اختيارات لابد منها
مرسل: 20 يوليو 2009, 7:35 pm
لقد ضاق صدرها بهم و أحست بألم في رأسها ، ما هذه الحركة التي تعم أرجاء المنزل كله و بالأخص غرفتها جموع كبيرة ، أصوات كثيرة .. كلمات متناثرة هنا و هناك .. ضحكات عالية و همسات أيضا ..امتزج كل ذلك في ذهنها فصار شيئا مبهما و غير محتمل يمكن أن نطلق عليه فوضى ..و لكن من الطبيعي أن يحدث ذلك في يوم مثل هذا أما الشيء غير الطبيعي هو أن يخيم فجأة و دون سابق إنذار هدوء و صمت غريبين، فنادرا ما يحدث ذلك في يوم مثل هذا ...
و لكنه حدث لتجد نفسها وحيدة فهي لم تعد تراهم أو تسمع أصواتهم و لا تعليقاتهم المعتادة..أين ذهبوا ؟ لماذا صمتوا؟ و هل فعلا ذهبوا أم أنها قررت أن تفر منهم و تنتهز فرصة غيابهم علها ترتاح قليلا فتغمض عينيها و تسبح بعيدا ، تغوص في أعماقها و تبحر فيها ، نعم إنها تبحر بداخلها فهي في رحلة باتجاه الذات و قد تصطدم بتلك المنطقة التي لا نحسها و لكنها تحركنا ، تسترخي لأبعد الحدود و تمر في خيالها ، تداعب ذكرياتها و تلتقي بصور لا تعلم في حقيقة الأمر هل عاشتها فعلا أم أنها تدخل ضمن الأشياء التي نحلم بها و نتمناها لأقصى الحدود حتى نظن أننا قد عايشناها فعلا ...
هي رحلة ربما لا تودها أن تنتهي فها هي تلتقيه مرة ثانية بعد كل تلك السنين التي مرت ، أيعقل أنني أستطيع أن أراك كلما أردت و أنا التي حرمتُ نفسي من ذلك ؟ تتساءل في نفسها ، فطوال حياتها لم تتعلق بغيره و لم ترغب بسواه كان يمثل لها صورة الرجل بأتم معنى الكلمة لم يكن غنيا يملك القصور و الخدم و حياة الترف ، و لم يكن ذلك الوسيم الذي لا تستطيع أن تقاوم النظر إليه...
إنما كان رجلا أحسته و رغبت به شريكا لحياتها تأمنه على نفسها و تأمن معه من الحياة و تلاعباتها... فقد كانت تلك الفتاة الواعية المتزنة و الهادئة لم تترك إغراءات هذا الزمن تؤثر فيها فكانت محل أنظار و رغبة الكثيرين ، رغم جمالها العادي إلا أنه كان فيها سحر غريب يجذب الاخرين إليها ، و لكنها لم تتعلق بسواه و ظلت تحلم بالحب و تأمل أن تنتهي حكايتها نهاية سعيدة و لكن كان للقدر ترتيبات أخرى ، فقد قرر الرحيل كي يبني مستقبله و يتخلص من شبح الفقر دون أن يربطها معه ، كم تمنت لو سألها الرحيل معه كانت سترحل دون أن تفكر في الرجوع أو التراجع ، كم تمنت لو طلب منها أن تنتظره لكانت فعلت ذلك دون ملل ..تمر لحظة فراقهما بين عينيها ، هي لحظة تمنت لو تمحوها من ذاكرتها دون جدوى و لذلك تسارع بفتح عينيها .. ما هذا؟ الغرفة مكتظة عن آخرها ، أهلها ، أحبابها و صديقاتها ..الكل موجود ..ثم تقع عينيها على المرآة لتجد نفسها بحلة بيضاء و تسريحة شعر أنيقة و إحداهن تضع لها الزينة ..لا تكاد تستوعب ما الذي يحدث أيعقل أنها نسيت مناسبة اليوم أم تناستها ؟
ما كان كل ذلك ؟ أهو حقيقة ؟ أم أنه نسيج من خيالها ، أيعقل أنها تخلط بين الواقع و الأحلام ، هل كان ذلك الحبيب موجودا أم أنه أسطورة خيالية صنعتها بنفسها من شدة شوقها أن تعيش قصة حب تتكلل بالزواج .
الزواج ! أكان ذلك هو الهدف الرئيسي و الوحيد من رغبتها تلك؟ فاليوم زفافها ، لماذا إذن تختفي الفرحة و تغيب الابتسامة و يُفتقد البريق ، أهذا زواج أم هو هروب من نظرات مجتمع لا يرحم ، أهو تجنب لحمل لقب عانس أم رغبة في أن تكون أما قبل فوات الأوان ؟ أم هو اختيار مفروض و لابد منه ، فكيف يكون اختيار و كيف يكون مفروضا.....
يقطع أحدهم خلوتها المزعومة و يستعجلها فقد حان الوقت للرحيل ، تضع أحمر الشفاه ، ترتسم على محياها ابتسامة حزينة و تنهض باتجاه العرس و المعازيم لتكمل تمثيليتها....
