الفاتح 13
مضى السلطان ينظم الامر في قسطنطينية ويتابع وضع القوانين حتى يطمئن الى استقرار الامور وقد بدا ان السلطان يعيش اسعد ايامه وان كان شوقه الىمن تركهم خلفه يزداد وبينما هو على هذه الحال من الحنين اذا بالسماء تعد له مايبرد نار فؤاده ،واذا بانباء تأتيه ان السلطانه وولده وامه في الطريق اليه فيرتجف قلبه بين ضلوعه فرحا حتى اذا ما التقاهم شعر انه ملك الدنيا ومن فيها وكانت المرة الاولى التى يرى فيها وليده فاحتواه بين ذراعيه وتلمس بعينه تفصيل وجهه الدقيقة وخيل اليه انه يرى وجه والده الراحل فى الوليد الصغير فتذكر ذلك القلب الذي طالما اعطى واعطى ولم ينتظر منه رد وتسائل في نفسه اترا ه راضيا عنه ..اتراه سار على الدرب الذي اراد... اتراه لم يقصر، وهمس لنفسه يهدأشجونها :
-"حسبك يا محمد انك تجتهد وعسى الله ان يؤيدك ."
اما زوجته الجميلة فقد التقته بشوق الدنيا وقد ارهقتها ليالى الفراق التى كانت لاتمر :
-"اوحشتنى ياسلطانى وكأن الزمن توقف بى لحظة ان فارقتنى ."
"والله انك لم تفارقيننى لحظة كانى احملك تحت جلدى وبين ضلوعى انفاسا لا تتركنى الاجثة هامدة "
"اكلمك عن الشوق وتكلمنى عن الموت ،الاتترفق بى يامحمد!"
"اعذرينى ياجميلتى لعل سنوات القتال االطويلة انستنى فن الحديث مع النساء" ضحكت في دلال :
اذن فلاذكرك بها من جديد ."
اما السلطانة الام والتى ارهقها طول السفر فقد ضمت ولدها الى صدرها كانها تريد ان تخبئه فى صدرها وقد اقلقها ماوصل اليه وهي تعلم جيدا انهم لن يتروكه ليقضى على ممالكهم واستشعرت ريح الغدر تعوي خارج حدود قسطنطينية ورفعت عينيها الى السماء تسألها النجاة لولدها .
في قصر قيصر روما كانوا هناك وكان اسمه يتردد بينهم :
"يجب ان نقضى عليه انه لن يتوقف ابدا عند قسطنطينية ومن يدري ربما وجناه هنا بعد سنوات قليلة .ان هذا الرجل لاحدود لطوحه "
" كيف لم نستطع الوصول اليه الى الان انه يسير بلا حراس في الطرقات بين الناس انه هدف سهل "
"وكان هذا الرجل ساح اوكانما الموت يخشاه فكلمادبرنا المكيدة تلو الاخلرى ورغم ذلك تكتب له النجاة "
"ربما يجب ان نحم مكرنا هذه المرة فننفذ الىيه في عقر داره "
وهكذا مضى بهم الحال يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين اما محمد فقد بات يرنو الى المزيد ويجهز جيشه دون ان يفصح عن وجهته .
وتحركت جيوش السلطان تحمل نور الله الى المزيد من بلاد الدنيا فدخل الاسلام الى المورة وتمر الايام من عمر الرجل الذي ابى الاان يصدق الله فيما عاهده تخط السنوات على وجهه برفق اثرها ولاتنتقص من عزمه ولا ارادته .وقد هادن السلطان قائدالصرب برونكوفيتش وكان الاخير يدفع الجزية الا ان دعا بابا روما الى حلف صليبى ودعا له برونكوفيتش .
فى قصر ملك الصرب الذى كان قد اجتمع برجاله :
"ارى ان ننضم الى الحلف الصليبى انه قوة لايستهان بها في وجه السلطان العثمانى "
"اسمح لى مولاى الملك اننا على عهد مع السلطان العثمانى فلماذا الغدر وندفع بانفسنا الى اتون الحرب "
"اوتظن انه سيظل ملتزما بالعهد انه فقط يكسب وقتا حتى ينتهى من تنظيم اموره في قسطنطينية ثم يأتى الدور علينا "
لكننا لم نعهد منه الغدر "
"واذا اراد ان يخلعنى ويأتى بأخر مسلم عثمانى مثله !،لا لن انتظر ."
