صفحة 1 من 1

المركز الشرفى, مسابقة الشهر الرابع (لقاء), طارق عثمان

مرسل: 24 ديسمبر 2009, 6:18 pm
بواسطة مشاعر
صورة
مسابقة الشهر الرابع - 2009

مجال القصة القصيرة

المركز الشرفى
(طارق عثمان)

اسم العمل الفائز
(لقاء)

***



عندما تنغمس عيناي في كلماتها تتذوق مشاعري روحها الجميلة ويصبح خيالي جائع دوما يرسم طيفها معاني شهية .. نعم أدمنت الإنترنت .. أصبحت مسجون بحواسي داخل العالم الالكتروني من أجلها ... أترقب ضوء أميلها حتى تعود إلي الحياة ..أبتعدت عن أصدقائي .. عن أهلي حتى أظفر بلحظات الروح ..

أخرجت معها كل ما يدور في نفسي وأكتشفت أنني لم أكن أعرف نفسي من قبل ! ..أمتنعت عن كتابة أسمها.. مكانها ..عاتلتها .. ولكنها نسجت صوتها الناعم الرقيق عبر المايك كشرنقة سحرية لا أريد الخروج منها أبدا ... كلماتها تفتح الأبواب المغلقة أمامي في يسر وتحيلني إلى كائن قادر يملك قوة سحرية سوف تحطم المستحيل !
وقفت أمام المرآة أتطلع إلى بسمتي التي سطعت على شفتاي وأنا أتذكر أخر كلماتها على الأميل : _ لابد أن أراك



_ قلت متوترا : لا ..

لقد تم الاتفاق أن نصبح روحان فقط .. نتناقش في أمور الحياة ونساند بعضنا البعض دون لقاء

_ أعرف أن طريقنا مختلف ولكني أتوق إلى رؤيتك ..
_ أنا لست وسيم
_ روحك أجمل .. أنت تعلم أننا لم نقترف خطأ واحد حتى بالكلمات .. لم نقل شيئا نندم عليه
_ ( مقاطعا بحدة تعجبت لها ) تعلمين أني لا أملك الزواج منك فلما اللقاء .. دعينا هكذا روحان دون ملامح

_ سوف أنتظرك في الخامسة .. لا تتأخر

أغلقت الأميل وأنا مشدوه أمام شاشة الكومبيوتر وكأني أنتظر أن يخرج شيء ما يخرجني من حيرتي .. أعدت تمشيط شعري من جديد وأنا أضيف المزيد من الكريم ثم نثرت المزيد من البرفان حتى شعرت أني غارق في الرائحة الزكية.. تطلعت إلى نفسي في المرآة وكأني أقول لها .. ماذا أفعل في نفسي أكثر من هذا ؟..هكذا خلقني الله
نظرت إلى الساعة ... راعني أقتراب الموعد .. قادتني خطواتي المسرعة إلى الشارع.. كلماتها ما زالت تغلف خيالي وتتعارك مع أفكاري الرافضة حتى كادت أن تدهمني سيارة مسرعة...
نهرني السائق وأنا أنظر أليه ولا أراه .. الناس لا تعلم أنني لا أعيش في عالمهم بل أعيش في كلمات سحرية أخطو في معانيها وأطرق أبواب التساؤلات ولامجيب !.. أشعر أننا سوف نفترق بمجرد اللقاء .. حديث الروح بيننا سوف تعوقه أن نتجسد في صوره .. أستوقفت تاكسي حتى أوقف التردد بداخلي .. ترددت قليلاعندما سألني السائق عن المكان وكأنه سر
أنطلقت السيارة ونظرات السائق عبر المرآة توصمني بالجنون.. شعرت بنبرات الخوف تملأ صوته وهو يقول لي :يبدو أنك مضطرب قليلا لعلك بخير ؟
لم تستطع الكلمات الخروج من فمي وكأني دخلت في نفسي وأرى السائق مجرد شبح لاضرر منه ... أذداد أضطراب السائق مما جعله يدفع شريط كاسيت به أغنية هابطة جذبتني عنوة من نفسي إلى الحياة مرة أخرى .. نظرت من النافذة .. لقد حان اللقاء ..

المكان لاح أمامي
وجدت قلبي يذداد خفقانه .. قلت متلعثما : عد بي إلى نفس المكان الذي أتيت منه
أندهش السائق وأراد أن يقول شيئا ولكن الخوف من جنوني جعله يعود مرة أخرى

..
تطلعت من النافذة أتأمل الناس وقد أصبحت في شفافية الروح التي لا تبغي سوى كلمات تحفر معانيها النقية على صفحة الحياة