مصر الماضي والحاضر والمسقبل ************************
تغنى الشعراء بسحرها ، وتغزل بعراقة تاريخها المؤرخون ، وظلت على مدار سبعين قرنا ً من الزمان رابضة كالأسد في عرينه تأبى إلا أن تكون عزيزة شامخة تسقي كل من يروم بها شرا ً كأس المذلة والانكسار ، وتحتضن شعوب أمتها وإن أساءوا إليها . فمنذ فجر التاريخ كانت مصر وستظل منبرا ً يهدي للحق ، ونبراسا ً ينبع بالخير والأمن لكل من لاذ بها ، فهي باب الأمان الموصد في وجه العدوان ، ومقبرة كل غاز ٍ معتد ٍ تأخذه عنجهيته وتسول له نفسه الخبيثة أن يمس كرامتها أو ينال من أمن أمتها الإسلامية . والتاريخ بصفحاته المضيئة خير شاهد ٍ على مجد مصر وبطولاتها على مر العصور ، فمن غيرها قهر التتار بجبروتهم ، ومن دحر الصليبيين بمؤامراتهم ومخططاتهم للنيل من أمتنا ، ومن حطم أسطورة ظن العالم أنها لا تقهر فسحقها جند مصر بقوة إيمانهم وعزمهم الذي لا يفل . وعلى الصعيد الروحي فستظل مصر الأزهر والمساجد والكنائس مثلا رائعا ً للوحدة بين أبنائها ونموذجا ً يحتذى به مهما حاول المغرضون أن يهزوا وحدتها ، مصر التي انطلق منها التسامح والمحبة ، مصر المذكورة في القرآن يخلد ذكرها ليوم الدين ، جندها كما أوصى بهم الرسول الذي لا ينطق عن الهوي خير أجناد الأرض ، فكانت من يومها وستبقى منبرا ً يدعو للفضيلة والتسامح ويحمي شرائع الله التي أنزلها على رسله . ويظن الواهمون أن عصر الريادة لمصر قد أوشك على الأفول ، وأن بساط القيادة قد سُحب من تحت قدميها ، لكنهم جهلاء بتاريخ الأمم والحضارات فما من أمة أو حضارة إلا ولها انتصارات وانكسارات عبر الزمن يرتفع شأنها تارة وينخفض أخرى و قليل من الأمم التي تبقى دون أن تغيب شمسها ، ومصر على رأس هذه الأمم لما لديها من أسس الحضارة ومقوماتها . وإذا سرنا وراء هؤلاء الواهمين فإننا لا نرى سوى النصف الفارغ من الكوب فشمس مصر وإن اعترتها بعض الغيوم لكنها لم تقو على إظلام طريقها ، ولم لا ولدى مصر من النماذج المشرفة في كل مجال من يرفع رايتها بين الدول . فمصر غنية بأبنائها ، لديها أسس الحضارة ومقوماتها ، لديها التراث ولديها العلم ، لديها التاريخ والمستقبل المشرق ، لديها من المخلصين من يستطيع أن يزيل الغبار عن قواعد مجدها ليعيد بناء الصرح . فمعين مصر الطيب لا ينضب ، لكن نفوس بعض أبنائها قد شابها العوار فأعمل الله سنته في خلقه وابتلاهم بالوهن ليطهرهم حتي يفيقوا من سباتهم ويعودوا لدورهم القيادي الذي لن تتخلى عنه مصر ولا شعبها الذي عاش على تاريخه وتغذي من سيرة سلفه ، وبات يحلم ببناء مجد ٍ جديد . ولا سبيل لإعادة المجد إلا بإصلاح حجر الأساس و هي الأسرة التي هي في المجتمع بمثابة البذرة التي يصلح بصلاحها ويبور بفسادها . فالمرد المرد إلى الله ودينه ،والعمل العمل ، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ً ، وإن وعده الحق " لإن شكرتم لأزيدنكم و لإن كفرتم إن عذابي لشديد ". أعاد الله لمصر مجدها بإيمان أبنائها وجعلها أمنا ً أمانا ً وسائر بلاد المسلمين .
تواضع تكن كالبدر لاح لناظر ٍ على صفحات الماء وهو رفيع ُ
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه إلى طبقات الجو وهو وضيـــع ُ
الزميل العزيز و المبدع دوما الأستاذ محمد محمود .... كدأبك و كما عودتنا كتبت فأبلغت ... كتبت عن مصر مقالا بلغة الشعراء ...تغنيت بمحبوبتك و غرت عليها غيرة العشاق .. و أسهبت في فضلها وان كان هذا لايفي بحقها ولو كتب شعراء الأرض فيها .. و وضعت يدك علي العلة فشخصت الداء العضال و وصفت الدواء باصلاح لبنة المجتمع وهو الأسرة فصلاح الفرد يؤدي حتما الي صلاح المجتمع ككل .. لا نضب معين كلماتك ولا فض فوك ... وو فقك الله الي المزيد من الابداع.
