الشهر السابع, أدب الطفل, المركز الثانى: أحمد فتحى النجار

لوحة شرف الأعمال الفائزة فى مسابقة (مصر بتكتب إيه؟) للعام الأول , منذ بدايتها رسميا فى 11 نوفمبر 2008 وحتى تاريخ 11 نوفمبر 2009
قوانين المنتدى
لوحة شرف الأعمال الفائزة فى مسابقة (مصر بتكتب إيه؟) للعام الأول , منذ بدايتها رسميا فى 11 نوفمبر 2008 وحتى تاريخ 11 نوفمبر 2009
أضف رد جديد
أحمد فتحي النجار
أكاديمى فعال
أكاديمى فعال
مشاركات: 60
اشترك في: 03 نوفمبر 2008, 12:09 am
Favorite Quote: الناس في غفلة فإذا ما ماتوا إنتبهوا
verification: ID verified and trusted writer

الشهر السابع, أدب الطفل, المركز الثانى: أحمد فتحى النجار

مشاركة بواسطة أحمد فتحي النجار »

صورة
مسابقة الشهر السابع - 2009

مجال أدب الطفل

المركز الثانى
(أحمد فتحى النجار)

اسم العمل الفائز
(الأميرة والسلاحف البيضاء)

***



أحبت الأميرة سحر حياة الكائنات في الطبيعة حباً كبيراً , فكانت تغضب جداً إذا تعرض عصفور أو ثعلب , أو حتى ثعبان للصيد , أو للإيذاء ,و كانت تخرج كثيراً مع والدها الإمبراطور بهاء الدين , للاستجمام والاستمتاع بمراقبة الحيوانات والطيور والكائنات في الغابات والصحاري أو علي الشواطئ الكثيرة , التي تحيط بالإمبراطورية .
وأثناء قضائها إجازة في أحد قصور الإمبراطورية علي الشاطئ استمتعت الأميرة الصغيرة برؤية مشاهد نادرة , ربما لا تتاح للكثيرين مثلها حول العالم , للاستمتاع بهذا المنظر , حيث كانت السلاحف البحرية الصغيرة قد خرجت من البيض المدفون في الرمال علي الشاطئ , وسارت نحو البحر فور خروجها في أسراب كثيرة وصغيرة , وكانت بين هذه الأسراب الصغيرة التي تتجه إلي البحر سلحفاة غريبة لونها أبيض غير كل السلاحف , حملتها الأميرة وداعبتها , وأصرت علي أن تجلبها معها للقصر. وفي القصر أعدت لها حياة مناسبة تشبه حياتها التي ستحياها علي الشاطيء, وكانت الأميرة سحر سعيدة بهذه السلحفاة لأنها علمت من خبراء الإمبراطورية أنها نادرة جداً ولا يوجد لها مثيل في الكون كله , لذلك فإنها كانت مهتمة بها أشد اهتمام , وكانت السلحفاة تحب الأميرة حباً كبيراً , فلا تأكل إلا من يديها ولا تفرح إلا وهي بالقرب منها , فتعلقت بها الأميرة كثيراً لأنها علمت من خبراء الإمبراطورية إن هذه السلحفاة لن تبيض في حياتها سوي بيضة واحدة , وبعدها ستموت. وهذه البيضة التي ستخرج من جوف السلحفاة , هي الوحيدة التي ستضمن لهذا النوع النادر عدم الانقراض والفناء , وكانت السلحفاة تعلم هذه الحقيقة , فتحزن ليس علي حياتها , ولكن لأن الأميرة التي تحبها ستحزن عليها جداً عندما تموت.
وفي الربيع أصرت السلحفاة علي أن تصطحبها الأميرة إلي البحر دون أن تخبرها لماذا , وماذا تريد , ولم ترفض الأميرة طلب صديقتها السلحفاة .
وعلي رمال الشاطئ دفنت السلحفاة نفسها , وتركت بيضتها الوحيدة , وخرجت تلهث أنفاسها بصعوبة , ولما رأتها الأميرة , علي هذه الحالة الخطيرة , حملتها وضمتها إلي صدرها ., فماتت السلحفاة , وهي توصيها ببيضتها الوحيدة التي ستحمي هذا النوع النادر من الانقراض والفناء . فبكت الأميرة بغزارة , وحزنت حزنا شديداً لوفاة صديقتها النادرة , حتى مرضت بمرض غامض وغريب أصاب ساقيها وقدميها , ولم تستطيع الأميرة الوقوف ولا المشي , وفشل جميع أطباء الإمبراطورية في علاج هذا المرض أو حتى تشخيصه , لكنها كانت تأمر عمال القصر أن يحملوها إلي الشاطيء لكي تطمئن علي سلامة البيضة النادرة أيضاً, وتعود باكية , لأنها كانت تتذكر صديقتها السلحفاة , وكان الإمبراطور بهاء الدين عندما يري ابنته الوحيدة هكذا مريضة وهزيلة وضعيفة يبكي بشدة , ويجفف دموعه خلسة , لكي لا تراه الأميرة فيشتد عليها المرض , ويأمر علماء الإمبراطورية وأطباؤها بالعمل ليل نهار لكي يجدوا لها علاجاً , ولكنهم فشلوا حتى في تشخيص المرض , فأمر الإمبراطور بأن يُنادي في الإمبراطورية , وما جاورها من ممالك ودول , بأن من يجد للأميرة علاجاً , فإنه سينال جائزة عظيمة , لا يوجد لها مثيل في الكون كله , وانطلق المنادي يذيع الخبر , ويزف البشري لمن سيداوي الأميرة .
