اعتراف بحبك

المشرفون: Ghadat2009،نبضة...

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
لبنى غانم
أكاديمى فعال
أكاديمى فعال
مشاركات: 22
اشترك في: 20 إبريل 2009, 1:25 pm
Favorite Quote: تائهة بين الخيال والواقع
اتصال:

اعتراف بحبك

مشاركة بواسطة لبنى غانم »

انتابه الاندهاش الشديد لما سمعته أذناه ... نادته ..علي ..دون أي ألقاب ..لقد تعود منها دائما أن تناديه بشمهندس علي ..التفت ليجدها أمامه بكامل أناقتها مختلفة عن أي يوم رآها فيه فاخذ يحدق فيها مليا فكانت وكأنها اقتلعت عيناها ووضعت مكانها ماستين وبين لحظة اندهاشه وصمتها تنبع كلمة من أعماق قلبها ..فتتهته ..و وحشت ني

صعقته الكلمة ..أربكته ..فلم يستطع الكلام وأصابته نوبة من "التتنيح " الحاد فتقطع عليه تلك الحالة بنبرتها المرتعشة وعيناها الدامعة تقول له: معقول شهر مختفي محدش يعرف عنك حاجه وكمان قافل موبايلك
فيجيبها بكلمات متقطعة: أنا ..أنا كنت تعبان شوية
فيتساءل عن سر تلك اللهفة والدموع بعينيها...فتجيبه بكلمة واحدة اختصرت كل المسافات وفسرت كل الكلمات وكسرت كل الحواجز بين البشمهندس علي و البشمهندسه سلمى فتخرج الكلمة من بين شفتيها كالهمس ..بحـــبك

كادت الكلمة أن تطيح به أرضا ..رجع خطوات متباطئة إلى الخلف واسند يده اليسرى إلى الحائط خلفه وكأنه يحافظ على ثبات تلك الحائط لا ثباته هو..فتقترب أكثر ...فيبتعد قليلا ...تمسك بيده اليمنى متسائلة..أمازلت مريض
اختل توازنه عندما لمست بيدها الناعمة يده الجافة البائسة ..فكاد ينهار الحائط عليه وكأنه وصله ذلك الإحساس الذي شعره حينها

فلم تكن سلمى في ذلك اليوم البنت الخجولة التي عرفها علي..أو البشمهندس علي كما يروق له أن يسمع ذلك اللقب يسبق اسمه حتى من اقرب الناس إليه

نظر إليها مندهشا غير مصدق ما تسمعه أذناه وهي تقول له: متستغربش إني أتجرأت وقولتها أنا مش عارفة أزاي نطقتها
فينظر لها قائلا: بس
تقاطعه ثانيا قائله: أنا مش مصدقة أني اعترفت بحبي ليك
يزداد اندهاشه فيكاد أن يغشى عليه من وقع كلماتها ونبرات صوتها التي تكاد تهزم أي قلب يقف أمامها
تنظر إليه بكل ثقة وبلغة عربية فصحى متسائلة:لقد أدليت باعترافي أما آن الأوان أن تعترف أنت الآخر بحبك لي
فأصابته نوبة" التتنيح" مرة أخرى بل أنها لم تكد تفارقه في ذلك اليوم لما يسمعه ويراه أمام عينيه من شوق ولهفه وكلمات صادقه تخرج من أعماق القلب التي لم يسمعها قط على مدار تاريخ حياته وسنوات عمره الخامسة والعشرون فلم تمنحه حياته العملية الفرصة لان يشعر مثل ذلك الإحساس أو يسمع تلك الكلمات

فتخرج الكلمات مندفعة من فمه فجأة وكأنها تحررت من سجنها ..أي اعتراف وأي حب

يتبدل حال سلمى بحال علي فتكاد تسقط مغشيا عليها لما سمعته ..لم تكن تتوقع أبدا أن يبادل اعترافها بحبها له بتساؤل ..توقعت انه عندما يسمع تلك الكلمة منها سيحملها بين ذراعيه ويدور بها مثلما كانت تشاهد في أفلامها الرومانسية وأحلامها الوردية ..ولكن حدث العكس تماما

تمالكت نفسها قليلا وسجنت دموعها بعينها وسألته: مش أنت إلي كتبت كل الجوابات دي
فينظر لها بتعجب مستهزئا بكلامها : أي جوابات
فتمد يدها في حقيبتها وتخرج الرسائل لتعطيها له
فيؤكد لها دون أن ينظر لتلك الرسائل انه لم يكتب أي حرف بها

