مفاتيح خاصة ج7

المشرف: الأمير الحائر

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سندريلا
مشرفة قسم الخواطر
مشاركات: 795
اشترك في: 28 إبريل 2009, 8:51 pm
Real Name: جيهان راضي
Favorite Quote: المرأة عاشت ألوف السنين مثل مرآة تعكس صورة للرجل أكبر و أجمل من الحقيقة !
verification: ID verified and trusted writer
مكان: my own world
اتصال:

مفاتيح خاصة ج7

مشاركة بواسطة سندريلا »

سافر وحيد بموعده بعدما تم إحضار مخرج آخر للمسرحية من الإذاعة و التليفزيون ، ودعته نهلة بابتسامة حزينة مثلما طلب منها لم تستطع أن تغضب منه و من قراره الأناني لأنها تحبه و تلتمس له الأعذار ، فهي عندما أحبته أحبت طموحه و أحلامه التي تشاركاها دائماً فلا يمكن لها أن تغضب من ذلك الطموح الآن ،فهي إن أحبته لا بد أن تضحي من أجله ، لا بد ان تشجعه على تكملة مسيرته و أحلامه ، ودعته دون أن تعده بالانتظار و ودعها دون أن يجرؤ على قطع هذا الوعد ، و بعد الفراق ذهبت نهلة لمنزلها فدلفت إلى غرفتها بسرعة حتى لا يراها أحد و لا يرى أحد دموعها ، سقطت فوق سريرها تحتضن وسادتها بقوة و تتأوه بشدة لعل البكاء يريحها .

دلفت نهى إلى غرفة الجلوس بشقة أخيها بخفر شديد ، جلست بجوار أخيها بمقابلة العريس فاختلست نظرة إليه فوجدته هو الآخر ينظر إليها فأدارت وجهها عنه ثم نظرت لأسفل بحياء ، تطلع إليها العريس بدقة و تفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها ؛ تطلع إلى تنورتها المزركشة و بلوزتها الزرقاء زرقة البحر و السماء ، تطلع إلى وجهها المستدير الأبيض و عينيها السوداوين بلون الليل الحالك الحزين ، تطلع إلى حجابها الرقيق الذي زاد من نور وجهها و جمالها ، ثم بدأ حديثه بسؤالها عن دراستها ثم وجه حديثه إلى كمال عن منطقة الدمام التي يعيش بها بالسعودية حتى يطمئن كمال لأنه رافض بشدة فكرة السفر و العيش خارج مصر ، و شعرت نهى بغريزتها الأنثوية أنها قد نالت إعجابه بسبب مرحه طوال جلسته و قضاؤه وقت طويل لديهم بالإضافة إلى نظراته إليها التي تعبر عن إعجابه بها. بعد انتهاء مقابلتهم الأولى اتصلت بها سهام إبنة خالة سلمى لتخبرهم بمدى إعجاب العريس بنهى و مدى سعادته بها و رغبته في فعل كل ما تريد و كل ما تتمناه و رغبته في إحضار والدته لترى نهى و يتم الاتفاق على كل تفاصيل الزيجة المتعارف عليها خاصة أنه سيسافر بعد إسبوع فقط ، و بالفعل تم تحديد موعد آخر و كانت نهى فرحة سعيدة لا لمجرد فكرة الزواج بل لدخول شخص جديد بحياتها ربما يعوضها عما رأت و أيضاً لأنه سيأخذها معه بعيداً عن الناس التي ملت منهم و من نظراتهم المشفقة عليها التي تتطفل على أحوالها و على ظروفها ، لكنها لم تنكر أبداً خوفها و ترقبها لتلك المقابلة الثانية مع والدته ، و بالفعل كان اللقاء الثاني نكتة سخيفة لم تعشها نهى من قبل و لم تعتقد أبدا أنها ستعيشها بيوم من الأيام .

