الشهر الخامس , صورة (خواطر) , المركز الثالث: رحاب صفا

لوحة شرف الأعمال الفائزة فى مسابقة (مصر بتكتب إيه؟) للعام الأول , منذ بدايتها رسميا فى 11 نوفمبر 2008 وحتى تاريخ 11 نوفمبر 2009
قوانين المنتدى
لوحة شرف الأعمال الفائزة فى مسابقة (مصر بتكتب إيه؟) للعام الأول , منذ بدايتها رسميا فى 11 نوفمبر 2008 وحتى تاريخ 11 نوفمبر 2009
أضف رد جديد
رحاب صفا
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 265
اشترك في: 29 مارس 2009, 2:30 pm
Favorite Quote: إذا أردت شيئاً بشدة فتتبعه
اتصال:

الشهر الخامس , صورة (خواطر) , المركز الثالث: رحاب صفا

مشاركة بواسطة رحاب صفا »

صورة
مسابقة الشهر الخامس - 2009

مجال الخواطر

بعنوان

(صورة)

المركز الثالث

(رحاب صفا)

***
بحثت في عينيها عن دموع تنعي بها ما مضى من أحلام ،ولكنها لم تجدها.. تحجرت عينيها وكأنها ترقب شيئاً بعينه لا يلحظه الآخرون.. وظننا أنها فارقت هذا العالم ..أما هي فلم ترى نظرات الفزع والقلق في عيون كل هؤلاء.. لم ترى سوى صورته ،ولم تسمع سوى صوته يهمس في أذنيها بكلمات تقطر حنان وهيام ولهفة ووعد بغد رائع .... سبحت في نظرته الهائمة وبادلت ابتسامته الرائعة بابتسامة رقيقة حانية ولم تلبث وأن ارتعدت من رأسها وحتى أخمص قدميها لهول ما رأته منه وعليه....

فقد عبست قسماته ..وقطب جبينه ورمقها بنظرة نارية كادت تقتلها ،وخرج صوته بارد قاس عنيف... وحدقت هي في كل ذلك في ذهول بعقل رافض لما يرى يقسم أن كل هذا ما هو إلا خيالات وأوهام خبيثة دسها الشيطان ليفسد ما ظننته يوماً أنعم ما حباها به القدر.... أجل هو كذلك ..ولكن ملامحه تزداد بشاعة ورهبة فاغمضت عينيها بقوة .....ولكن لا....محال أن يكون ذلك مجرد وهم ..... فما عساه يكون ؟!!!!
فتحت عيناها شيئاً فشيء تتحقق من الأمر.......
هل يمكن أن تستحيل المشاعر الدافئة إلى أشياء لا تستحق النعت أو الوصف؟!!
أشياء باردة قاتلة على هذا النحو المقيت؟
وهل يحدث ذلك – إن كان ممكناً- بتلك الصورة الفجائية الفاجعة ... أم أنها واهمة منذ البدايه؟ ولكن كيف؟ ... محال أن تكون ابتساماته ودموعه وهمساته وكلماته مجرد خديعة ...ما الأمر إذاً؟ !!!!
وتلاحقت الصور في ذهنها دفعة واحدة.. وبدت الحقائق تتوالى أمام عين المسكينة حقيقة تلو الأخرى....تذكرت يوم جائها بقدم مرتعدة يخشى عبء الحياة وما ينتظره من مسئولية يخشى هولها حينها هونت عليه الأمر في حنان وظنت أن في ذلك دوراً لها فدفعته للأمام بكلمات حماسية حارة وعدته بالمشاركة والتخفيف عنه وبث الطمأنينة في قلبه على مر الدرب.... تذكرت يقينه البائس بأن الغد لن يختلف كثيراً عن ظلام اليوم فاقسمت له أنها تثق به وتثق بالخالق و تثق بقدرة مشاعرها على نسج عالم أفضل راض ...تذكرت سكونه مع معتديه وظنته ترفعاً وقوة وحلم.....

صنعت من كل ذلك صورة تخالف تماماً حقيقته التقليدية المتهاونة والتي رأت فيها عظمة لا تستحقها...
فعاشت مع صورة اختلقتها حتى سحقتها الحقيقة.
السكون للامعقول قدر لا نفقه تفسيره.
أضف رد جديد

العودة إلى ”الأعمال الفائزة عن العام الأول للمسابقة 2009“