دماء على جدران المملكة
دانا... لماذا تنظرين إلى بعيون لائمة, هل كنت اعرف أن ليلة عودتى سأجدك مذبوحة من الوريد للوريد ,... هل كنت اعلم يا دانا فزعك لدى النهاية والدماء الثائرة تغطى مخدعك وقد تسللت لاول مره إليه فقط لأرى وجهك الحبيب وقد خضبت الدماء شعرك والصقته بجبينك العريض وقد أغمضت عيناك فى قدسية وكأنك فى صلاتك الاخيرة وقد عبق عطرك الياسمينى فضاء الغرفة ليخبرنى أن المسجاة بين يدى كان تضح منذ سويعات بالحياة.
لن أكذب يا دانا فقد حدثتنى فى أخر رسالة لك عن عبث أخى ولى العهد, صفى , وكيف قطع رأس حارسه لرفضه العبث معه ثم كيف تبارى هوورجاله فى اللعب بها كالكرة وسط الضحكات وتصفيق نساءاً متمايلات مميلات .
ثم تحذرينى ان اعود وأن الوضع جد خطير, ولكنى عدت فهل كان لى ان اعرف.... انك صورتى عبثهم خلسة وانك اطلقتيه فى صفحات الفضاء وانهم سينقضون عليك فى لحظات يا دانا, وسينحرونك كالشاه , وأنهم سيوشمونك بالعار وأنك حتى لن تحظى بكفن البسطاء.
وهل تذكرين يا دانا كيف بدأ الآمر كله, حينما اجتمع فتيان وفتيات العائلة بصخب وعرضوا ذلك الفيلم الكريه لممثلة فاتنة تدعى ثريا
اتذكرين كيف ثرت وحطمت التلفاز لأن الجميع يعلمون أنى أبن ثريا . وقد وقفت نائلة زوجة أبى رافعة حاجبيها فى كبرياء ممزوج بالتشفى
وهى تردد رويدك يا أبن ثريا
وكيف تركت المملكة وانا احمل خنجرى المسموم حتى اغرسه فى قلب ثريا لأمحو عارى ..فتح لى الباب رجل ملتحى مرحباً بى
وقد وقفت هى بنقابها وحين اقتربت منها رفعت النقاب لارى اجمل امراة فى حياتى
كان لوجهها ضياء الشمس وسحر القمر وقد فاضت دموعها عذبة كعاصفة من عينيها وهى تقترب وتمسح بيدها وجنتى وقد خلعت قفازها وقالت فى ضعف:-
لقد اتيت فلتذهب الآن ولا تعد
رجاء
لمحت فى الوجوه لصبية صغار خوف مبهم ففهمت, ووضعت خنجرى فى جيبى وانا أبتعد عن هذه الطاهرة الكريمة وقد راعنى ان يمتلئ وجهها باقسى آيات العذاب وانا ابتعد عنها وعن حياتها واولادها.
سألنى حارسى فى فضول هل قابلتها :-
قلت فى كذب لا... رفضت... وقالت انها لا تعرفنى فاحسست بأرتياحه وانتابنى الارتياع بانى مراقب.