السيد فهيم
السيد فهيم كتب:الزميل العزيز و المبدع دوما الأستاذ محمد محمود .... كدأبك و كما عودتنا كتبت فأبلغت ... كتبت عن مصر مقالا بلغة الشعراء ...تغنيت بمحبوبتك و غرت عليها غيرة العشاق .. و أسهبت في فضلها وان كان هذا لايفي بحقها ولو كتب شعراء الأرض فيها .. و وضعت يدك علي العلة فشخصت الداء العضال و وصفت الدواء باصلاح لبنة المجتمع وهو الأسرة فصلاح الفرد يؤدي حتما الي صلاح المجتمع ككل .. لا نضب معين كلماتك ولا فض فوك ... وو فقك الله الي المزيد من الابداع.
السيد فهيم
أخي الغالي د / سيد
أشكرك على كلماتك وبالفعل مهما كتبنا عن بلدنا الغالي فلن نوفيه جزء بسيط من حقه وفضله
وكلما كتبت عن مصر أشعر بعجز قلمي أن يخرج ما بداخلي فمهما كتب القلم فلن يخرج سوى بالقليل مما بداخلي لبلدي الحبيب التي لا أحتمل البعد عن ربوعها أبدا ً
أشكرك مرة أخرى على كلماتك
تواضع تكن كالبدر لاح لناظر ٍ على صفحات الماء وهو رفيع ُ
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه إلى طبقات الجو وهو وضيـــع ُ
كلمات رائعة ... ربما يكون أنسب عنوان لها هو : في حب مصر
الثراء اللغوي البديع أمر قد اعتدناه منك ... و الثقافة الدينية الحاضرة دائما في وجدانك - ماشاء الله - أمر في منتهى الروعة حقا ..فأنت يا أخي العزيز دائم التذكرة لنا و حتى في توقيعك الذي أشكرك عليه حقا ..جزاك الله خيرا
مقالك ... تغلب عليه روح الشاعر مرهف الحس ... الذي يستطيع بقلمه و احساسه احياء المشاعر و اطلاق الحماس الكامن في نفوس قد طال سباتها ... و الجميل بل البديع هو ذكر العلاج لحال لم نعتده لمصرنا الحبيبة على مر العصور ...
إبداع طبيعي من شاعر موهوب متمكن من أدواته و لغته السليمة القوية الثرية ..ماشاء الله
بالتأكيد في انتظار المزيد من مقالاتك المنوعة إن شاء الله ... بالتوفيق دائما
Ghadat2009 كتب:كلمات رائعة ... ربما يكون أنسب عنوان لها هو : في حب مصر
الثراء اللغوي البديع أمر قد اعتدناه منك ... و الثقافة الدينية الحاضرة دائما في وجدانك - ماشاء الله - أمر في منتهى الروعة حقا ..فأنت يا أخي العزيز دائم التذكرة لنا و حتى في توقيعك الذي أشكرك عليه حقا ..جزاك الله خيرا
مقالك ... تغلب عليه روح الشاعر مرهف الحس ... الذي يستطيع بقلمه و احساسه احياء المشاعر و اطلاق الحماس الكامن في نفوس قد طال سباتها ... و الجميل بل البديع هو ذكر العلاج لحال لم نعتده لمصرنا الحبيبة على مر العصور ...
إبداع طبيعي من شاعر موهوب متمكن من أدواته و لغته السليمة القوية الثرية ..ماشاء الله
بالتأكيد في انتظار المزيد من مقالاتك المنوعة إن شاء الله ... بالتوفيق دائما
أشكرك يا أختى الفاضلة على كلماتك المشجعة و جزاك الله كل خير على ردك وإن شاء الله نسعد دائما بكتاباتك أنت أيضا ً بارك الله فيك
تواضع تكن كالبدر لاح لناظر ٍ على صفحات الماء وهو رفيع ُ
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه إلى طبقات الجو وهو وضيـــع ُ
ليس من الغريب ابدا على شاعر مبدع ان يتناول مثل هذا الموضوع من وجهة نظر شاعر رقيق .... ويستخدم مثل تلك الالفاظ الجذلة والجمل الفخمة ...... ومن الجميل جدا ( من وجهة نظرى ) ان الشاعر دائما ما تغلب عليه الشاعرية فى الكتابة.... حتى وان كتب مقالا .... وان تناول موضوعا جادا .... وهذه مميزه قد خسرها من لا يكتبون الشعر .