لقاء عابر

المشرفون: Ghadat2009،نبضة...

رحاب صفا
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 265
اشترك في: 29 مارس 2009, 2:30 pm
Favorite Quote: إذا أردت شيئاً بشدة فتتبعه
اتصال:

لقاء عابر

مشاركة بواسطة رحاب صفا »

زفرت في ضيق حتى كادت تطير كل الأوراق التي تبعثرت هنا وهناك على مكتبها...نظرت في ساعتها والتي بدت رتيبة بطيئة وكأنها تحمل ثقلاً يفوق الثقل الذي تشعر به..سمعت صوت الجرس أخيراً..تنهدت في إرتياح ،وكثيراً ما تتعجب كيف تشعر بكل هذه المشاعر السلبية تجاه العمل رغم عشقها له وإجتهادها ونجاحها فيه..ولكنها لم تتوقف كثيراً اليوم عند هذا التساؤل بل انتفضت تلملم الأوراق بيد مدرية إعتادت ذلك...أغلقت كل الملفات وانطلقت خارج العمل...لم تفكر في مكان بعينه تقصده..تركت لقدميها القرار ...تمهلت في خطواتها وراقبتها بنظراتها وهي تبدو شاردة لمن يراها إلا أن رأسها كان خال تماماً من الأفكار...كثيراً ما يراودها ذلك الشعور فتقرر أن تتخلص منه بشيء من التغيير وخرق للروتين اليومي من عمل وعودة مباشرة للبيت أو حتى بتغيير عادة من عادتها كأن تهتم مثلاً بأناقتها أكثر كما فعلت اليوم ..انتقتها بعناية حتى أنها رأت الإعجاب في عيون زملائها بصورة أخجلتها..وتعجبت من سر العلاقة بين تصرف بسيط كهذا ومعالجة الشعور بالرتابة أو حتى أثره في التخفيف من شعورها به!!..ابتسمت ابتسامة خفيفة عندما طرأ على رأسها هذا التساؤل...ومضت في طريقها ترقب الناس وترقب ملامحهم التي تهوى قرائتها وتعجبت كثيراً حين لاحظت أنها تسير منذ ساعتين ولم تلق وجه بشوش أو من يبتسم سهواً..فابتسمت هي للفكرة أو لنقل عوضاً عن كل هؤلاء...الكورنيش...ساحر ما هذا التلألأ الرائع الذي يعكسه...ما سر هذا النسيم ...توقفت للحظة تملأ رئتيها بنسيمه العليل وهي ترقب هدوء النيل واغمضت عينيها في استكانة وتنفست بعمق وهي تفتح عينيها من جديد والتفتت..فرأته ...رأت مكان تعرفه جيداً ورغم ما يحمله لها هذا المكان إلا أنها شعرت تجاهه بحنين جارف دفعها أن تقترب منه ،وتقترب ..وتقترب أكثر بقدم مترددة...إلا أنها حسمت ترددها ..فهي دائماً ما تؤمن أنه من أخطائنا أن نربط بأذهاننا الأماكن بالأحداث خاصة السيء منها ...فالمكان بريء من جنايا البشر فدائماً ما سخرت ممن يكرهون مكان فارقوا فيه حبيباً أو فقدوا فيه عزيزاً وتطبيقاً لما تؤمن قررت الدخول...فدلفته...ودارت بعينيها في كل ركن فيه حتى اصطدمت عينيها بمن لم تتمنى مطلقاً أن تراه...ولكنها رأته...إنه هو...تجمدت في مكانها وتجمدت عينيها عليه للحظة ..وارتعدت ...انتفضت بشدة... وعلت دقات قلبها ،ولكن عنادها استيقظ دفعةً واحدة ..بل نهض وبكل قوته وانتزعها...فعدلت خطواتها وبحثت سريعاً عن مقعد خال..ولم تجد سوى مقعد خلفه ...خلفه مباشرة...فتوجهت إليه بكبرياء واحتلته بثقة بدت في أول الأمر مفتعلة لم تلبث وأن تحولت إلى ثقة حقيقية حين تأملته قليلاً...يبدو محطماً...مهزوماً...يروق لها أن تراه كذلك...يحتل مقعداً لا يملئه ..إنه منكس الرأس يعبث بشيء أصغر منه لا تميزه...حتى ملابسه بدت مهلهلة غيرمهندمة..يستند برأسه على كفه ..يأخذ وضعاً مائلاً وكأنه يؤول إلى السقوط أو يتهاوى ..صحيح أنها لا ترى عينيه إلا أنها بدت لها حزينة ...مكسورة..وتروق لها بحزنها وإنكسارها...هل رآها بدوره يا ترى...لا يبدو عليه أنه لمحها...ولكن ما سر حزنه؟