عدنا للمملكة وقد طلبنى الملك لدى وصولى
وكان غاضبا بشدة...لماذا ذهبت اليها لماذا تعرضها لما لا طاقة لها به قلت له وقد طار صوابى :-
انها امى
فأقترب منى دعها وشانها وكفاها ما نالها منا
وقد اطبقت يداه القوتين على كتفى وهو يرتجف فى غضب ويردد دعها لشأنها , حينما نظرت فى عينى الملك رايت بئر الخوف الجارف عليها وهو يسأل فى خفوت كانه يخشى العيون المراقبة :-
-هل رايتها
-فاوماءت بخفة وحينما اقترب وهو يغمض عينيه ... أحسست انه يشم في أريج
ريحها ...ثم تركنى واذن لى بالانصراف
بعدها قابلتك فى البهو غاضبة وانت تقولين هل حقيقة ان ثريا أمك ......هذا وأيم الله عار علينا لماذا لم تقتلها... فنظرت لك نظرة خاوية وقدوقفت ثريا بيننا , بين عالمى وعالمك
ثريا التى عرفتها اكثر بعد شجارى معك وامك ماجدة تصحبنى الى حجرة سرية مبطنة بالحرير الاخضر وثمة لوحات لامراة فاتنة ورجل مفتون بها وطفلاً على يديها , فى كل اللوحات كان البريق يخطف الابصار لكن الطائر
الاسود خلفهم يضع النهاية , وماجدة أمك تقول هذا محراب أبيك وأنا وحدى اعلم سره... وتحدثنى عن ثريا....كنا نلقبها باخت يوسف , كانت أبهى النساء وأطهر النساء , لكن من خلف الابواب فاضت ضدها ثورة ناعمة , يا لا مكر النساء وتردف اتعلم يا بهى :-
ان الملك منذ رحيلها لم يقرب نساءه الثلاث , وأنه صار طيف انسان
دانا , انا لم امكث بين يدى ثريا سوى فينة لكنها كانت الترياق الذى شفى جسدى من رذل زيفكم وكذب ادعائكم انتم امراء الوهم تقفون على رقاب العامة حتى تخالون أنك تمسكون السحاب وكنت ابغى أن تفهمى الحقيقة مثلى ولكنك تمسكت بدثار العائلة لتضعيه فوق راسك غطاء واهى من كل حقيقة , مغموس فى وغى الجهل والكبرياء والدماء.
غلقت دونى ابوابك ورفضتى ان تودعنى حتى لدى الرحيل.
الرحيل الذى اُرغمت عليه وأنا أقابل الملك خلسة فى الحديقة وهو يقول :-
لم أعد استطيع حمايتك أرحل من الباب الخلفى وستجد اوراق أخرى تخصك بهوية جديدة وأموال تكفى أحفادك ثم يمضى وهو يقول من وراء ظهره أى بنى الحبيب أذهب ولا تعد. كان جسد قد تضاءل وصار قزماً.
ولكنى لم أذهب بل ذهبت إليك وتوسلت أن أرى وجهك ولم أجد سوى كف أمك يربت على كتفى ولسانها يهمس محتداً بالله عليك أذهب.
وانت بعد أن رحلت , اعرف كم بكيت وبكيت وهل تظنين أن لى قلباً قاسيا لم يغفر للك زلة لسانك.
هل تتهمينى بالنذالة وانى تركتك تتزوجين صفى , انت اخترت صفى , ولى العهد وحاكم مملكتك , انت تزوجت العائلة والمملكة
اتذكرين دانا خوفى عليك ونحن فى قصر المانتيه ببروكسل, وكيف تخففت فتيات العائلة من ثيباهن فى المسبح وحذوت انت حذوهم وقلت لى اننا هنا فى بروكسل فلا تعقد الامور انهم يتحيون لنا الفرصة حتى ننعم بالحرية
وكيف عنفتك وغطيت جسدك وقلت :-
ان الحرية هنا وانا اشير لرأسك وليس فى كشف جسدك كالاماء.
كانت المفاهيم عندك مذبذبة وهما يضعون فى راسك ان تلتحفى بالثياب حتى اخمص قدميك طالما فى أرض المملكة ولكن خارجها افعلى ما يحلو لك
اتلومينى انى لم اعد بعد عام حين وصلنى خطابك عبر البريد الالكترونى
"آى بهى , عد , وانك كتبت لى بعد افقت من الوهم وانك بعد عام من زواجك مازلت بكر عذراء ... هل من الخطيئة انى مازلت احبك وانا اتزوج نصف رجل؟!"
هل خرجت من دثار جهلهم بعد وفاة امك الغامض
فكانت الثورة ثم القتل
كيف لى أن اعلم يا دانا ...أن قلوبهم تسطيع نحرك هكذا, انت أيتها الصغيرة الحبيبة التى حملتك ذراعى لدى ولادتك منذ عشرون عام وعمرى ثمانى.