حضرت والدة العريس برفقة عمته و جلسا سوياً يتبادلان أطراف الحديث مع كمال و سلمى حين دلفت إليهم نهى ؛ فانصرف كمال ليترك لهم مساحة كافية للحوار ، ظهرت علامات الإعجاب على عمة العريس بينما جلست والدته صامتة دون أي علامة من علامات الفرحة حتى أنها رفضت تناول كوب العصير أمامها مما اعتبرته نهى أكبر دليل على رفض الأم لها ، و بعد قليل طلبت منها والدته إحضار كوب ماء لها فسارت نهى أمامها و هي تشعر بنظرات الأم مصوبة بظهرها مدركة تماماً قصد الأم من ذلك ، فهي تريد أن ترى قوامها جيداً مثلما تفحص سلعة تُباع و تُشترى ، قدمت نهى كوب الماء للأم فرشفت منه قطرات صغيرة تأكدت حينها نهى أن الأم ليست عطشى ! و لم تعرف نهى حينها لماذا تذكرت مشهد ماري منيب حينما ذهبت لتخطب لبنى عبد العزيز لإبنها فمسكتها من شعرها و اختبرت كل قطعة من جسدها !
و دار الحديث بينهم بشتى المواضيع حيث سألت عمة العريس نهى :
_ هي الشقة اللي تحت بتاعتك ؟
_ أه .
_ هي مساحتها كام متر ؟
اندهشت نهى من السؤال و أدركت معناه تماماً فاغتاظت بشدة . هل أنتم آتون للزواج ؟ أم لعقد بيع و شراء ؟ فأجابت :
_ معرفش .
و لم تتحدث الأم إلا قليلاً خاصةً حينما نظرت ل نهى تقول عن إبنها :
_ ما يقدرش يعمل حاجة إلا لما ياخد مني الأوكي .
صمتت نهى قليلاً ثم أجابتها بذوق لأنها بالنهاية في سن والدتها و ببيتها :
_ ربنا يخليكم لبعض يا طنط .