هل ينعيها ويبكيها؟... هل يندم عليها لذلك هو هنا...
وتردد صوت في نفسها يقول :
"جئت تنعيني يا هذا في مكاننا الشاهد علينا ؟ كنا نتسامر ها هنا..نتحاور...ونتهامس...نحتسي شراباً ساخناً في الشتاء...وربما شيئاً بارداً بدعوى الجنون وإنطلاق الشباب...فلماذا تبدو كهلاً اليوم؟...هل فقدت شبابك كما فقدتني؟...كنا نجلس ها هنا وترقبنا الأعين تختلس النظر إلينا كلما امتزجت ضحكاتنا الصافية.. فمن عكرها؟...عرفني الناس هنا بك وعرفوك بي..حتى باتوا يتوقعون الآخر فور ظهور أحدنا...أتذكر التفافنا حول طاولتنا الصغيرة هناك بين الأعشاب؟واليوم أنت هناك وحدك ،وأنا هنا أرقبك على مقربة بعيدة..فمن أبعدني...طأطيء رأسك يا هذا ...أكثر ..طأطئها أكثر..فهي تستحق ألا ترى إلا محل الأقدام.
اتبكي دون دموع؟...
رائع فالدموع راحة لا تستحقها...
وعلام تستجدي دموعك يا ترى؟...
علي؟!!!
ومن ضيعني؟
من أحرقني ولوعني؟
من نحرني ؟
قل لي يا هذا من صلبني؟
أتذكر كم مرة همست في أذني هنا تعدني بغد رائع؟
طأطيء أكثر برأسك ...طأطئها بمقدار ما بذلته لأجلها وأجل رفعتها ورفعة هامتها.ابك يا هذا ..ابك بمقدار ما أضحكتك رغم كل أوجاعي وهمومي...ابك بمقدار ما واريت عنك أحزاني...ابك بمقدار ما استحلت أناتي بابتسامتي وأهديتها إليك لأبعث في نفسك أملاً أفتقده ،وأدب في قلبك حماساً لا أجده."
شعرت بالزهو يملؤها وتذكرت حالتها يوم غدر بها...ظنت أنها لن تعيش كثيراً بعده ومضت الأيام وتوالت النجاحات بتوفيق من الله وكأنه العوض والجزاء على الصبر،واليوم يهديها القدر هذا اللقاء لتشهد بنفسها انتصارها وانهازمه...علوها وسقوطه... ..فالظلم حمل ثقيل على أعتاق صاحبه ..لعنة تظل تطارده حتى يقتص منه الزمن قصاصه العادل.. وهو سحقها يوماً بلا رحمة واليوم يبدو كبشرى للقصاص...بدت الصورة واضحة،وتعجبت لنفسها أن رأت في ذلك الكهل شيئاً يستحق النظر...التفتت إلى النادل في ثقة وهي تقول:
- "نسكافيه".
ألقى عليها التحية في ود ..بدا أنه يتعرفها جيداً...ردت التحية باهتمام وحثته على تحضيره لها سريعاً.
أما هو فقد نهض ببطء ثقيل...ومضى ..بل تلاشى ..توارى عنها ..وتسائلت من جديد هل رآها يا ترى؟...كادت تجزم بأنه لم يفعل..ولم تلبث وأن قررت ألا تشغل بالها بالأمر كثيراً...حتى جاء شاب وفتاة ليجلسا مكانه...وأخذا يتهامسان ويتسامران ويطلقان ضحكات صافية من آن لآخر..أخذت تختلس النظر إليهما من آن لآخر وهي تستمتع بالنسكافيه الذي تعشقه وكأن شيئاً لم يكن ...وزاد زهوها حين بحثت عن أي أثر له بداخلها ولم تجد..ونادت النادل وسألته:
- "الشيك"
أشار بسبابته تجاه الطاولة المقابلة لها وهو يقول بلهجة روتينية:-
- الأستاذ اللي كان لواحده هنا دفع!!!!!
آخر تعديل بواسطة رحاب صفا في 18 يوليو 2009, 8:49 am، تم التعديل 4 مرات في المجمل.
السكون للامعقول قدر لا نفقه تفسيره.
صورة العضو الرمزية
الأمير الحائر
مشرف قسم الروايات
مشاركات: 859
اشترك في: 31 أكتوبر 2008, 8:06 pm
Real Name: وليد توفيق
Favorite Quote: و تبقى الكلمات...
verification: ID verified and trusted writer

