الدائرة التي اكتملت بين يدي والعصافير

المشرفون: Ghadat2009،نبضة...

أضف رد جديد
مصطفى السيد سمير
أكاديمى جديد
أكاديمى جديد
مشاركات: 5
اشترك في: 05 فبراير 2009, 12:06 am
مكان: قنا
اتصال:

الدائرة التي اكتملت بين يدي والعصافير

مشاركة بواسطة مصطفى السيد سمير »

رئتاي تعشقان الخريف الدافئ



..
الأتوبيس أسوأ الأماكن للقراءة



..
التوت أجمل



فاكهة في الدنيا



..
كان علي أن أشكرك لأنك أضفت الكثير إلى خبرات كان من الممكن أن أستغرق سنين في اكتشافها .. ولكنك لم تأتي منذ آخر مرة..


...................................

أنا لم أكن أقصد .. تعبت من ترديد هذه العبارة على نفسي لالتماس بعض العذر كلما تذكرت هذا اليوم .. حتى بدأت أشك في صدقها .. ولكنني بالفعل لم أكن أقصد.. هم الذين رتبوا الأدوار واتخذوا الأماكن .. وتركوني في النهاية لآخذ المكان الوحيد المتاح .. فكنت بجانبي .. فكان لابد من أن تتشابك أيدينا لتكتمل الدائرة المفرحة .
"
فتحي يا وردة .. غمضي يا وردة"
أنا لم أكن أقصد .. فالوردة المتخيلة كانت ملونة بضحكات عشرين طفلا من مدرسة عمر بن عبد العزيز الابتدائية المشتركة .. وكانت السماء تقترب كلما تفتحنا .. ونحن نتباعد فنشد على أيدينا خوفا من انفراط الدائرة .. تتسع مساحة الفناء وتعلو
جلبة العصافير على شجيرات التوت قرب السور .. ألمح ابتسامة في عيني أبلة فاطمة أمينة المكتبة وهي تقف بالطابق الثاني كأنها الجنية الطيبة التي تنظر من سحابة محلقة إلي عيني مباشرة فأعاود النظر إلى الأرض.. منتظرا أن تطبق أوراق وردتنا فنقترب .. تتداخل أصابعنا فتمرين بأصابعك على كفي بأكمله فأكاد أبكي.. لا أدري كيف سينتهي هذا اليوم .. هل سيمكنني بعد ذلك أن أطيل النظر في عينيك بدون سبب بينما أبادلك صباح الخير.. هل سيمكنني بعد ذلك أن أكتب اسمك في كراسات الواجب دون خوف من أن تتحول هذه الحروف في الليل مثل كائنات سندريلا إلى عصافير وقطط صغيرة وعربة حمراء تجرها الخيول .. تغرق يدي في العرق ويبدأ تنفسي في التسارع

-
اقعد يا محمد .. انت عندك برد ..
-
أنا عندي برد ؟؟؟




أصر على مواصلة اللعب . حسنا ربما كان هذا هو الخطأ الوحيد الذي أستحق اللوم بشأنه.. ندور كثيرا فيزداد ارتجاف يدي وأشعر ببرودة أصابعي.. تتبقى دقائق على الفسحة ثم نصعد إلى الفصل . الحصة القادمة في المكتبة.. انشغلت قليلا في المبررات التي سأقنع بها أبلة فاطمة لأتغيب عن الحصة.. ربما تكون نزلة الأنفلونزا مجدية في ذلك.. لا أدري كيف سأحادثها بعدما رأتني وأنا أتسلق الشجرة التي بجانب الباب لأقطف بعض التوت الذي تحبينه .. وبعدما عرفت أنني أنا من يكتب اسمك في هوامش أعداد مجلة علاء الدين وقصص المكتبة الخضراء ويكتب بجوارها " بحبك قوي "..



...................................



-
أبدا .. أصل فرامل العجلة اتقطعت .. بابا قال لي أروح بالأتوبيس
-
كويس .. عشان نبقى نيجي مع بعض ..



لم أكن لأرفض عرضا كهذا من القدر.. كان اكتشافا رائعا حين رأيتك في نفس الحي الذي أسكن فيه.. كنت مبهورا كأنني كنت أظنك أميرة من أميرات الحواديت ليس لها وجود إلا في القصر / الفصل وفي هوامش كراسات الواجب.. دوما كنت أحمل معي كتابا لأقرأه في الطريق لقطع الوقت وأتظاهر كل مرة أنها مصادفة بينما تقابلني عيناك بدهشة حقيقية أخاذة .. أتشاغل بالنظر إلى الحروف التي لا أرى أيا منها بينما تدغدغ قلبي الأسئلة كفقاقيع ملونة فأمنع نفسي من الضحك بصعوبة وأقطب حاجبي محاولا التفكير في أي شيء آخر.. لربع الساعة نظل صامتين ننظر من النافذة وأكون ممسكا بكتابي أقلب صفحاته دون أن أدرك سوى شيء واحد.. أن عينيك الآن تطيران على السطور مثلي فيصبح جسدي أكثر دفئا.. وأتمنى أن نظل صامتين هكذا إلى الأبد .. فقط ..

