اضغاث احلام
مرسل: 11 يناير 2010, 11:17 am
بلغنى ايها القارئ الرشيد ذو الرأى السديد
ان عنترة بن شداد لما عاد الى ديار بنى عبس من ارض الملك النعمان حاملا معة النياق الحمر الاربعين،مهر ابنه عمة ومحبوبتة عبله،وبعدما حارب من عارضوه وانتصر واثبت نسبه الى ابيه،اقام الافراح والليالى الملاح بمناسبة زواجة الميمون وعاش فى سلام مع زوجته الجميله.
وفى يوم من ذات الايام واثناء جلوسه امام خيمته الكبيره وزوجته امامه تطعم الاغنام.
إذ لاحظت منة شرودا وكأن ما يشغل تفكيره امر جلل،فسألته: "ماالذى يشغل عقلك ايها الزوج الحبيب؟"
فنظر اليها وقال"لا شئ ايتها الحبيبه انما هو حلم عجيب حلمته بالامس القريب."
فقالت بأهتمام"إذن اشركنى فيه وقصه على مسامعى"
فتنهد ثم قال"رأيت نفسى فى مكان ما..لا ادرى وين يكون،حيث الصحراء لم تعد صفراء،غطى ارضها سواد عظيم ولم اعد ارى بها رمال ..
حيث استوت طرقها وضاقت وانتظمت ..ومن حول هذه الطرق الضيقة شيدت بيوتا عجيبه،تشبه قصر الملك النعمان بنيت من احجار وزينت وزخرفت..حتى صارت اعلى واجمل من قصر النعمان..وكأن الجميع صاروا ملوكا يمتلكون القصور الشاهقه!
وفى هذه الطرقات تسير قطع من الحديد يركبه الناس بدلا من الفرس والبعير.. وإذا بى يا عبل رفعت رأسى الى السماء فوجدت قطعا اخرى من الحديد تشبة الطيور وتطير فوق رؤوس الناس فى سلام ،
تحمل فوق ظهرها ركابا من البشر يركبونها بلا خوف او وجل..وفى الطرقات يسير الناس مرتدين ثيابا زاهيه الالوان و النساءتسير سافرات الوجه وسط الرجال..
عجبا، ايش تظنينه ياعبل تفسير هذا الحلم؟".
فأبتسمت عبلة فى حنان وقالت "ياحبيبى،اضغاث احلام..احلام شاعر مثلك واسع الخيال،وايش تكون الاحلام غير محض خيال وليس من المحتمل ان تصير حقيقةفى يوم من الايام ..وهل يعقل ان يطير الحديد!"