صور جامدة
(1)
شيخ يدهس في ظلامٍ
يبكي جرحه والألم
يبكي موتة الأحلام
يبكي غربة القلم
من هنا مر الكرام
دون خوف أو وجم
من هنا وجدوا التاريخ
من هنا صنعوا الحضارة
من عدم
يدهشه كيف الغريب
يدهس علينا بالقدم
يشغله ..ما المصير ؟
يحيا بقلب محتدم
أمةٌ فقدت مناها
وانطفأت فيها الهمم
ساغها طعم الخنوع
وانهدرت فيها القيم
استشرت فيها الرذيلة
وجهها خراب الذمم
أمعن النظرة الحزينة
لألف مرة ينصدم
أجهش كما الأسير
بكي
بكاء من ظُلم
(2)
طفلُيحبو في براح
أدهشه نور الصباح
راح يضحك مفعماً
دون لهو أو تداعب
أو مزاح
(3)
أمُنهضت ثائرة
تحمل الفأس الصغير
ترتجي
لقمة العيش الشريفة
أرض الطماطم .. حقل الذرة
تضرب الأرض الحنونة
تنبت الأرض الأماني المثمرة
..........................
..........................
وهنالك حلقت في فضاء
الحقل الخضير
زامت في العلا طائرة
(( ألقت الكنز أكيداً ))
حملتهُالأم سعيدة
تتقافز فرحاً تطير
يحملها جناح السعد المستطير
أعطته لشيخ ضرير
سلمه لطفل صغير
طرق الطفل الحديدة
فأنفجر المكان في الزمان
دوي دوي القنبلة
أفنت الحي الرحيب
مزقت وصل العائلة
(4)
طفلٌ يحبو في دُجى
يبحث عن وجه أمه
بين الركام .. تحت الثري
يلقي بضحكةٍ ساخرة
ضحكة الطفل أمل ٌ يلتمس الأمان
يخترق الزمان
يطفو فوق المدى
قد يجدها هامدة
دامية بين الدمى
مزقتها القنبلة
(5)
طفلٌ مقصده نبيل
أن يمس سقف النهار
أن يصل ثمر النخيل
راح يصرخ
أين أمي ..؟
أين عائلتي وأهلي ..؟
فجأة توقف
راح يسعىنحو زهرة
يتراقص لها طيب الربيع
مد أصابعه يلتقطها ببراءة
ذوبت صمت الثلوج و الصقيع
مد قبضته الرقيقة كالفراشة
هبطت فراشةٌ قبلتها
صرخت رصاصةٌ غادرة
عينٌ شيطانٍ خئونة وجهتها
لعبةُ الغدر الحقيرة لعبةٌ قد أتقنتها
طاشت بالكفِ الرقيقة مزقتها
(6)
طفل يرسم من خيال
وجه أم عابث وجه أمة
قد عفا القلم الجمال
علي الورق سكب همومه
ألقي ببؤسه
كشطات من محال
وخطوط مبهمة
في سماء غائمة
.....................
.....................
في تمامه
بدا الرسم توضح
وجه عربيد ترنح
في دماء الأمة يسبح
من دم الشعب الذليل
يحتسي نخب الأمان
والسوط ينحت الأسى
ينسج بأوعية القلوب
ذلاً تكبل بالأحزان
(7)
فرسٌ خاسرة الرهان
فأرٌ يقرض في ديوان
لصٌ يركض في ميدان
عاصفةٌ هوجاء من دخان
.........................
........................
سيفٌ ينحر في رقاب
فارسٌ رأسه في تراب
وطنٌ يشعر الإغتراب
ألفُ وجهٍ للخراب
(8)
صورٌ جامدةٌ في صدر جريدة
شيطانٌ يضحك
وامرأةٌ ثكلي
حطامُ مباني
ودماءُ الموتى
دموعٌ منهارة
وسنابلُ موءودة
وزنبقةٌ تتفتح
كحُلمٍ يتسرب
من عبث الأماني الشريدة
** ** ** بقلم أحمد فتحي النجار