أكاديمية ايجيبت رايت الأدبية

لقد اشتقت الى شيئا ما!،شيئا بداخلى يصرخ طالبا هذا الشئ ،دلنى على ذلك بحثى فى انحاء الحجرةعن اوراق بيضاء ويداى المرتعشتان وانااجوب الكراكيب الكثيرة بحثا عن فرشاة ،اشتقت الى اوراقى والوانى،اشتقت لان اخط بيدى على الورق..اصنع اشكالا من وحى خيالى..من وحى عالمى الذى لا يراه او يعرف مكانه سواى،اخيرا حصلت على الفرشاه كانت مختبئه بين اطنان من الاقلام والفرش،مسست الورقة بسنهاالرفيع ومع لمستها توقف الجزء المادى من عقلى عن العمل،ولم يعد يعمل فى سوى الروح،فيض من الالهام ينهمر على عقلى ومنه الى كل جوارحى ،العقل يصدر اوامره الى هؤلاء العمال بفعل كذا وكذا حتى يكتمل البناء،لا اعرف بعدكيف سيصبح الشكل بعدما انتهى..فقط اعمل دون تفكير،فى البداية يكون من الصعب ان تعرف ولكنك مع الوقت تجد يدك تتحرك وحدها لانها اصبحت تعرف طريقها وتألفه جيدا،هذا الخط يصل حتى هنا وهذا اللون مكانه هناك،اذا توقفت الان واعطيت هذه اللوحة الى عشرة من الفنانين سيكملها كل منهم بطريقة مختلفة عن الاخر لان لكل نظرتة وبصمة روحه التى لا تشبهها بصمة اخرى،مازلت لا استطيع ان اقرر ماذا ستصبح بعد ولكنها جميلة بدأت ملامحها تتضح والوانها الصارخه تتمازج بشكل يخطف البصر،ستكون لوحة رائعة.والان انتهيت سأبعد الورقة قليلا لانظر اليها كاملتا لاول مرة ..اصبحت الان اراها بشكل مختلف تماما عن المرة الاولى فقد كنت انظر اليها من قبل عن قرب مثل ام تنظر لطفلها لاتستطيع ان ترى فيه عيبا او نقيصه،اما الان اراها بعين المشاهدالناقد،مازال ينقصها بعض الروح وشيئا ليتوج الوانها..برواز من الاسود يحيط بها وكأنه يحتضن الوانها ويمنعها من التدفق خارج اللوحة..بعض الاحمر والاصفر ليعطياها الوان النار التى تثير العين وبعض الازرق ليعطى تضادا يسرق العين بعيدا عن اللهب ويمتعها وبعض الاخضر فى هذا الجانب ليريح العين من التضاد والصراخ,والان سأراها عن بعد مرة اخرى..لقد اكتملت يمكننى ان اضيف بعض الاشياء ولكننى قد افسدهايكفيها شكلها الحالى. رائعة هى صغيرتى مازلت لا استطيع ان احدد شكلها مازلت احتفظ بنظرة الام التى لا ترى لابنها عيبا بل تنظر له بعين الحب التى لا تبصر،إنها تبدو مثل..آه لا فائده لابد ان اتركها بعض الوقت حتى تنساها ذاكرتى ثم اعود لانظر اليها من جديد لاراها بعين اخرى.سأضعها فى الهواء لتجف الوانها المائية،ولكن.. فى لحظه خاطفه دخل الهواء من الشباك وخطفها..سرق منى لوحتى..طارت بعيدا وكأنها تعلن العصيان! حاولت استعادتها بلا فائدة..جلست حزينافى مكانى..كانت لوحتا جميلة ولكن،
آه لوكنت فقط اعرف ماذا رسمت؟!

أختي العزيزة منى
تحياتي لك على ما كتبت
قصة جميلة ذات معنى رائع ، شعرت وكأنك تتحدثين عما نرسمه من آمال بمشاعرنا وما نرنو إليه من أحلام نسعى لتحقيقها ثم يأتي غبار الزمن ليغطي كل هذا
فلا نجد إلا أن نحلم من جديد ، ونعيد بناء آمالنا علها يوماً تتحقق .
أجدت في توظيف أدوات الرسم والألوان لتعكسي بها تدرج مشاعرنا وأحاسيسنا ، كما أجدت في كلماتك المعبرة .
أرجو أن أكون قد توصلت لما تحويه قصتك الجميلة من معانٍ رائعة .
دام إبداعك وتـفوقك .

اخى محمد
اشكرك على تحليلك الجميل لقصتى
ب11
وشكرا على تشجيعك لى دائما وبجد انا حسيت انك قرأت كلماتى ب(عين فنان)
ونورت صفحتى