تركها غارقة في دموعها وندمها وتسرعها في الاعتراف له بحبها لقد ظنت انه هو الذي يضع لها تلك الرسائل يوميا في حقيبتها ..إن تلك الكلمات التي كانت كل يوم تقرأها وتضعها تحت وسادتها قبل أن تنام هي وحدها التي جعلتها تحبه ..ولولا ذلك ما كانت شغلت بالها به

جلست حائرة هائمة على وجهها تفكر في ماهية ذلك الشخص الذي يضع لها تلك الرسائل بحقيبتها ..فمن هو ذلك الشخص القريب منها كما يكتب ..غير علي الذي يربطها به عمل دائم ..من هو صاحب تلك الكلمات" احبك جدا وقريب منك ..ليتك تعلمي من أنا..خوفي من الرفض يمنعني من الاعتراف لكي ..ولم أجد منك أي إشارة تمهد لي بالاعتراف ...ليتك تعلني إشارة البدء"

زاد بكاؤها لحد لاحظه العمال في الموقع و"محمود" الذي يقف خلف الحائط المقابل لها تنهمر الدموع من عينيه لما سمعه ورآه فهو سبب كل ما حدث ..وقف سامعا وشاهد لكل ما دار بين علي وسلمى ..نادما على ما فعله بها ..فلم يكن هو الشخص القريب بالنسبة لها لكنه كان البشمهندس علي المشرف على عملها أما هو فاكتفى بالنظر إليها من بعيد

بينما هي جالسه ومنحية رأسها على ذلك الكرسي الخشبي الذي تجلس عليه ..يقترب محمود بعينيه الدامعتان وقلبه المحترق ليقبل رأسها..قائلا : أنا أسف
ترفع رأسها والدموع غامرة وجهها: بشمهندس محمود
يكرر جملته: أسف يا سلمى مقدر تش أوصلك إحساسي

أدركت سلمى في هذه اللحظة أن الشخص الذي كان يضع لها الرسائل هو محمود
نظرت له نظرة لائمة ..فمده يده ليمسح تلك الدموع المتساقطة من عيناها..فلم تشعر بنفسها إلا وهى ملقاة بين أحضانه

لم تعلم حينها لماذا دفنت نفسها بين ذراعيه ..هل لأنه بالفعل هو الشخص الذي أحبته ولكنه كان مجهول عنها...أم لأنها كانت بحاجه إلى حضن تدفن فيه ألمها

جلست سلمى بفستانها الأزرق تتذكر كل ما حدث والطريقة التي أحبت بها محمود في عيد زواجهما الثالث ..وهي تنير الشموع وتحضر المائدة المفروشة بالورود الحمراء وتنثر العطر الذي يحبه في كل مكان بالمنزل

دخل محمود ليقطع عليها شرودها ولكنها لم تكن تشعر بوقع خطواته لأنها كانت قد ذابت مع أنغام موسيقى الساحر Mozart
التي يعشقنها والتي جعلتها تشعر وكأنها منومه مغناطيسيا للحظات
فأيقظتها قبلته التي طبعها على خدها فأخذها بين ذراعيه لعالم أخر يتراقصان على أغنيتهما المفضلة
I want to spend my life time loving you
[
صورة العضو الرمزية
سندريلا
مشرفة قسم الخواطر
مشاركات: 795
اشترك في: 28 إبريل 2009, 8:51 pm
Real Name: جيهان راضي
Favorite Quote: المرأة عاشت ألوف السنين مثل مرآة تعكس صورة للرجل أكبر و أجمل من الحقيقة !
verification: ID verified and trusted writer
مكان: my own world
اتصال:

Re: اعتراف بحبك

مشاركة بواسطة سندريلا »

الله الله يا لبنى ... ايه الروعة دي
قصتك جميلة جدا ... فكرة الاعتراف بالحب دي مهمة جدا لان كتير بيخفوا مشاعرهم و بيضيع عليهم فرص كتير
بطلة قصتك رومانسية جدا بس الحمد لله احلاما تنت وردية .......
ابدعت في الاسلوب و الوصف الرقيق و كمان موسيقى موزارت اللي بعشقها .......
بشكرك على ابداعك الجميل و اتمنى لك دوام الابداع و التوفيق flower1
أضف رد جديد

العودة إلى ”قصص فصحى“