الانسان...حالـة
حالة فرح...أو حالة حزن
حالة سكون ...أو حالة جنون
حالة هدوء...ولحظة سكون
وفى كل حالات الانسان...يبقى معه قلمه ...رفيقا وصديقا
وهذا مافعلته...لم أيأس...فمن يملك القلم... لايمكن ان يشعر يوما باليأس
بحت للقلم بأحزانى...فزرف مداده دمعا يشاركنى أحزانى...وواسانى...
وهذا هو ماستقرأون...
.......
قالو لى اقفز وامرح واملأ الدنيا سرورا....
ففى يوم مثل هذا جئت الى هذه الدنيا...
قالو لى تبسم فأنت اليوم.......أمير
ترددت الكلمة فى رأسى ... ابتسم عقلى فى سخرية...أمير!...أى أمير؟! أمير وحيد... حتى فى يوم ذكرى ميلاده بقى وحيدا بدون أحباء... بدون أصدقاء... بدون أحدا يحبه ويعطيه ثوانى من تفكيره... لم يؤلمنى ذلك يوما مثل الآن... لازلت أبحث عن تلك المعانى صعبة الوجود...
الصداقة والصدق....أين هما فى عالمى؟
الاخلاص والوفاء...تبخرا من قلوب من حولى!
الحــــب...آآآه....كفى....كفاك أحلاما ياقلب!
حقاً إننى أمير كما يقولون...
لكن ...أمير حائر!!
دائما كان يبدو لى ذلك السحاب الأزرق جميلا...لكنه لم يبدو كذلك هذا اليوم...
لم أستطع أن أنظر أكثر...اغلقت عيناى...رأيت الظلام ...كان أفضل مايمكن أن ينظر اليه فى تلك اللحظات...
لم يستمر الظلام كثيرا...بدأت أرى أشباحا بيضاء تحتل ظلام عيناى...لم أعرف ماهذه الأشباح...
جاهدت لأتعرف تلك الأشباح البيضاء التى بدأت تخترق الظلام....
رأيت فى تلك الأشباح وجوها...وجوها كثيرة....
لم اتعرف تلك الوجوه فى بادئ الأمر... .ولكنى بعد قليل بدأت أتعرف فى تلك الوجوه أصدقائى...
بدو بعيدون عنى ...كما هم فى الحقيقة....أردت ان أقترب..أن ألمس أحدا منهم...لكنى انتبهت انهم بعيدون...بعيدون جداً
لم استطع ان أقترب منهم حتى فى خيالى...
استيقظت من خيالاتى على صوت عائلتى ... وهم يجهزون للأحتفال...
تسائلت لماذا يحتفلون!... بدا لى وكأنه احتفال للحزن...حـزن!
بدت لى الكلمة مالوفة...
منذ مدة طويلة وانا أسمع هذه الكلمة تتردد فى مسامعى...تسبح فى خلايا عقلى...تمتزج بدمائى
كأنى ولدت بهذا الحزن...
وحان لهذا الحزن أن يتكرر ...فى يوم ميلادى....
ولدت بحزنى واحتفل به...
ألم اقل انه احتفال للحزن!
سمعت الأصوات تنادى باسمى...اقربائى جاءوا بضحكاتهم يهنئونى ...اخذونى الى تلك المائدة...
كانت المائدة ممتلئة...نظرت بشرود... كان أول مالفت نظرى تلك السكين اللامعة بجوار كعكة عيد الميلاد... أطلت النظر فى نصلها...بدا جذابا الى عينى ببريقه...كان بريق النصل يحمل شعورا غريبا بالراحة لنفسى...فى هذه اللحظات...
فجأة أغلقت الأنوار...كدت أصرخ لأجعلهم يفتحوه لكى أرى النصل يلمع...لكنى وجدتهم يضيئون الشموع...رأيت نصل السكين يلمع بلون النار...كان شكله أكثر بريقا...
تصاعدت أصواتهم وهم يغنون ... لم اكن أغنى معهم...كانت يدى تشق طريقها نحو النصل اللامع فى بطء...
وصلت اليه...أخذت اتحسس النصل بأناملى...كان حادا للغاية...أخذت أمر بأصابعى على النصل الحاد...
لم اكن أدرى بما أفعل...كنت منعزلا عن الدنيا...أنا وذلك النصل فقط...صعدت فكرة مجنونة إلى رأسى...أمسكت بقاعدة السكين فى قوة...
فجأة سكت الجميع ورأيتهم ينظرون الى...منتظرين أن أطفئ الشموع...نظرت اليهم...ثم الى الشموع المحترقة... أمسكت بالسكين بقوة أكبر...رفعته عاليا و.....
وعم الظلام المكان...
الظلام التام.
.........