقتها أميرة لتقول :
_ حياتنا كلها صعوبات يا نهى ، مش إنتِ لوحدك بس .
ضحكت نهى باستهزاء و قالت :
_ أنا ؟ أنا عارفة إني أنا كمان ماعنديش مشاكل و عارفة كويس أوي إن يمكن مشاكلكم أكتر من مشاكلي ، بس في مشاكل مش بيكون لها حل يا نهلة ، مشكلتي إن أمي ماتت ، الاطمئنان و الدفا راح مني ، مشكلة بسسيطة خالص بس مالهاش حل ! عارفة يعني إيه تسيبي مامتك و تدخلي الحمام و تطلعي بعد ربع ساعة بس تكلميها تلاقيها ما بتردش عليكِ ، عارفة يعني إيه تاخدي الصدمة أول واحدة في البيت ، عارفة يعني إيه تحاولي تنسي المرض بكل أوجاعه و الفراق و تحاولي تبصي للدنيا بصة تانية فتاخدي صدمة أجمد و تحسي إن كل الناس بتتخلى عنك و تسيبك حتى أبوكِ ، عارفة يعني إيه تنامي بالليل لوحدك و تحسي كأنك عندك سبعين سنة و الناس ناسينك و ممكن تموتي في أي لحظة و محدش يحس بيكِ ، مشكلة بسيطة خالص بس مالهاش حل ، عارفة يعني إيه يا سالي تنامي بالليل و تسمعي صوت في بلكونتك فتخافي و يهرب منك النوم و تخافي ليكون حرامي و تصحي الصبح تكتشفي إن كل اللي كان بيخوفك هو حتة ورقة الهوا طيرها ، عارفة يعني إيه يا أميرة تحاولي تنامي و لما تنامي تشوفي كل الناس بتهرب منك و محدش عايز يساعدك فتصحي مش قادرة تبصي في وش أي حد .
ثم صمتت لبرهة ثم عادت لتكمل حديثها فقالت :
_ بس عارفين إنتم الناس الوحيدة اللي عمري ما شفتها في أحلامي بتهرب من مساعدتي و بتتخلى عني .
صمت الجميع بينما أكملت نهى قائلة بتصميم محاولة ربط جأشها :
_ بس خلاص من النهاردة مش عايزة حد في حياتي ، طول عمرنا بنشيل هم بعض و عمرنا ما عايرنا بعض ، لكن خلاص كفاية عليكم لحد كدة ، أنا حقدر أتصرف في حياتي بعد كدة لوحدي كويس ، اتفضلوا .
كان حديثها صدمة لا لصديقاتها فقط بل لنفسها أيضاً حيث خرجت صديقاتها واحدة تلو الآخرى ؛ فشعرت بخروجهم من منزلها و كأنه خروجاً من حياتها لا عودة له ! وقفت مشدوهة لا تدري كيف فعلت ذلك ؟ و لا كيف قالت ذلك ؟ و فكرت في نفسها قائلة يا إلهي ماذا فعلت ؟ كيف أجرحهم هكذا ؟ ما ذنبهم ليسمعوا مثل ذلك الكلام ؟ ثم استدارت تنظرحولها فوجدت أكواب النسكافيه و أطباق الفيشار فارغة فجلست منهارة فوق أريكتها التي كانت تجلس عليها منذ قليل و قالت في نفسها هل هذا هو نفس المكان الذي جلست فيه منذ قليل برفقتهم نتسامر و نتضاحك ؟ ، يا إلهي كيف فعلت ذلك ؟ ماذا سأفعل الآن لأجعلهم يعودون إليَ ؟ ثم وقفت مرة آخرى و جرت مهرولة لشرفتها حتى تنادي عليهم لعلهم يعودون إليها و يغفرون لها ذلات لسانها ، ستعتذر لهم بشدة و تعبر عن ندمها و أسفها على ما قالت ، ستطلب منهم مسامحتها و تخبرهم بمدى حبها لهم و احتياجها إليهم ، ستخبرهم أنها على استعداد تام بأن تحل لهم مشاكلهم بهدوء مثلما فعلت من قبل ، سيتصالحون و يضحكون مثلما اعتادوا من قبل ، لكن قبل وصولها لشرفتها سقطت أرضاً فاقدة الوعي ...