وهل تعتقدين انى ساصمت دانا وهى يرمونك بافظع الجرائم بانهم وجدوا رجلاً فى مخدعك
لذا وجب القصاص منك.
فانا اعلم الناس بشذوذ اخى صفى وعجزه وانا اعلم الناس بك وانك اشرفهم واعرف الكثير عن الشرف المخاط لنساء العائلة لدى أطباء اوربا. التى تجولت فيها عربيدا شريداً
هل تنكرين على انى ذهبت للملك وثرت
نعم ثرت لاول مرة ,وقد اجتمعت العائلة كلها
اخبرتهم انك طاهرة وان صفى ولى العهد لوطى
هل اخبرتك عن نظرة الملك الخاوية وقد تعلقت باهداب احذيتهم وقد ثار الجميع وافترت نواجذ الذائاب لديهم والحارس الاسود باشارة من صفى الدين يستل سيفة لتطير رأسى فى مجلس العائلة وبين اسنانى فتيل قنبلة صغير تستعد للانفجار هل اخبرتك اننى كنت اعلم مصيروأن الملك نفسه اعطانى تلك الزهرة الحمراء قُُبيل دخولى المجلس .
اعرف انك رأيتى المشهد الاخير ورأسى ملقاة فى مجلس العائلة ينظرون اليها فى ظفر والدماء تغمرالبساط النفيس, بينما الملك ينظر إلى فمي فى إبتهاج للزهرة الحمراء وقد توهجت فى جنون , اعرف ان الانفجار قد اسعدك فى قبرك وهو يطيح برجال العائلة لاشلاء ولم يبقى منهم سوى صرخات النساء ترج باقى الجدران. وتخبر الجميع
أن للعائلة دماء حمراء وليست زرقاء.
دماء على جدران المملكة
المشرفون: Ghadat2009،نبضة...
-
- أكاديمى نشيط
- مشاركات: 226
- اشترك في: 27 إبريل 2009, 2:47 am
- Real Name: روان عبد الكريم
- Favorite Quote: كان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
دماء على جدران المملكة
http://thumbs.bc.jncdn.com/043d1b820dd2c3e4b7d22e52d9f9c923_l.jpgكان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
- هبة الله محمد
- مشرفة قسم أخبار الأدب
- مشاركات: 672
- اشترك في: 28 نوفمبر 2008, 12:20 am
- Favorite Quote: الجحيم هو الآخرين.
- verification: ID verified and trusted writer
Re: دماء على جدران المملكة
كتاباتك رائعة كالعادة يار روان
وعوالمك مبهرة مميزة، احب دائما الغوص فيها..
قلمك رائع في كتابة الفانتازيا..
شكرا لامتاعي كالعادة..
وعوالمك مبهرة مميزة، احب دائما الغوص فيها..
قلمك رائع في كتابة الفانتازيا..
شكرا لامتاعي كالعادة..