Re: لقاء عابر

مشاركة بواسطة الأمير الحائر »

لقاء عابر..وكم تلتصق بعقولنا لقاءات عابرة..و أماكن عابرة أيضاً... :)
بداية..فى رأيى أن أول العمل لم يدخل فى الحدث مباشرة..و كان يمكن الإستعاضة بسطر واحد يدل على خروج البطلة من عملها بدلاً من وصف المشهد كاملاً فى شكل روتينى بالنسبة لبداية القصة..ولو بدأت من المكان الذى يمتلئ بالذكريات و باللقاء العابر بعده لكانت أكثر جذبا من أول سطورها... :)

المشهد داخل ذلك المكان كان رائعا بحق..و أوصلتى مشاعره كاملة دون تكلف..وخاصة حين نسبتى إلى البطلة الحديث مع نفسها لكى تصفين مشاعرها بصدق أكثر..و لولا أسلوب حديث النفس هذا لكان هذا الجزء تحول إلى خاطرة...و مشهد النهاية كان موفقاً.. و قال الكثير أيضا ...
عمل جميل وغير عابر يارحاب..تحياتى :) flower1
ثمة أسماء و ألقاب تبقى..بقاء الأرض..بقاء السماء..و بقاء الكلمات...
ثمة أشياء تتعلق حياتها بأماكنها..بتوابيت مغلقة تخشى الإبتعاد عنها...
رغم أن الحياة..قد تكمن فى هذا البعد...

.....

...:: و تبقى الكلمات ::...

...... صفحتى فى الأكاديمية ......
صورة العضو الرمزية
نبضة...
مشرفة قسم القصص القصيرة
مشاركات: 444
اشترك في: 30 إبريل 2009, 6:38 pm
Real Name: سارة صادق
Favorite Quote: النعم الكبرى لا تُظهرها إلا.. الفجائع الكبرى !
verification: ID verified and trusted writer
مكان: no where but my imaginary world

Re: لقاء عابر

مشاركة بواسطة نبضة... »

هل تكفيك دموع عيني..بل دموع قلبي..؟!!
ابكاني ما قرأته .. بل ما رأيته..لأنك رسمت و بدقة هذا اللقاء العابر...
حتى جعلتيني اراه بأم عيني...
كنت حتى أشعر بمللها من العمل..بشرودها بين الناس..بتفحصها لملامحهم..
بصدمتها حين رأته...ثم صمودها أمامه..و حتى تعجبها بعدما رحل..
أبدعت فكرة واسلوبا وتعبيرات..
جعلتيي اعيش الموقف بكل ما فيه..
وصفت بكل جمال الحب الذي مضى..والالم الذي تلاه..ثم الاستمرار في الحياة
بعد معاناة طويلة... ثم لذة الانتقام الذي اتى بارادة الله..و شهدته هي بمحض الصدفة..
و الفرحة التي غمرتها..كلما كان يطأطئ رأسه..
و احساسها بكل كلمة دارت بينها وبين نفسها حين جلست في هذا المكان...

أعجبنتني جدا هذه التعبيرات..

تؤمن أنه من أخطائنا أن نربط بأذهاننا الأماكن بالأحداث خاصة السيء منها ...فالمكان بريء من جنايا البشر فدائماً ما سخرت ممن يكرهون مكان فارقوا فيه حبيباً أو فقدوا فيه عزيزاً وتطبيقاً لما تؤمن قررت الدخول...فدلفته...

