حياة البسطاء
مرسل: 21 إبريل 2010, 12:37 pm
عدت امس من احد المؤتمرات الخاصة برجال الاعمال،اكتشفت ضياع "اللاب توب" الخاص بى..و برغم عدم اهمية الجهازاواهمية الملفات المحفوظة عليه ، لست ادرى لما شعرت بكل هذا الحزن والغضب يجتاحنى وكأن حياتى قد اقتربت من الانتهاء،اخذت افكر فى حياتى بشكل جديد وكأننى على وشك تغييرها من اجل ايجاد جهازى الثمين..اخذت واقيم كل ما لدى وكل ما ليس لدى.
وشعرت ان حياتى شديدة التعقيد،فلا وقت لاى شئ سوى العمل ..اعمل واعمل من اجل النجاح والمال،مع العلم ان لدى من كليهما الكثير.
واخذت اقيم حياة البسطاء ،هذا الرجل البسيط الفقير بل شديد الذى قد لا يمتلك فى حياته سوى البيت الذى يحميه والملابس التى تستر بدنة ،هل هو سعيد كيف يفكر كيف لايشعر بالغضب من حالة هذا كيف يظل هكذا هادئا بشوشا راضيا،كيف اشعر انا الثرى المثقف بكل هذا الاسى يجتاحنى لفقد جهازا استطيع شراء عشرات مثلة وكيف لا يأسف هذا الصياد الفقيرعلى نفسة لدى عودتة الى منزلة حاملا بضعة جنيهات قد لا تكفى لشراء عشاءا مناسبا لابناءة،بل وكيف يشعرهذا الفلاح الفقيراذا فقد محصولا ينتظرة موسما كاملا ليتعيش منة اهله..كيف يشعر هؤلاء بالرضى اذا كنت انا لم ارضى بعد!
ولكننى اذا وضعت نفسى مكانهم اعتقد اننى سأرضى واذا فقدت اموالى هذه اعتقد اننى سأتوقف عن النظر اليها بأعتبارها حقيقتى وسأرى حقيقتى الحقيقية مجرد بشرى ضعيف فقير الى الله لا امتلك سوى عقلا وجسدا وروحا وقلبا فى صدرى ينبض بالحياة ،ان اموالى وعلمى لا يمثلان حقيقة كينونتى اننى شيئا اخر..شيئا اكبر من ذلك بكثير واهم من ذلك ايضا. ولكنك لا ترى هذه الحقيقة ببساطة بل يجب عليك ان تبحث عنها اسفل طبقات هائله ممتده بداخل نفسك من الانانية والغروروحب المال والنفاق والكذب حتى على نفسك.
وبعد التخلص من كل القيود المادية والاجتماعية والكونية من حولك، سترى نفسك الحقيقية مجرد انسان مثل رجل الكهف القديم بدائيا فطريا لا تزيد شيئا وساعتها ستعرف حقيقتك العارية: هل نفسك طيبة ام خبيثة؟