غرفة في الفندق

[يوبا]

غرفة في الفندق

01
تريد غرفة بالفندق ؟؟ ..
نعم .. نعم سيدي .. لقد سمعتك .. معذرة فأنا أراجع البيانات ..
للأسف .. لا توجد غرفة شاغرة .. أنت تعلم .. اليوم







الرابع عشر من فبراير .. "السان فالونتان" .. عيد الحب .. والفندق يكون مليئا عن آخره .. بالأزواج الذين يجددون طاقة الحب لديهم .. ينفضون عنها غبار الأيام ..
لا تحزن يا سيدي .. وأنت يا سيدتي .. هناك فنادق كثيرة على الشاطئ .. ليس من عادتي إقناع الزبناء بالتردد على فنادق المنافسين لكنني متعاطف معكما .. تبدوان زوجين شابين سعيدين ..
ماذا قلت سيدي ؟ .. زرتما جميع الفنادق في المنطقة صباح اليوم ولم تعثرا على غرفة .. لا أنكر أن هذا يحبطني .. أعني أنكما اخترتما فندقنا في ذيل القائمة ..
لا .. لا .. لا تعتذر يا سيدي .. الذنب ليس ذنبكما .. بل هو ذنب الدعاية السيئة .. تنقصنا الدعاية كثيرا .. هل تعلمان أن فندقنا هو الأقدم والأعرق بالمنطقة ؟؟.. قبل أن تتناسل الفنادق من حولنا كالفطر .. وتهاجمنا بخلق الشائعات والأكاذيب ..
نعم سيدتي .. تقولين إنكما زوجان حديثي العهد ؟؟.. مبارك إذن .. نحن نرحب بالأزواج الجدد ونقوم بعروض خاصة لهم .. لكن صيفا .. جئتما لقضاء شهر العسل ؟؟.. لقد أحسنتما بالزواج في عيد الحب فهذا فأل جيد ..
أعد نقودك إلى جيبك يا سيدي .. لا تحرجني أرجوك ..
في الحقيقة لا أدري ماذا أقول ..
مهلا .. لحظة .. ربما هناك غرفة ..
لا أعرف هل يجب عليّ أن لا أفعل ذلك ؟ .. لكن هذه الغرفة محجوزة في هذا اليوم بالذات .. لا ليس فيها أحد اليوم .. لكنه حجز خاص ..
أوه .. لا تحرجني سيدي أرجوك ..
حسن .. لحظة .. إليكما مفتاح الغرفة .. لكن على مسؤوليتكما ..
أوراقكما لو سمحتما ..
طلب آخر ؟؟ .. نعم .. وجبة الغداء بالغرفة .. حاضر .. لا تقلق
حسن .. مرحبا بكما في فندقنا .. أتمنى لكما إقامة طيبة .. (عاشور) .. متاع السيد والسيدة إلى الغرفة رقم 409
ماذا تنتظر أيها العجوز الأخرق ؟ .. تحرك ..
معذرة يا سيدي .. فهو يصبح أصم أحيانا .. لا أعرف ماذا ينتظرون لتحنيطه ؟ .. إنه معتوه .. أقسو عليه ؟؟ .. لا يا سيدي .. أنت لا تعرفه مثلي ..
هيا يا (عاشور) .. وحذار .. هه .. حذار أن تزعج ضيفينا العزيزين .. لقد كثرت هفواتك مؤخرا .. وتسريحك من العمل صار قريبا ..





02
أتمنى أن تكون الغرفة أعجبتكما .. والغداء ؟؟ هل راق لكما طعامنا ؟؟
لدينا أمهر طباخي البلد .. نعم .. أؤكد لك ذلك سيدتي ..
ستنزلان الشاطئ ؟؟ .. فكرة جيدة .. وقت العصر مناسب جدا للنزول إلى البحر هنا .. صدقاني .. حرارة الشمس تخف قليلا .. والشاطئ لا يكون مزدحما كما في وقت الظهيرة ..
هل تفضلان أن أحجز لكما طاولة على العشاء الليلة ؟؟ .. لدينا قائمة طعام خاصة بالمناسبة "السان فالونتان" .. تفضلان تناول الطعام بالغرفة أيضا ؟؟ .. أفهمكما .. زوجان شابان .. نعم .. سأوصي الشيف بكما خيرا .. ثقا أنها ستكون وجبة مميزة ..
طاب نهاركما سيدي وسيدتي .. أرجو أن تستمتعا بنزهة لطيفة ..