فعلا..هنا الكثير من الناس يربطون المكان بموقف او حادثة معينة..
اعرف اناسا يرفضون المرور من مكان معين لانه يذكرهم بذكرى سيئة...
جميل منك ان تذكري الامر باسلوب مميز بقليل من الكلمات..



واليوم أنت هناك وحدك ،وأنا هنا أراقبك على مقربة بعيدة..فمن أبعدني...طأطيء رأسك يا هذا ...أكثر ..طأطئها أكثر..فهي تستحق ألا ترى إلا محل الأقدام.


تعبير عبقري لا محالة....
فكيف يكون الانسان قريبا وبعيدا في آن واحد..عبرت عنها بمنتهى البراعة..
و اسلوبك في كتابة حديثها الداخلى رائع رائع..
و وصفك لرأسه بانها لا تستحق الا ان ترى محل الاقدام..حقا معبر..

اتبكي دون دموع؟...
رائع فالدموع راحة لا تستحقها...
وعلام تستجدي دموعك يا ترى؟...

حقا...الدموع راحة لا يستحقا الكثيرون.... اسلوب قصير يحمل معاني كبيرة..
احييك عليه بشدة..


طأطيء أكثر برأسك ...طأطئها بمقدار ما بذلته لأجلها وأجل رفعتها ورفعة هامتها.ابك يا هذا ..ابك بمقدار ما أضحكتك رغم كل أوجاعي وهمومي...ابك بمقدار ما واريت عنك أحزاني...ابك بمقدار ما استحلت أناتي بابتسامتي وأهديتها إليك لأبعث في نفسك أملاً أفتقده ،وأدب في قلبك حماساً لا أجده."

هذه الفقرة رائعة حقا..تعبر عن مدى كرهها له..وحقدها عليه..
فعلى قدر ما احبته..على قدر ما كرهته..
على قدر ما اعطته..على قدر ما تمنت ان يتألم..


اما عن النهاية..فهي حقا مثيرة...حقا رائعة...
تلخص في لحظات مصير هذا الحب..
لقد رفض حتى بعد انتهاء ما كان بينهما..ان تكون موجودة بهذا المكان ويذهب دون ان يدفع
ثمن ما طلبته...!!
نهاية رمزية عبقرية...
أبدعت حقا يا رحاب...مبدعة كالعادة..
قصة اكثر ما يميزها الاحساس الراقي..
حقا قصة تفيض بالاحاسيس...
الى الامام داااااااائما يا رحاب....:) flower1
رحاب صفا
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 265
اشترك في: 29 مارس 2009, 2:30 pm
Favorite Quote: إذا أردت شيئاً بشدة فتتبعه
اتصال:

Re: لقاء عابر

مشاركة بواسطة رحاب صفا »

الأمير الحائر كتب:لقاء عابر..وكم تلتصق بعقولنا لقاءات عابرة..و أماكن عابرة أيضاً... :)
بداية..فى رأيى أن أول العمل لم يدخل فى الحدث مباشرة..و كان يمكن الإستعاضة بسطر واحد يدل على خروج البطلة من عملها بدلاً من وصف المشهد كاملاً فى شكل روتينى بالنسبة لبداية القصة..ولو بدأت من المكان الذى يمتلئ بالذكريات و باللقاء العابر بعده لكانت أكثر جذبا من أول سطورها... :)

المشهد داخل ذلك المكان كان رائعا بحق..و أوصلتى مشاعره كاملة دون تكلف..وخاصة حين نسبتى إلى البطلة الحديث مع نفسها لكى تصفين مشاعرها بصدق أكثر..و لولا أسلوب حديث النفس هذا لكان هذا الجزء تحول إلى خاطرة...و مشهد النهاية كان موفقاً.. و قال الكثير أيضا ...
عمل جميل وغير عابر يارحاب..تحياتى :) flower1

