سقط من جيبي اليوم عملة نقدية من فئة الربع جنيه، طبعا لا قيمة لها عند الكثيرين!، ما دُهِشتُ منه هو ردة فعلي؛ إذ استثقلتُ أن أنحنيَ لأحضرَها!، بل و لم أتبعْها بصري حتى؛ لأعلمَ أين سقطت ! ، لأنها لا تمثّل قيمةً كبيرة بالنسبة لي، و بالنسبة للجميع .. تقريبا ..
في هذه اللحظة طاف بذهني خاطرٌ أشْغَلَني ..
.
لمَ لا أتعامل مع ذكرياتي المؤلمة_ و التي طالما تعاودني الفينةَ بعدَ الأخرى، و تحاصرُني أحيانًا بسياجٍ؛ قوامُه الألم و بنيانُه الهم _ كما أتعامل مع قطعة العملة هذه ؟؟؟
ألا أستطيع أن أهملَ الماضي، بكآبته .. بوحشته .. بضرّائه .. ولا أتبعْه نظري لأعلم أين استقرَّ في ثنايا الذكريات .. ؟
لمَ أصرُّ دوما على البحثِ وراءَ كلِّ ساقطةٍ خلفَ جدارِ الزمن ! ؟
.
تمتد يدي، تلتقط ذكرى من هنا، و ذكرى من هناك ..
أمسِ .. أول أمسِ .. ربما العام الماضي .. ربما العقد الماضي ..
خيانةُ هذا .. جرحُ هذا .. كآبةُ هذا .. مواقفُ هذا ...
كلامٌ .. نظراتٌ .. ضحكاتٌ .. همساتٌ ...
و ترجع دوما يدي ..
داميةً ..
تلطّخُ كسورَ روحيَ المشروخة ..
بدماء الماضي ..!
.
أما آن لها أن تكفّ ؟؟!!
سقط من جيبي سهوا ربع جنيهٍ ! فلمْ ألتفتْ رغم أنّ له قيمةً ما !!!
فلمَ ألتفتُ إليكِ ولا قيمةَ لك عندي ..؟؟
أنت ماض .. ماض ..
سأكف عن ملاحقتك إذا !
ولتكفّين عن محاصرتي !
أرجوك !!
....