03
(عاشور) أيها الأخرق ..
أين كنت ؟؟ .. هه ؟؟ .. ألا تكف عن التجسس على النزلاء في الغرف يا هذا ؟؟ هذا لا يناسب سنك .. أعرفك جيدا أيها العجوز الخرف .. صدقني .. سيكون طردك على يدي ..
ماذا ؟؟ .. لن تكرر ذلك السخف على أسماعي مرة أخرى ؟ ..



لقد اشترينا الفندق من مالكه القديم وانتهى الأمر .. لن أدع أسطورة سخيفة عن غرفة مسكونة تفسد سمعة الفندق .. نعم لقد اشترط علينا المالك القديم حجز الغرفة 409 في عيد الحب كل سنة مثلما اشترط الإبقاء عليك معنا.. لكنه مات الآن .. لن يستطيع مقاضاتنا من المكان الذي يتعفن فيه الآن لو فتحنا الغرفة الليلة .. كما لن يستطيع فعل ذلك لو طردناك حالا .. أقسم أن أفعل لو تكلمت بحرف عن هذا الموضوع مرة أخرى ..
لولا أنهم يعتبرونك من تحف المكان وتذكاراته لقلت لعمي الذي اشترى الفندق أو لابنه المدير بأن نلقي بك خارجا منذ زمن ..

04




نعم يا سيدي .. لقد سبقتك زوجتك إلى الغرفة ..
هل طلبت العشاء ؟ .. نعم سيدي لقد فعلت .. وقالت إنك ستصل حالا .. لذلك أرسلناه إلى الغرفة مع (عاشور) ..
لا شك أن الليلة ستكون مميزة .. أرى أنك لم تقصر وأحضرت هدية عيد الحب ؟ .. هل خمنت ؟ .. ها .. تريد رأيي ؟؟ .. حسن دعني أر .. رائع سيدي .. رائع .. لقد أحسنت الإختيار .. لا بد أن زوجتك ستسعد بالهدية جدا .. تقول إنها تحب هذه الأشياء .. أغبطك على زوجتك يا سيدي .. أصيلة هي زوجتك ..
تريد أن أبعث لكما بزجاجة (شمبانيا) ؟ .. لا؟؟.. لا مشروبات روحية؟؟ .. حسن .. معذرة .. لكما ما تريدان ..
طابت سهرتك سيدي ..

05
فعلها المعتوه ..
نعم حضرة الضابط .. كما قالت لك السيدة .. المسكينة أشفق عليها .. لا شك أن ما حدث كان رهيبا بالنسبة إليها .. تجلس في حب على طاولة العشاء تنتظر زوجها على ضوء الشموع في ليلة عيد الحب .. ويدخل المسكين الغرفة غير مدرك أن القاتل المعتوه وراءه .. هرعنا فور سماع الصرخة .. الطابق كله اجتمع عند باب الغرفة .. كان عامل الفندق (عاشور) يحمل بيده الخنجر وهو ما زال يقطر .. وأمامه على الأرض جثة نزيل الغرفة مضرجة بالدماء .. لولا حضوركم بالوقت المناسب لتهور وقتل شخصا آخر .. لقد كان يمسك الخنجر مهددا وهو يخرف بكلام غير مفهوم .. يقول إنه جاء في الوقت المناسب قبل أن يقتل الزوج زوجته .. وأن الخنجر كان بيد نزيل الغرفة قبل أن يخطفه منه بمعجزة .. يقول إن النزيل كان مستحوذا وفي طريقه لتقطيع زوجته إربا .. كما حدث منذ ثلاثين عاما في هذه الغرفة .. طبعا لا تصدق كلاما كهذا يا حضرة الضابط ؟ .. غرفة مسكونة تحمل الرقم الملعون 409 و 4+9=13 .. هراء .. مصادفة ليس إلا.
الخنجر التقليدي كان هدية عيد الحب للزوجة المسكينة .. لقد أراني إياه الزوج في ردهة الفندق قبل أن يصعد إلى غرفته .. وقد اشتراه من البازار المجاور للفندق .. فزوجته تهوى التحف والمشغولات التقليدية .. المسكين ذهب ضحية عامل فندق مجنون .. نعم سيدي للأسف .. لكنها وصية صاحب الفندق الأصلي .. لقد اشترط علينا تركه يعمل هنا .. كمسمار جحا لو شئت .. والنتيجة .. يا للبشاعة .. لقد ضاعت سمعة الفندق للأبد .. لا .. تظن ذلك ؟ .. الأجانب تعجبهم مثل هذه القصص؟ .. ويتهافتون على الفنادق المسكونة؟ .. أشكرك يا حضرة الضابط .. أنت تريحني بكلامك هذا ..

