حطام امرأة " خاطرة "
مرسل: 07 مارس 2010, 5:13 pm
أبكيك وسط عالمي المظلم، أبكيك بعينين جفّتا، و قلبٍ محطّم .. أبكيك و أبكي كل لحظة ألم .. أعني حب جمَعَتْني بك .. أبكيك و أبكي كلَّ دَفقةِ شوقٍ .. أو شوكٍ ! .. غَمَرْتَني بها .. أبكيك بل أبكي نفسي على كل لحظة عذاب! .. أو عشق .. أسهرَتْني .. أبكي ليالي السّهاد ... و الشوق يعتصر قلبي و مشاعري .... و النوم يأبي أن يطرق بابي .. ووسادتي تبتلُّ بدموعي .. حنيني إليك أضعفني ... و أنحفني ، حار الأطباء في حالي .. أعطوني .. مهدئات .. مسكنات .. دوامة من الأقراص .. البنية ... اللبنية .. الحمراء و الزرقاء .. لم يعد يهمني ... ولم أعد أبالي .. فكرت مرة أن أبتلع كل الأقراص مرة واحدة لعلها تخفف عني ما أنا فيه ! .. لم أعرفني حين نظرت في المرآة .. لم أعرفها تلك المرآة .. بشعةَ المنظر و إنْ وشى وجهها بجمالٍ .. ذابل .. لم أعرفها بتلك الهالات أسفل عينيها المحمرّتين .. لم أفهمْ من هذه الإنسانة الكئيبة التي تسكن مرآتي .. لمَ ثيابها رثة؟ لمّ نظراتها ساهمة؟ لمَ حركاتها ساكنة؟ .... مددت يدي نحوها .. أواسيها .. لعلي أن أخفف عنها .. لا عليك صغيرتي .. ما بك ؟ لمست بشرتها .. يالها من بشرة جافة و صلبة !! .. لماذا لا تعتنين بها ؟ أوه .. باردة .. ثيابك خفيفة .. و الجو بارد .. تعالي أعطيك من ملابسي .. خزانة ثيابي مملوءة عن آخرها .. لالالا هناك ثياب لم أستعملها قط .. خذيها .. خذيها كلها .. لم أعد بحاجة إليها .. لا أطيق النظر فيها .. خذيها .. لعلها تمسح نظرة الحزن هذه التي تكسو وجهك .. يا لك من مسكينة .. لم ترتعشين حبيبتي ؟ نعم لا تستغربين فقد أحببتك .. تدرين لمَ ؟ لأنك مثلي .. ضعيفة .. واهنة .. و محطمة .. لكنك أفضل حالا مني .. أنا بقايا إنسان .. غنية .. لكني فارغة .. خذي كل مالي .. لكن ارسمي على وجهك ابتسامة أمل .. خذي ملابسي .. و امسحي تلك الهالات الكئيبة .. خذي حياتي .. لكن لتعد إلى وجهك تلك الحمرة التي لا شك كانت تسكن خديك .. انا غنية .. غنية جدا كما قلت لك .. دعيني ألمس شعرك .. ما هذا .. كل شيء فيك بارد .. لا طعم للحياة فيكِ .. هاتي يدك .. باردة .. أين نبضك ؟ أين دفؤك ؟ هاتي قلبك .. بارد .. أين دقاته .. أين ضرباته ؟ .. هل .. هل أنت شبح ؟ نعم أنت شبح ؟ لا .. الأشباح لا تسكن المرآة .. من أنت إذا ؟؟ ما أنت ؟؟ لم أنت ساكتة .. تثيرين أعصابي .. احكي لي .. لم أنت ساهمة ؟ .. قولي لي شيئا ... لا تجعليني أرفع صوتي .. يكفي أمي و أبي ما حل بهما من جَرَّائي ... هيا .. انطقي .. لعنة الله عليك .. ما هذا البرود ؟؟ ...آآ .. آسفة .. اغفري لي .. تأتيني أيضا أوقات ... أتجمّد فيها مثلك .. أنفصل عن عالمي .. أشعرُ حولي بمن يتحدث .. ولا صوتَ تسمعُه أذني .. أشعر بمن يلمسني ولا إحساسَ يصلُ إلى عقلي .. أشعر بدموعٍ دافئة .. تقطرُ على يدي .. و أحيانا على وجهي .. لكني لا ألتفت ... أشعر بمن يحاول أن يحتويني .. لكني لا أستجيب له ..لا عليك .. أمر بهذا أحيانا .... لعلها قصة حب ؟ ها .. ؟ ما معنى هذه الابتسامة ؟ .. هي انفراجة بزاوية الفم .. لكنها أدخلت السرور علي .. إذا كما توقعت !! .. قصة حب يا فتاتي ؟ مرحى !! .. ستحكي لي عنها .. موافقة ؟ .. لا بأس .. تكفيني ابتسامتك الليلة .. لكني أطمع في المزيد .. هيا ..كوني سلواي في هذه الدنيا .. اشتركي معي في مأساتي .. احملي عني بعض همومي .. أغلقتي فمك المبتسم ؟ قطبتي جبينك الصغير ؟ شفتاك المزمومتان .. جفناك ثقيلتان ؟ .. تريدين النوم ؟ .. حسنا .. سألتقي بك غدا .. تعرفين؟ لقد فرّجتي عني قليلا .. هيا سأشاركك ألعابي .. و قصصي و مغامراتي .. سأحكي لك كل شيء .. كل شيء .. سأحكي لكِ ... عنه .. و ... عني .. لكن بشرط .. أن تحكي لي أنت أيضا .. اتفقنا ؟ حسنا .. بيننا علامة .. ابتسامتك الجميلة .. سأذهب إلى السرير .. و أندس تحت الأغطية .. الجو بارد كما تعرفين ... لا أدري كيف تتحملين الجو عندك ... كلك باردة يا صديقتي .. غدا أحضر لك ثيابا ... سأطفئ النور القريب ... أكاد أسمع أنفاسك .. رتيبة .. و ثقيلة .... هل نمتي ؟ إذا تصبحين على خير .. و ذكريني أن أطلب من أبي غدا أن يصلح الباب فبصيص النور الذي يأتي من الصالة كل ليلة يتعبني ! .