...................................




أنظر بعمق إلى صورتي الحديثة في كارنيه المدرسة.. بالقميص الأبيض والابتسامة التي تنتظر بشغف فلاش الكاميرا.. ربما يكون كلام أصدقائي صحيحا.. قد أكون أنا ذلك الولد الذي يحمر وجهه إذا خاطبته بنت وينظر إلى أي اتجاه غير اتجاه عينيها.. ويعود من المدرسة بقلب يدق بعنف.. ويعجز عن النوم حين يمطر سقف غرفته دفئا وأحلاما لا تطيق الانتظار حتى يغمض عينيه ..
"
بحبك "
أقولها بصوت خافت ..



...................................

أنا لم أكن أقصد.. لم أدر كيف أقولها.. كما لم أكن أعرف أنك ستغضبين هكذا حين أحتوي وجهك الدافئ بين راحتي .. فتختفي بقسوة آخر ابتسامة أراها منك.. قبل أن يذهب كل منا إلى مدرسة أخرى بعيدة .. بلا جنية طيبة أو أشجار توت أو دوائر
مفرحة ..



...........................
........




أنظر بكراهية إلى صورتي القديمة في كارنيه المدرسة.. الغلاف البلاستيكي الشفاف يمنعني من تمزيقه.. الآن عرفت لماذا يصرون على تغليف الكارنيهات بأغلفة بلاستيكية واقية.. ربما يدركون حجم الغضب الناتج من تلاقي وجهين متشابهين يكره أحدهما الآخر.. بينما يبتسم أحدهما للكاميرا بلا مبالاة.. كم كانت ابتسامتها - تلك التي أطفأتها بأصابعي يوما - جميلة ..



-
مالك يا حبيبي ؟.. الناشر بيقول إنك متضايق ومش في حالتك .. انت فيه حاجة شاغلاك ؟




أتأمل ملامح زوجتي الجامعية الجميلة.. ابنة سيدة الأعمال الشهيرة صديقة أمي.. لا أدري بم أجيبها .. ولكنها كانت قد اعتادت - من طول العشرة مع شاعر غريب الأطوار - على نوبات الصمت التي أجيب بها أحيانا على الأسئلة.. وحدها أبلة فاطمة هي التي كان يمكن أن تفهمني حين أخبرها :






-
أصله مش أوان التوت ..
صورة العضو الرمزية
الزهراء
مشرفة قسم النقد الفنى و المقالات
مشاركات: 473
اشترك في: 03 إبريل 2009, 11:28 pm
Real Name: سليمة مشري
Favorite Quote: الشكوى انحناء و أنا نبض عروقي الكبرياء ...
فالشكوى لغير الله مذلة
verification: ID verified and trusted writer
مكان: بلد الأحرار

Re: الدائرة التي اكتملت بين يدي والعصافير

مشاركة بواسطة الزهراء »

أهلا بك يا أخ مصطفى صورة

لقد أرجعتني بقصتك هذه إلى طفولتي و ذهبت معك إلى أبعد الحدود و سرحت بخيالي أيضا صورة

موضوع جميل و أسلوب رائع و نهاية أحلى و أحلى ..كم أحب مثل هذه القصص التي تعنى بشخصيات قد لا يبدو أن لها دور في القصة و لكن في النهاية يظهر عكس ذلك

حقيقي أعجبتني التعبيرات و التصويرات و الخاتمة : أبلة فاطمة هي التي كان من الممكن أن تفهمني حين أقول أصلو مش أوان التوت

أتمنى لك النوفيق و التألق الدائم صورة
جوا العين و ساكنة القلب
نحبك يا بلادي
......................
صورة
صورة العضو الرمزية
ريم
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 219
اشترك في: 07 مارس 2009, 1:43 pm
Favorite Quote: ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر

Re: الدائرة التي اكتملت بين يدي والعصافير

مشاركة بواسطة ريم »

مرحبا بك عضو جديد في أكادميتنا الجميلة صورة
صورةفكرتك جميلة وأسلوبك مميز.... وجديدة فكرة كتابة قصاصات من مذكرات وكأنها فلاش باك لنفس الكاتب
أتمنى أن نقرأ لك المزيد من الأعمال المتميزةصورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”قصص فصحى“