وبعد وقت قليل تقدم إلي قصر الإمبراطور أناس كثيرون أغلبهم أطباء وعلماء , لكنهم فشلوا أيضاً حتى في تشخيص هذا المرض الغامض , حتى يئس الإمبراطور وأمر بسجنهم جميعاً .
وفي اليوم الثالث تقدم نحو القصر شيخ كبير السن , رث الثياب , ويبدو علي وجهه الشقاء والفقر , واستأذن الإمبراطور أن يري ابنته الأميرة , ولكن الإمبراطور استحقره لسوء هيئته ومنظره , وأمر بحبسه مع كل من فشلوا , ولكن الشيخ ألح علي الإمبراطور أن يريه ابنته الأميرة لا أن يسجنه فهو يريد لها الشفاء , بل وطلب من الإمبراطور أن يخرج كل من فشلوا من السجن لأنهم كانوا يريدون لابنته الشفاء , فاندهش الإمبراطور لجرأة الشيخ وأمره أًن يتقدم لرؤية الأميرة .
ولما دخل الشيخ الغرفة الخاصة بالأميرة و رآها بحالة متدهورة , تفحصها جيداً , وقال بصوت مرتفع : هو , هو
فسأله الإمبراطور : ما هو ..؟
قال : هو المرض الغريب الذي كان يصيب آباءنا وأجدادنا قديماً انزعج الإمبراطور وقال : وهل له علاج ..؟
قال الشيخ : كانوا يعالجونه ببيض السلاحف البيضاء التي انقرضت يا سيدي , ولا أدري هل له علاجاً الآن أم لا ..؟
فقال له الإمبراطور: ومن أدراك بهذا المرض , وأدوية علاجه ..؟
فقال له الرجل : لقد ورثت ثروة طائلة من الكتب القديمة عن آبائي وأجدادي , وأخرج كتاباً من جرابه المعلق بوسطه وقال : وفي هذا الكتاب تشخيص لهذا المرض وكيفية علاجه .
فرأي الإمبراطور نصوص الكتاب وأمر بمكافأة عظيمة لهذا الشيخ .
وأمر وزراءه وحراسه بأن يجلبوا بيض السلاحف البيضاء ليعالج بها ابنته الوحيدة فما كان يصدق أن هذا النوع من السلاحف قد انقرض ولا يوجد منه سوي بيضة واحدة لا يعرف مكانها سوي ابنته الأميرة , ولأنه رأي ابنته الأميرة ترعي إحداها في القصر وتهتم بها , وقد رفضت أن تخبرهم الأميرة بأمر البيضة الوحيدة المدفونة التي ربما تعيد لها الشفاء والعافية , حفاظاً منها علي وصية صديقتها السلحفاة .
وذات يوم أمرت الأميرة أن يحملوها إلي الشاطيء دون أن تخبرهم أنها ترغب في الاطمئنان علي البيضة , لكي لا يجلبونها ويستخرجون منها الدواء الذي يجعها تعود تقف وتسير علي قدميها من جديد .
وفي مكان البيضة جلست تتذكر صديقتها السلحفاة , وتبكي ,ووضعت يدها علي الرمال لتتأكد من وجود بيضتها الوحيدة بمكانها , فوجدت الرمال تتحرك , ويخرج منها فرخ سلحفاة بيضاء صغيرة , حملتها الأميرة والفرحة تتقافز من عينيها , ولكن الرمال تحركت مرة أخري , وخرج منها فرخ آخر لسلحفاة بيضاء أخري , فكاد قلب الأميرة يتوقف من السعادة والفرح , فقد خرج من بيضة السلحفاة فرخين ذكر وأنثي , ضمتهما الأميرة إلي صدرها ودموع السعادة تهطل من عينيها , وجلبتهما إلي القصر لترعاهما .
ولما كبرا وأرادا التزاوج أمر الإمبراطور الذي يريد إسعاد ابنته بأي وسيلة أن يقام لهما حفل زفاف عظيم يشهده كل سكان الإمبراطورية , وبعد أيام قليلة من حفل الزفاف دفنت السلحفاة الأنثى نفسها في رمال الشاطيء وخرجت بكامل صحتها فسعدت الأميرة سحر لذلك كثيراً , كثيراً , وكشفت الرمال لكي تري ما وضعته السلحفاة من بيض , وهي تعتقد أنها لن تبيض سوي بيضة واحدة , ولكن السلحفاة كانت قد وضعت عشرات من البيض , فجلبت الأميرة بعضهم إلي أطباء القصر لكي يستخرجوا لها منهم علاجاً , وقبل أن تحصل الأميرة علي علاجها كانت معنوياتها ترتفع كل يوم أكثر وأكثر , عندما تذهب إلي الشاطيء كل صباح وتجلب منه يوماً بعد اليوم المزيد من السلاحف البيضاء النادرة .
وبعد أن شفاها الله , وعادت تمشي علي قدميها من جديد , أمرت الأميرة بإنشاء مزرعة كبيرة لكي ترعي هذه السلاحف النادرة وتحافظ عليها من الانقراض ..
***

الرابط الأساسى للعمل فى الأكاديمية:
الأميرة و السلاحف البيضاء

***
أضف رد جديد

العودة إلى ”الأعمال الفائزة عن العام الأول للمسابقة 2009“