بدايةً أشكرك على سرعة ردك وإهتمامك.
ثانياً: يسرني كثيراً ردك على ما أكتب فتعليقك دائماً ما يتصف بالموضوعية وكنت أبحث عن ردودك على أعمالي كثيراً منذ أن قرأت ردك على أول موضوع لي.
ثالثاً: فيما يخص تعليقك ...بأن البداية كان من الممكن أن يتم الإستعاضة عنها بسطر أو أبدأها بالذكريات إلا أني وجدت أني لو بدأتها بالذكريات فسيعني ذلك أنها لازالت حبيسة ذكراه وتبكيه ،وإذا ما صرحت بغير ذلك فسيكون كبرياءاً واهياً لا أصل له..أما فيما يتعلق بتلخيص مشهد العمل أكثر .. أبثك سراً...فكرت في ذلك ،ولكن القلم أخذني إلى ما كتبت في النهاية وكدت أرفض ما كتب إلا أني وجدته منطقياً يحمل إسقاطاً بأن حياتها عادية وأخذت مسارها الطبيعي بعده ،ولا يراودها في اليوم من مشاعر سلبية غير الملل الذي يداهمنا جميعاً..هذه من ناحية ،ومن ناحية أخرى قصدت أن أتحدث عن محاولاتها في تغيير هذه الحالة كنوع من نوع الإقتراح للقاريء فكثيراً منا من يراوده هذا الشعور الرتيب من العمل ويستسلم له ولا يحاول أن يتخلص منه بل يهديه زفرات ضيق، ولهجة عصبية ،وأسلوب متوتر دون أن يدرك أن الروتين هو من يعبث به وبأعصابه...وبقليل من التغيير ينتهي كل هذا.
أرجوا أن أكون قد وفقت في إيضاح مقصدي ،وأكرر أن رأيي قد يكون خطأ يحتمل الصواب، أو صواب يحتمل الخطأ.
وفي الحالتين تسعدني ملحوظتك وإشادتك يا زميلي الناقد الرائع.
السكون للامعقول قدر لا نفقه تفسيره.
رحاب صفا
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 265
اشترك في: 29 مارس 2009, 2:30 pm
Favorite Quote: إذا أردت شيئاً بشدة فتتبعه
اتصال:

Re: لقاء عابر

مشاركة بواسطة رحاب صفا »

ماتت الكلمات حزنا كتب:هل تكفيك دموع عيني..بل دموع قلبي..؟!!
ابكاني ما قرأته .. بل ما رأيته..لأنك رسمت و بدقة هذا اللقاء العابر...
حتى جعلتيني اراه بأم عيني...
كنت حتى أشعر بمللها من العمل..بشرودها بين الناس..بتفحصها لملامحهم..
بصدمتها حين رأته...ثم صمودها أمامه..و حتى تعجبها بعدما رحل..
أبدعت فكرة واسلوبا وتعبيرات..
جعلتيي اعيش الموقف بكل ما فيه..
وصفت بكل جمال الحب الذي مضى..والالم الذي تلاه..ثم الاستمرار في الحياة
بعد معاناة طويلة... ثم لذة الانتقام الذي اتى بارادة الله..و شهدته هي بمحض الصدفة..
و الفرحة التي غمرتها..كلما كان يطأطئ رأسه..
و احساسها بكل كلمة دارت بينها وبين نفسها حين جلست في هذا المكان...

أعجبنتني جدا هذه التعبيرات..

تؤمن أنه من أخطائنا أن نربط بأذهاننا الأماكن بالأحداث خاصة السيء منها ...فالمكان بريء من جنايا البشر فدائماً ما سخرت ممن يكرهون مكان فارقوا فيه حبيباً أو فقدوا فيه عزيزاً وتطبيقاً لما تؤمن قررت الدخول...فدلفته...

فعلا..هنا الكثير من الناس يربطون المكان بموقف او حادثة معينة..
اعرف اناسا يرفضون المرور من مكان معين لانه يذكرهم بذكرى سيئة...
جميل منك ان تذكري الامر باسلوب مميز بقليل من الكلمات..



واليوم أنت هناك وحدك ،وأنا هنا أراقبك على مقربة بعيدة..فمن أبعدني...طأطيء رأسك يا هذا ...أكثر ..طأطئها أكثر..فهي تستحق ألا ترى إلا محل الأقدام.


تعبير عبقري لا محالة....
فكيف يكون الانسان قريبا وبعيدا في آن واحد..عبرت عنها بمنتهى البراعة..
و اسلوبك في كتابة حديثها الداخلى رائع رائع..
و وصفك لرأسه بانها لا تستحق الا ان ترى محل الاقدام..حقا معبر..

اتبكي دون دموع؟...
رائع فالدموع راحة لا تستحقها...
وعلام تستجدي دموعك يا ترى؟...