[Ghadat2009]

جميلة و النهاية غير متوقعة
يبدو أن لديك أسلوب قصصي متميز ... وكأني أقرأ قصة أجنبية
الى المزيد من الكتابة و مزيد من النشاط

[يوبا]

شكرا لردك الكريم

تعودي مثل هذه النهايات مني بإذن الله

لم أفهم تماما ما تقصدينه بكما لو أنك تقرئين قصة أجنبية، لكنني أعتبر إطراء على أساس عقدة الأجنبي الموجودة عندنا والتي تنص لى أن كل ماعندهم جيد

تقبلي مودتي

[Ghadat2009]

لم أفهم تماما ما تقصدينه بكما لو أنك تقرئين قصة أجنبية،

قصدت أني تخيلت القصة تحدث في أحد الفنادق المطلة على شاطيء سياحي ... و ربما من أسلوب و ردود موظف الاستقبال و فكرة أن تكون غرفة في فندق (مسكونة) ..تخيلت أن هذه الأحداث قد دارت في بلد أجنبي .. و ليس لأننا لدينا عقدة الأجنبي الخارق ! فنحن كثيرا ما نتفوق عليهم ..و نحن أيضا أساس حضارتهم و جذور تطورهم ..أليس كذلك ؟

[dr_hope]

جميلة .. و طريقة في السرد جيدة ..

أما أنا فتوقّعت النهاية بشكل ما ..

عموما أسلوبك يبشّر بكاتبة متميّزة

تقبلي مروري

[hala]

الله الله الله .... قصة رائعة .. واسلوب العرض شيق للغاية ... لكن لى ماخذا واحدا.. ففكرة ان عامل الفندق هو الوحيدالمسموح له بالكلام قد لفتت نظرى ... ولا اجد لها مبررا فنيا فى القصة... فماذا لو ان النزيلين قد سألاه فعلا عن غرفة بالفندق ...فقد اشعرنى ذلك ان عامل الفندق هذا بيتكلم كتير ... زى حلقات الرغاية او خالتى بمبة التى كان يذيعها الراديو المصرى زمان .( ارجو الا يغضبك ذلك الكلام فهو مجرد راى لا يتعارض مع جماليات القصة )

[يوبا]

الأخت غادة

بالطبع نحن أساس حضارتهم وجذور تطورهم كما قلت، المشكلة أن ذلك بالنسبة لهم لا يساوي بصلة، ونحن نظل نتشدق بهذا بدل حرق المراحل للوصول إلى ما هم فيه من تطور والتفوق عليهم. نحن نعتمد عليهم كلية حتى أنه يقال : لو قيل لكل شيء عد إلى أصلك (أو دولتك) لوجدتنا حفاة عراة.

الصديق د.هوب

غاضب لأنك توقعت النهاية. فهذا يعني أن القصة ليست محكمة تماما
عموما الجايات أكثر وإن شاء الله توجد قصة أخدعك بها
أنا ذكر على فكرة

الصديقة هالة
الأسلوب ليس جديدا أبدا
هل قرأت قصة (بعد الثانية صباحا) لسيد الرعب العربي د.أحمد خالد توفيق؟
خالتي بمبة ههه حلوة شكرا على ردك اللطيف

[هبة خميس]

الصديق يوبا
عندي سؤال لك
ما هو اسمك الحقيقي
لان القصة نشرت في تاريخ سابق على منتدى دار ليلى
الرابط
http://www.darlila.com/forums/index.php?showtopic=7018
اذا كنت انت من نشرها فانا متاسفة على السؤال