و بعد مرور إسبوع جلست نهى بمسرح الجامعة تقص لصديقاتها ما حدث معها من موقف مضحك مبكي في آن واحد فاغتاظت أميرة بشدة و قالت :
_ أوه ماي جاش ، كويس يا نهى إنه محصلش نصيب .
فردت سالي تؤكد كلام أميرة :
_ و الله لو العريس ده معاه مال قارون و مامته كدة لا يمكن ماما توافق أبدا يا نهى .
بينما ردت نهلة ضاحكة :
_ مش قلتلكم ؟ عشان تعرفي يا نهى ليه كنت بقولك إني رافضة فكرة جواز الصالونات .
فأجابت نهى :
_ مش كله يا نهلة ، مش كل الناس كدة يا حبيبتي ، دول ناس مش عايزة جواز دي ناس جاية تعاين العروسة معاها إيه و عندها كام ؟ و هو حضرته حبيب مامته ده عمره ما يتخيل شخصيتي عاملة إزاي ، يعني أنا كنت وقفت قدام كمال عشان أقنعه بفكرة السفر و هو الراجل لسا بياخد الإذن من ماما .
فسألتها سالي مستفسرة :
_ إزاي يا نهى ؟
_ عرفت يا سالي من سهام إنه عمل مشاكل مع مامته قبل ما يسافر ، لأنها أصلا شايفاله عروسة و موافقة عليها بس مش عجباه فهي جاية رفضاني أصلا فزعل و سافر و قالها حسافر من غير أي عروسة ، كمان قال لسهام إنه عارف إن مامته عقربة عشان كدة كان عايزني أسافر معاه و ماكنش عايز يسيبني هنا ، بس يلا مع ألف سلامة هو و مامته .
ردت أميرة قائلة :
_ طبعاً ، هو يطول أصلاً حد زيك ، متعلمة و قمر و مثقفة و بتكتب أجمل روايات ف الدنيا .
ضحكت نهى لحديث أميرة لأنها التمست فيه الصدق بينما ردت نهلة قائلة :
_ عندك حق و الله يا مرمر ، إن شاء الله ربنا يوعدك بحد أحسن قريب يا نهى يا رب .
ضحكت نهى بمرارة و قالت بتصميم :
_ واضح إن الناس كلها عايزة تجوزني بس خلاص يا نهلة أخدت قراري ، مفيش رجالة مفيش حب مفيش جواز على الأقل لما أحقق اللي أنا عايزاه .
وقفت سالي و قالت ضاحكة :
_ يعني رجعنا للعقد تاني .
ضحكت نهى بشدة بينما ابتعدت سالي تقترب من أيمن حيث كان جالساً بالقرب منهم على خشبة المسرح يتحدث مع راضية زميلتهم بفريق التمثيل بالمسرح لكنها كانت طالبة بقسم آخر غير قسم الإنجليزية بالكلية .
نظرت نهى لأميرة تسألها :
_ مفيش أخبار عن محمد ؟
_ نو .
زمت نهى شفتيها و قالت لها :
_ الوضع ده حيستمر لإمتى ؟
صمتت أميرة و لم ترد فقالت نهى لها :
_ أميرة إنتي مش بتحبيه ؟
_ ده سؤال تسأليه يا نهى ؟
_ طيب ليه مش عايزة تكلميه ؟
_ عشان كلمني بشكل مش كويس يا نهى ، مش أنا اللي يتكلم معايا بالشكل ده .
_ يا حبيبتي بيغير عليكي .
_ ما تحاوليش يا نهى ، مش حكلمه لازم هو اللي يتكلم و يعتذر لي كمان .
صمتت نهى بينما وقفت أميرة تستأذنهم لتؤدي صلاة الظهر .
نظرت نهلة لنهى بعد انصراف أميرة و قالت :
_ دماغها ناشفة أوي يا نهى .
_ فعلاً ، ربنا يكون في عونه . طمنيني عليكي عملتي إيه مع وحيد ؟
_ أبداً وصلته لغاية المطار و سافر .
شعرت نهى بصوت نهلة يختنق و كأنها على وشك البكاء فسألتها :
_ نهلة .. إنتي كويسة ؟
_ أه الحمد لله ، على فكرة أنا كمان جالي عريس .
_ مين ؟
_ جارنا مهندس زراعي .
_ طب حتعملي إيه ؟
_ حوافق عليه .
_ نهلة إنتي بتقولي إيه ؟
_ إيه ما نفسكيش تفرحي بيا ؟ يلا علشان تخلصوا مني .
_ يا حبيبتي أكيد نفسي أفرح بيكي بس مش بالشكل ده ، واضح إنك بتنتقمي أو عايزة تنسي جرح وحيد بحد تاني .
_ يمكن بس المرة دي تختلف ، العريس شايفني و عارفني يعني ماليش حجة ، و بابا مُعجب بيه أوي يا نهى .