حقا...الدموع راحة لا يستحقا الكثيرون.... اسلوب قصير يحمل معاني كبيرة..
احييك عليه بشدة..


طأطيء أكثر برأسك ...طأطئها بمقدار ما بذلته لأجلها وأجل رفعتها ورفعة هامتها.ابك يا هذا ..ابك بمقدار ما أضحكتك رغم كل أوجاعي وهمومي...ابك بمقدار ما واريت عنك أحزاني...ابك بمقدار ما استحلت أناتي بابتسامتي وأهديتها إليك لأبعث في نفسك أملاً أفتقده ،وأدب في قلبك حماساً لا أجده."

هذه الفقرة رائعة حقا..تعبر عن مدى كرهها له..وحقدها عليه..
فعلى قدر ما احبته..على قدر ما كرهته..
على قدر ما اعطته..على قدر ما تمنت ان يتألم..


اما عن النهاية..فهي حقا مثيرة...حقا رائعة...
تلخص في لحظات مصير هذا الحب..
لقد رفض حتى بعد انتهاء ما كان بينهما..ان تكون موجودة بهذا المكان ويذهب دون ان يدفع
ثمن ما طلبته...!!
نهاية رمزية عبقرية...
أبدعت حقا يا رحاب...مبدعة كالعادة..
قصة اكثر ما يميزها الاحساس الراقي..
حقا قصة تفيض بالاحاسيس...
الى الامام داااااااائما يا رحاب....:) flower1

يكفيني ردك يا رائعتي....
دموعك مرة واحدة؟!!!!!!!!!
وايه الرد التفصيلي الهايل ده يا سارة؟
وبتقولي إني أنا اللي بشجعك؟
وانت كدة بتعملي فيا ايه؟
إنتقائك للفقرات دي بالذات أسعدني جداً يا سارة فعلاً...لإنها بصراحة أكتر الفقرات اللي طلعت من جوايا بجد..
أنا سعيدة جداً بإحساسسك بالقصة،وسعيدة أكتر بفهمك ليها وردك الرائع ده ..وتفصيلك هعتبره نقد وتحليل يشرفني ويضيف للقصة المعاني الجميلة اللي انت وضحتيها...أنا لو حاولت أوضح مش هوضحها زيك كدة.
بس بصراحة النقطة الوحيدة اللي متهيألي ما وصلتش إنه هو اللي دفع الحساب مع إنها كانت فاكرة طول الوقت إنه مش شايفها ..إنه ضعيف ومهزوم ومش قادر يواجهها فهرب واختار إنه يبص للأرض طول الوقت ولا إن عنيه تيجي ف عنيها فافتكرت إنه أصلاً مشفهاش..وكنوع من أنواع الإعتذار أو محاولة سخيفة منه للوصل أو لأي سبب تاني دفع الحساب.,بس خلاص
السكون للامعقول قدر لا نفقه تفسيره.
المصرية
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 412
اشترك في: 09 ديسمبر 2008, 2:33 pm
Real Name: رانيا حسن
verification: ID verified and trusted writer

Re: لقاء عابر

مشاركة بواسطة المصرية »

flower1 flower1 flower1 [جميلةيا رحاب قوى قوى يار حاب رومانسية مفتقدة
صورة
صورة العضو الرمزية
شيماء قبيصى
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 191
اشترك في: 01 يناير 2009, 3:51 pm
Favorite Quote: ياترى اللى بيعيش الزمن احنا....ولا الزمن هو اللى بيعشنا

Re: لقاء عابر

مشاركة بواسطة شيماء قبيصى »

great1 great1 great1 great1
لا اعرف اى من سطورك اثنى عليها حتى لا اظلم الاخرى
فقد سلمتنى سطورك لبضها البعض فى تسلسل وانسياب
وانت اثبتى ان الكاتب الجيد لا يحتاج الى احداث غريبه او قضيه شائكه او عبارات غير مسبوقه ولكنه يحتاج لهذا الاحساس ورؤيته الخاصه ومنطقه العميق
ولكن لا استطيع الا التفت لتلك العباره الماكره:الأستاذ اللي كان لواحده هنا دفع!!!