............................................................
بين الواقع و الخيال خيط رفيع ، و بين الشعور و اللاشعور بضع من المسافات... قد يمتزج كل هذا فلا ندري أين الحقيقة ، و بين الرغبات و الواجبات اختيارات لابد منها تؤثر في حياتنا لأبعد الحدود فنتساءل هل نحن مخيرين أم مجبرين....
و لكنه حدث لتجد نفسها وحيدة فهي لم تعد تراهم أو تسمع أصواتهم و لا تعليقاتهم المعتادة..أين ذهبوا ؟ لماذا صمتوا؟ و هل فعلا ذهبوا أم أنها قررت أن تفر منهم و تنتهز فرصة غيابهم علها ترتاح قليلا فتغمض عينيها و تسبح بعيدا ، تغوص في أعماقها و تبحر فيها ، نعم إنها تبحر بداخلها فهي في رحلة باتجاه الذات و قد تصطدم بتلك المنطقة التي لا نحسها و لكنها تحركنا ، تسترخي لأبعد الحدود و تمر في خيالها ، تداعب ذكرياتها و تلتقي بصور لا تعلم في حقيقة الأمر هل عاشتها فعلا أم أنها تدخل ضمن الأشياء التي نحلم بها و نتمناها لأقصى الحدود حتى نظن أننا قد عايشناها فعلا ...
هي رحلة ربما لا تودها أن تنتهي فها هي تلتقيه مرة ثانية بعد كل تلك السنين التي مرت ، أيعقل أنني أستطيع أن أراك كلما أردت و أنا التي حرمتُ نفسي من ذلك ؟ تتساءل في نفسها ، فطوال حياتها لم تتعلق بغيره و لم ترغب بسواه كان يمثل لها صورة الرجل بأتم معنى الكلمة لم يكن غنيا يملك القصور و الخدم و حياة الترف ، و لم يكن ذلك الوسيم الذي لا تستطيع أن تقاوم النظر إليه...
إنما كان رجلا أحسته و رغبت به شريكا لحياتها تأمنه على نفسها و تأمن معه من الحياة و تلاعباتها... فقد كانت تلك الفتاة الواعية المتزنة و الهادئة لم تترك إغراءات هذا الزمن تؤثر فيها فكانت محل أنظار و رغبة الكثيرين ، رغم جمالها العادي إلا أنه كان فيها سحر غريب يجذب الاخرين إليها ، و لكنها لم تتعلق بسواه و ظلت تحلم بالحب و تأمل أن تنتهي حكايتها نهاية سعيدة و لكن كان للقدر ترتيبات أخرى ، فقد قرر الرحيل كي يبني مستقبله و يتخلص من شبح الفقر دون أن يربطها معه ، كم تمنت لو سألها الرحيل معه كانت سترحل دون أن تفكر في الرجوع أو التراجع ، كم تمنت لو طلب منها أن تنتظره لكانت فعلت ذلك دون ملل ..تمر لحظة فراقهما بين عينيها ، هي لحظة تمنت لو تمحوها من ذاكرتها دون جدوى و لذلك تسارع بفتح عينيها .. ما هذا؟ الغرفة مكتظة عن آخرها ، أهلها ، أحبابها و صديقاتها ..الكل موجود ..ثم تقع عينيها على المرآة لتجد نفسها بحلة بيضاء و تسريحة شعر أنيقة و إحداهن تضع لها الزينة ..لا تكاد تستوعب ما الذي يحدث أيعقل أنها نسيت مناسبة اليوم أم تناستها ؟
ما كان كل ذلك ؟ أهو حقيقة ؟ أم أنه نسيج من خيالها ، أيعقل أنها تخلط بين الواقع و الأحلام ، هل كان ذلك الحبيب موجودا أم أنه أسطورة خيالية صنعتها بنفسها من شدة شوقها أن تعيش قصة حب تتكلل بالزواج .
الزواج ! أكان ذلك هو الهدف الرئيسي و الوحيد من رغبتها تلك؟ فاليوم زفافها ، لماذا إذن تختفي الفرحة و تغيب الابتسامة و يُفتقد البريق ، أهذا زواج أم هو هروب من نظرات مجتمع لا يرحم ، أهو تجنب لحمل لقب عانس أم رغبة في أن تكون أما قبل فوات الأوان ؟ أم هو اختيار مفروض و لابد منه ، فكيف يكون اختيار و كيف يكون مفروضا.....
يقطع أحدهم خلوتها المزعومة و يستعجلها فقد حان الوقت للرحيل ، تضع أحمر الشفاه ، ترتسم على محياها ابتسامة حزينة و تنهض باتجاه العرس و المعازيم لتكمل تمثيليتها....
............................................................
بين الواقع و الخيال خيط رفيع ، و بين الشعور و اللاشعور بضع من المسافات... قد يمتزج كل هذا فلا ندري أين الحقيقة ، و بين الرغبات و الواجبات اختيارات لابد منها تؤثر في حياتنا لأبعد الحدود فنتساءل هل نحن مخيرين أم مجبرين....