حينما اقتربت سالي من أيمن قال لها :
_ إيه بيضحكك أوي كدة ؟
_ لا أبدا نهى كانت بتقولي نكتة .
ردت راضية بلسانها اللاذع دائماً خاصة مع سالي قائلة :
_ هي نهى بتعرف تقول نكت ؟
اغتاظت سالي بشدة فقالت لها :
_ و ما تعرفش ليه ؟
شعر أيمن بتوتر الجو بين راضية و سالي فقال لراضية :
_ راضية مش حتروحي تشتري الحاجات اللي كنتي بتقولي عليها من شوية ؟
_ لأ رايحة . ليه ؟
_ معلش عايزك تشتريلي كانز ممكن ؟
_ أوكي .
انصرفت راضية فتنهدت سالي ارتياحاً فضحك أيمن قائلاً :
_ مشيتها أهو يا ستي و لا تزعلي .
ضحكت سالي بينما قال لها أيمن :
_ بس إيه الحلاوة دي النهاردة ؟
خجلت سالي بينما قال لها أيمن :
_ و الله بحبك .
اقترب أدهم من سالي و أيمن تبدو أمارات الغضب عليه و نار الغيرة تحرقه بشدة فوجه حديثه لأيمن قائلاً :
_ أيمن روح كلم المخرج .
ذهب أيمن فأوقفه أدهم مرة آخرى قائلاً :
_ على فكرة يا أيمن التيشيرت بتاعك تحفة بجد مخليك باشا .
ضحك أيمن مزهواً بنفسه بينما أردف أدهم قائلاً :
_ بس إبئى إكويه كويس .
احتقن وجه أيمن بشدة و قبل أن ينطق بكلمة كان أدهم قد أمسك بمرفق سالي لتسير معه مبتعدةً عن أيمن ثم اقتربا من نهى و نهلة فوقفت سالي متعجبة و غاضبة من طريقة تعامله لها كأنها طفلة صغيرة فقالت :
_ أدهم ، مين إداك الحق تعاملني بالشكل ده ؟
_ و إنتي إزاي تعرضي نفسك للوقوف مع شاب زي ده ، كل يوم مع بنت شكل و كمان واقفة تهزري و تضحكي مش همك كلام الكاست عليكي ؟
_ و الله يا أستاذ أدهم أنا عديت سن العشرين و أعتقد إني أقدر كويس أوي أتصرف بطريقتي و حضرتك مش واصي عليا عشان تزقني كدة قدام الكاست و قدام أيمن .
_ أه .. قدام أيمن ؟
ثم تركها و اتجه لنهلة و نهى حيث لاحظا شجارهما فسألته نهلة :
_ في إيه يا أدهم ؟
_ و لا حاجة ، أنا خلصت شغل مع المخرج و جيت أسلم عليكم قبل ما أمشي .
فهمت نهى على الفور سبب ضيقه فسألته :
_ بدري كدة ؟
_ معلش يا نهى ، يلا سلام .
ثم ابتعد فلحقته عيون سالي بغضب بينما نظر إليها صديقاتها ليعرفن ما حدث ...
يتبع بالفصل الثامن ..
صورة العضو الرمزية
محمد محمود
مشرف قسم الأشعار
مشاركات: 1070
اشترك في: 06 نوفمبر 2008, 4:40 pm
Real Name: محمد محمود حسن
Favorite Quote: إلهــــي لا تعذبني فإني
مقر ٌ بالذي قد كان مني
verification: ID verified and trusted writer
مكان: الإسكندرية
اتصال:

Re: مفاتيح خاصة ج7

مشاركة بواسطة محمد محمود »

أولا آسف للتأخر في الرد الفترة السابقة
ثانيا : تحياتي على هذا الجزء الجميل من الرواية ، فقد بدأت الأحداث تتصاعد وتيرتها وتتزايد سرعتها ، مما يبشر بأحداث مشوقة متزايدة في الأجزاء القادمة .
بدأت الأحداث تدخل في الجد وبالتأكيد سيزداد كم التشويق خصوصاً بعد أن بدا في الأفق بعض الشد والجذب والتوتر بين بعض الشخصيات وبعضها . وهذا أمر مبشر بتغير متوقع في مسار أحداث باقي الرواية .
في انتظار باقي الأجزاء وما تسفر عنه بشغف .
مع تمنياتي بالتوفيق
تواضع تكن كالبدر لاح لناظر ٍ على صفحات الماء وهو رفيع ُ
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه إلى طبقات الجو وهو وضيـــع ُ

صورة


صفحتي الشخصية
صورة العضو الرمزية
سندريلا
مشرفة قسم الخواطر
مشاركات: 795
اشترك في: 28 إبريل 2009, 8:51 pm
Real Name: جيهان راضي
Favorite Quote: المرأة عاشت ألوف السنين مثل مرآة تعكس صورة للرجل أكبر و أجمل من الحقيقة !
verification: ID verified and trusted writer
مكان: my own world
اتصال:

Re: مفاتيح خاصة ج7

مشاركة بواسطة سندريلا »

لا داعي للاعتذار أخي الفاضل ..
يكفيني مرورك و اهتمامك الذي يشرفني كثيراً
سعيدة جدا بالمتابعة و أتمنى أن أظل عند حسن ظنكم دائماً :)
و كل سنة و حضرتك طيب flower1
أضف رد جديد

العودة إلى ”روايات“