clap1 clap1 clap1
حملتى فى طياتها معانى كثيره افصخت عن بعضها بطلتك ولم تفصح عن اخرى
اراكى تحولين كتابتك من هوايه لاحتراف....للامام دائما يا صديقتى
رحاب صفا
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 265
اشترك في: 29 مارس 2009, 2:30 pm
Favorite Quote: إذا أردت شيئاً بشدة فتتبعه
اتصال:

Re: لقاء عابر

مشاركة بواسطة رحاب صفا »

شيماء قبيصى كتب:great1 great1 great1 great1
لا اعرف اى من سطورك اثنى عليها حتى لا اظلم الاخرى
فقد سلمتنى سطورك لبضها البعض فى تسلسل وانسياب
وانت اثبتى ان الكاتب الجيد لا يحتاج الى احداث غريبه او قضيه شائكه او عبارات غير مسبوقه ولكنه يحتاج لهذا الاحساس ورؤيته الخاصه ومنطقه العميق
ولكن لا استطيع الا التفت لتلك العباره الماكره:الأستاذ اللي كان لواحده هنا دفع!!!

clap1 clap1 clap1
حملتى فى طياتها معانى كثيره افصخت عن بعضها بطلتك ولم تفصح عن اخرى
اراكى تحولين كتابتك من هوايه لاحتراف....للامام دائما يا صديقتى


عزيزتي وصديقتي:) :) :)
أنا من لا يجد ثناءاً يستحقه ثنائك على ما كتبت....ولكني أفخر بقرائتك لما قصدت ومالا أقصد من النهاية...فإن تتفهمي ما لم أعبر عنه بعدها وقدمت عنه قبلها هو في حد ذاته حساً حرفياً أحمدك عليه وسأعتبره عمقاً منك.
كلماتك تفوق قدراتي ولكنها أسعدتني وأخجلتني كثيراً،ولك أن تعلمي أن كلمات تشجيعك الدائمة تبث في الرغبة على المزيد دوماً..فلك إمتناني وكل شكري وتقديري لك يا صديقتي الأديبة الرائعة.flower1 flower1 flower1 flower1
السكون للامعقول قدر لا نفقه تفسيره.
صورة العضو الرمزية
محمد محمود
مشرف قسم الأشعار
مشاركات: 1070
اشترك في: 06 نوفمبر 2008, 4:40 pm
Real Name: محمد محمود حسن
Favorite Quote: إلهــــي لا تعذبني فإني
مقر ٌ بالذي قد كان مني
verification: ID verified and trusted writer
مكان: الإسكندرية
اتصال:

Re: لقاء عابر

مشاركة بواسطة محمد محمود »

زميلتي الكريمة رحاب
أعطر تحية على هذا العمل الرائع الذي مزج بين هذا الكم الرائع من الرومانسية وسلاسة الأسلوب وعمق الفكرة وحسن اختيار الكلمات لينبيء عن أديبة لها مستقبل باهر بإذن الله
أدام الله عليك الإبداع
happy11 happy11 happy11
تواضع تكن كالبدر لاح لناظر ٍ على صفحات الماء وهو رفيع ُ
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه إلى طبقات الجو وهو وضيـــع ُ

صورة


صفحتي الشخصية
رحاب صفا
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 265
اشترك في: 29 مارس 2009, 2:30 pm
Favorite Quote: إذا أردت شيئاً بشدة فتتبعه
اتصال:

Re: لقاء عابر

مشاركة بواسطة رحاب صفا »

محمد محمود كتب:زميلتي الكريمة رحاب
أعطر تحية على هذا العمل الرائع الذي مزج بين هذا الكم الرائع من الرومانسية وسلاسة الأسلوب وعمق الفكرة وحسن اختيار الكلمات لينبيء عن أديبة لها مستقبل باهر بإذن الله
أدام الله عليك الإبداع
happy11 happy11 happy11

زميلي المتابع الرائع

كلماتك المشجعة تبث في طاقة أثابك الله عليها وردها عليك بالخير.
فقد سرت والله في جسدي قشعريرة سعادة بتعليقك وردك الرقيق.
جزاك الله عني خيراً يا قارئي المميز وشاعري الموهوب.
السكون للامعقول قدر لا نفقه تفسيره.
أضف رد جديد

العودة إلى ”قصص فصحى“