علمت عيون السلطان بما كان من امر ملك الصرب خاصة وان الاخير اخذ يتلكأ في دفع الجزية .وقرر السلطان ان لا ينتظر حتى تأآتيه الجيوش الى قسطنطينية ورأى ان الهجوم خير وسيلة للدفاع وخرج اليهمفي جيش جرار وتحقق له نصر من الله ورأى السلطان ان يكمل فتح البلقان حتى وصل الى حدود المجر ولكنها لم تكن بمعركة سهلة ولذلك حكاية .
الفاتخ 13
المشرف: الأمير الحائر
- الزهراء
- مشرفة قسم النقد الفنى و المقالات
- مشاركات: 473
- اشترك في: 03 إبريل 2009, 11:28 pm
- Real Name: سليمة مشري
- Favorite Quote: الشكوى انحناء و أنا نبض عروقي الكبرياء ...
فالشكوى لغير الله مذلة - verification: ID verified and trusted writer
- مكان: بلد الأحرار
Re: الفاتخ 13
جميل جدا هذا الجزء يا رانيا ، لغتك قوية و أسلوبك جميل و مميز و تعابيرك في غاية القوة .
و إلى المزيد من الأجزاء الجميلة و المليئة بالمفاجات
و إلى المزيد من الأجزاء الجميلة و المليئة بالمفاجات
جوا العين و ساكنة القلب
نحبك يا بلادي
......................
-
- أكاديمى نشيط
- مشاركات: 412
- اشترك في: 09 ديسمبر 2008, 2:33 pm
- Real Name: رانيا حسن
- verification: ID verified and trusted writer
Re: الفاتخ 13
شكرا زهراء دايما ترفعى معنوياتى .
- Ghadat2009
- مشرفة قسم الكتابة
- مشاركات: 1481
- اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
- Real Name: غادة يسري
- Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
- verification: ID verified and trusted writer
- مكان: مصر الجميلة
Re: الفاتخ 13
هذا الجزء رائع جدا ممتازة يا رانيا !
مليء بالأحداث و المواقف و المشاعر و الأماكن ...جزء ثري و مشبع ..ماشاء الله
أعجبني جدا وصفك للّقاء مع الزوجة و مدى تأثر السلطان ببقائه بعيدا عن مملكته و ضمه للوليد بكل هذا الحنو ...كما أعجبني وصفك للقائه بأمه ....مبدعة يا صديقتي
أما كلماتك ..فهي بليغة و منتقاة بكل عناية لتتناسب مع أجواء هذه الرواية المميزة
فقط أتساءل :لاسلام الى المورة : هل البلد اسمها مورة أم هناك خطأ كيبوردي ؟
في السطور الأخيرة ذكرتِ أحد أساليب الدفاع الشهيرة ..بيد أن هنالك خطأ بسيط :
عبارتك : ورأى ان الهجوم خير وسيلة للهجوم
الصحيح : ورأى ان الهجوم خير وسيلة للدفاع
أطيب تمنياتي بالتوفيق و النجاح بإذن الله
مليء بالأحداث و المواقف و المشاعر و الأماكن ...جزء ثري و مشبع ..ماشاء الله
أعجبني جدا وصفك للّقاء مع الزوجة و مدى تأثر السلطان ببقائه بعيدا عن مملكته و ضمه للوليد بكل هذا الحنو ...كما أعجبني وصفك للقائه بأمه ....مبدعة يا صديقتي
أما كلماتك ..فهي بليغة و منتقاة بكل عناية لتتناسب مع أجواء هذه الرواية المميزة
فقط أتساءل :لاسلام الى المورة : هل البلد اسمها مورة أم هناك خطأ كيبوردي ؟
في السطور الأخيرة ذكرتِ أحد أساليب الدفاع الشهيرة ..بيد أن هنالك خطأ بسيط :
عبارتك : ورأى ان الهجوم خير وسيلة للهجوم
الصحيح : ورأى ان الهجوم خير وسيلة للدفاع
أطيب تمنياتي بالتوفيق و النجاح بإذن الله
-
- أكاديمى نشيط
- مشاركات: 412
- اشترك في: 09 ديسمبر 2008, 2:33 pm
- Real Name: رانيا حسن
- verification: ID verified and trusted writer
Re: الفاتخ 13
البلد فعلا اسمها المورة .وانا اسفة عل الخطأفي الجملة هصلحه ان شاء الله .