- محمد محمود
- مشرف قسم الأشعار
- مشاركات: 1070
- اشترك في: 06 نوفمبر 2008, 4:40 pm
- Real Name: محمد محمود حسن
- Favorite Quote: إلهــــي لا تعذبني فإني
مقر ٌ بالذي قد كان مني - verification: ID verified and trusted writer
- مكان: الإسكندرية
- اتصال:
Re: دماء على جدران المملكة
قصة حلوة جدا ً يا روان
مش قلت لك انك خليفة وليم شكسبير
اندمجت جدا ً مع قراءة قصتك الرائعة والتي ذكرتني برواية " هاملت " وما فيها من كيد النساء ودسائس الممالك
بجد يا روان أبدعت في هذه القصة
أتمنى لك دوام التوفيق
مش قلت لك انك خليفة وليم شكسبير
اندمجت جدا ً مع قراءة قصتك الرائعة والتي ذكرتني برواية " هاملت " وما فيها من كيد النساء ودسائس الممالك
بجد يا روان أبدعت في هذه القصة
أتمنى لك دوام التوفيق
تواضع تكن كالبدر لاح لناظر ٍ على صفحات الماء وهو رفيع ُ
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه إلى طبقات الجو وهو وضيـــع ُ
صفحتي الشخصية
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه إلى طبقات الجو وهو وضيـــع ُ
صفحتي الشخصية
- donnabella
- مشرفة قسم الأشعار
- مشاركات: 365
- اشترك في: 30 يناير 2009, 4:16 pm
- Real Name: نورا مجدي
- Favorite Quote: إذا لم يكن من الموت بد .. فمن العجز أن تموت جبانا
- verification: ID verified and trusted writer
Re: دماء على جدران المملكة
روان أنت مبهرة القصة رائعة ، خيالك الخصب هذا يأخذنا معك في عوالمك السحرية
رغم أنها كانت قاسية دامية هذه المرة
ولكنك كالعادة......أحسنت
رغم أنها كانت قاسية دامية هذه المرة
ولكنك كالعادة......أحسنت
ومـا مــِن كاتبٍ إلا سيبلى ....... ويُبقي الدهر مــا كتبت يـداهُ
فلا تكتُب بخطِك غير شيءٍ ....... يسُــرك في القيامةٍ أن تـراهُ
فلا تكتُب بخطِك غير شيءٍ ....... يسُــرك في القيامةٍ أن تـراهُ
-
- أكاديمى نشيط
- مشاركات: 226
- اشترك في: 27 إبريل 2009, 2:47 am
- Real Name: روان عبد الكريم
- Favorite Quote: كان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
Re: دماء على جدران المملكة
هبة الله محمد كتب:كتاباتك رائعة كالعادة يار روان
وعوالمك مبهرة مميزة، احب دائما الغوص فيها..
قلمك رائع في كتابة الفانتازيا..
شكرا لامتاعي كالعادة..
ومرورك يمتعنى دائما
http://thumbs.bc.jncdn.com/043d1b820dd2c3e4b7d22e52d9f9c923_l.jpgكان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
-
- أكاديمى نشيط
- مشاركات: 226
- اشترك في: 27 إبريل 2009, 2:47 am
- Real Name: روان عبد الكريم
- Favorite Quote: كان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
Re: دماء على جدران المملكة
محمد محمود كتب:قصة حلوة جدا ً يا روان
مش قلت لك انك خليفة وليم شكسبير
اندمجت جدا ً مع قراءة قصتك الرائعة والتي ذكرتني برواية " هاملت " وما فيها من كيد النساء ودسائس الممالك
بجد يا روان أبدعت في هذه القصة
أتمنى لك دوام التوفيق
هاملت مرو احدة
طيب مش عارفة اقولك يا رافع معنوياتى
http://thumbs.bc.jncdn.com/043d1b820dd2c3e4b7d22e52d9f9c923_l.jpgكان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
-
- أكاديمى نشيط
- مشاركات: 226
- اشترك في: 27 إبريل 2009, 2:47 am
- Real Name: روان عبد الكريم
- Favorite Quote: كان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
Re: دماء على جدران المملكة
donnabella كتب:روان أنت مبهرة القصة رائعة ، خيالك الخصب هذا يأخذنا معك في عوالمك السحرية
رغم أنها كانت قاسية دامية هذه المرة
ولكنك كالعادة......أحسنت
ميرسى يا دونا
http://thumbs.bc.jncdn.com/043d1b820dd2c3e4b7d22e52d9f9c923_l.jpgكان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
-
- أكاديمى نشيط
- مشاركات: 226
- اشترك في: 27 إبريل 2009, 2:47 am
- Real Name: روان عبد الكريم
- Favorite Quote: كان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
Re: دماء على جدران المملكة
http://thumbs.bc.jncdn.com/043d1b820dd2c3e4b7d22e52d9f9c923_l.jpgكان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين