"شبح أنطون تشيخوف" بأبطال شبه مختفية
مرسل: 02 نوفمبر 2009, 10:03 pm
بلُغة سردية خاطفة بدأ الكاتب محمد عبد النبي مجموعته القصصية "شبح أنطون تشيخوف" الصادرة حديثا عن دار فكرة. تنقسم المجموعة إلى قسمين: الأول هو "أصدقاؤنا الشهور" ويوجد به 12 قصة تحمل تسميات الشهور الميلادية بالترتيب فتبدأ بيناير وتنتهي بديسمبر. أما القسم الثاني وهو "أسلافنا" وبه قصة واحدة وهي "شبح أنطون تشيخوف".
قد يبدو لك أن تسمية المجموعة جاءت من تسمية القصة الأخيرة فقط ولكن أعتقد أن شبح أنطون تشيخوف والأدب الروسي عامة، كان حاضراً في كل قصص المجموعة؛ حيث تتمحور القصص حول الشخوص وأيضاً هناك رؤية شبحية للبطل فهو إما أنه غير موجود أو موجود وغير محدد الصورة والمعالم، ولا يظهر حتى في بعض القصص. فالراوي إما أنه ينتظره أو يحكي عنه أو معه وسط مجموعة.
اتخذ الكاتب مبدأ تسمية قصصه فقط وليس عنونتها. فلا يعبر الاسم عن القصة أبداً. بدأت المجموعة بقصة "يناير" تلتها "فبراير" بالرغم من تماثل الطقس في الشهرين إلا أن الكاتب عرض شخصيتين متضادتين؛ ففي يناير الشخصية التي يكرهها الجميع وتخشاهم أيضاً، ولكنهم واقعون تحت وطأة تأثيرها. أما في فبراير الشخصية التي تساعد الجميع ولها أفضال على كل الشخوص ولكنها اختفت ولم يشعر أحد باختفائها ربما لأنها كانت أرق من النسيم لتُحس.
وفي "مارس" الشخص الواقع تحت سيطرة أمه المتحكمة ويتساءل أحيانا: "لا أعرف لماذا أعطاني الله أما قادرة و"شرانية" وأجمل من اللازم مثل هذه؟ فلا أستطيع قتلها ولا أستطيع عبادتها من دون الله!".. ورغم شكوى الشخصية للراوي إلا أنه يتلقى مشكلته باللامبالاة وكأنه اعتاد منه تلك الشكوى.
وهكذا تتوالى الشهور ومعها تتوالى الشخوص التي أحيانا تظهر وأحيانا لا تراها ولكنك تشعر بوجودها وتأثيرها على جو القصة..
استخدم الكاتب في أغلب القصص الراوي العليم في السرد حيث يكون أحيانا مُفردا يتحاور مع البطل وأحيانا يكون مجموعة كاملة تتكلم عن البطل، وفي قصة مثل "نوفمبر" استخدم الكاتب راويا مُنتحرا يحكي عن حياة صديقه البائسة ثم يختم القصة دون عرض أسباب انتحاره.
للكاتب محمد عبد النبي موهبة فطرية في بدء الحكي، فتبدو بعض القصص ذات بداية خاطفة أي تخطف القارئ معها من أول كلمة إلى نهاية القصة. فتبدأ قصة مثل "مايو": "يا الله! من كان يتصور شيئاً كهذا؟ مها؟ مها؟ هذه لعبة التحولات والمصائر ومن النقيض إلى النقيض". حيث يتحدث الراوي في مجموعة عن النجمة صديقتهم وقصة انتقابها واعتزالها الفن والحياة.
أما الجزء الثاني من المجموعة فيحمل قصة "شبح أنطون تشيخوف"، وهي تعتبر معارضة قصصية لقصة أنطون تشيخوف "البدين والنحيل". ثم يختم مجموعته بترجمة لنفس القصة.
قد يبدو لك أن تسمية المجموعة جاءت من تسمية القصة الأخيرة فقط ولكن أعتقد أن شبح أنطون تشيخوف والأدب الروسي عامة، كان حاضراً في كل قصص المجموعة؛ حيث تتمحور القصص حول الشخوص وأيضاً هناك رؤية شبحية للبطل فهو إما أنه غير موجود أو موجود وغير محدد الصورة والمعالم، ولا يظهر حتى في بعض القصص. فالراوي إما أنه ينتظره أو يحكي عنه أو معه وسط مجموعة.
اتخذ الكاتب مبدأ تسمية قصصه فقط وليس عنونتها. فلا يعبر الاسم عن القصة أبداً. بدأت المجموعة بقصة "يناير" تلتها "فبراير" بالرغم من تماثل الطقس في الشهرين إلا أن الكاتب عرض شخصيتين متضادتين؛ ففي يناير الشخصية التي يكرهها الجميع وتخشاهم أيضاً، ولكنهم واقعون تحت وطأة تأثيرها. أما في فبراير الشخصية التي تساعد الجميع ولها أفضال على كل الشخوص ولكنها اختفت ولم يشعر أحد باختفائها ربما لأنها كانت أرق من النسيم لتُحس.
وفي "مارس" الشخص الواقع تحت سيطرة أمه المتحكمة ويتساءل أحيانا: "لا أعرف لماذا أعطاني الله أما قادرة و"شرانية" وأجمل من اللازم مثل هذه؟ فلا أستطيع قتلها ولا أستطيع عبادتها من دون الله!".. ورغم شكوى الشخصية للراوي إلا أنه يتلقى مشكلته باللامبالاة وكأنه اعتاد منه تلك الشكوى.
وهكذا تتوالى الشهور ومعها تتوالى الشخوص التي أحيانا تظهر وأحيانا لا تراها ولكنك تشعر بوجودها وتأثيرها على جو القصة..
استخدم الكاتب في أغلب القصص الراوي العليم في السرد حيث يكون أحيانا مُفردا يتحاور مع البطل وأحيانا يكون مجموعة كاملة تتكلم عن البطل، وفي قصة مثل "نوفمبر" استخدم الكاتب راويا مُنتحرا يحكي عن حياة صديقه البائسة ثم يختم القصة دون عرض أسباب انتحاره.
للكاتب محمد عبد النبي موهبة فطرية في بدء الحكي، فتبدو بعض القصص ذات بداية خاطفة أي تخطف القارئ معها من أول كلمة إلى نهاية القصة. فتبدأ قصة مثل "مايو": "يا الله! من كان يتصور شيئاً كهذا؟ مها؟ مها؟ هذه لعبة التحولات والمصائر ومن النقيض إلى النقيض". حيث يتحدث الراوي في مجموعة عن النجمة صديقتهم وقصة انتقابها واعتزالها الفن والحياة.
أما الجزء الثاني من المجموعة فيحمل قصة "شبح أنطون تشيخوف"، وهي تعتبر معارضة قصصية لقصة أنطون تشيخوف "البدين والنحيل". ثم يختم مجموعته بترجمة لنفس القصة.