دخلت منزلها وهى تحمل بين يديها خبر نهايتها , لا تعرف هل تبكى أم تصرخ ..كلمات الطبيب مازالت ترن فى أذنيها .." قد أنتشر الورم ولا فائده من أى تدخل جراحى "
ألقت مافى يدها من أوراق على الأرض واستلقت هى الأخرة على سريرها , تريد ان تنسى ما قالة الطبيب تتمنى لو كان كابوسا ...وسينتهى عندما تفيق من نومها ...نظرت بجانبها على صورة
حبيبها وتنهدة بحزن عميق وهى تقول "ليتنى لا أحبك ليتنى لم أراك " تذكرت فى هذه اللحظة كلماته لها وهو يقول " لم اعرف ياحبيتى لو لم تظهرى فى حياتى كيف ستكون الحياة فقد
أصبحتى بسمتى ..وأصبح قلبكى سكنى وعينكى أمانى وتعلقت روحى بروحك ..
" تساقطت دموعها وهى تقول سوف أصبح حزنك ياحبيبى لا أريد أن تسكن روحى أااه لو تعرف ما انا فيه..."
قاطعت دقات الهاتف أحزانها ...لم تعرف ماذا تفعل هل ترد أم لا فكان حبيبها يتصل للمرة العاشرة ليطمئن عليها ..أخذت الهاتف ومسحت دموعها وحاولت ان تتماسك وهى ترد عليه
قائلة "ازيك ياحبيبى .."
لم تكمل كلامها فسبقتها كلاماته " كنت سأموت يا( ملك ) من القلق لماذا لا تردى على الهاتف..
حاولت أن تخفف من قلقه وقالت برقة صوتها المعتاد ...
" لا تقلق يا ( فارس ) فأنا بخير فدائما أنا بخير بوجودك بجوارى ..."
ألتقطه فارس أنفاسة عندما اطمئن على حبيبتة وظل يتبادل الضحكات حتى نهاية المكالمة واتفق معها على المقابلة غدا...
أغلقت ( ملك ) الهاتف وهى تفكر فى لقاء غدا هل ستقدر ان تخفى عليه عندما يراه مثلما حولت ان تخفى عليه الأن وهى تتكلم معه ...شعرت ( ملك )بالتعب فتوجهت الى فراشها وهى تفكر فى عمرها الذى ذهب منه الكثير ولم يبقى فيه غير القليل دارت كل أيام عمرها أمام عينها تذكرت كل ذكرياتها الحزينة وأيامها التى عاشتها دائما فى حزننا على كل من تركوها ..تذكرت عندما ألتقت ب(فارس ) وكم تغيرت حياتها منذ لقاءه ...وكيف حكم المرض على هذا الحب بالنهاية قبل البداية ...ذهبت ( ملك ) فى النوم وهى تريد أن تهرب من هذا الألم الرهيب ...فقد كانت تتألم من اليأس وليس من المرض ...وعندما نامت ( ملك ) رأت فى منامها حلما جميلا كان السبب فى أنها نهضت من فراشها وكأنها ليست مريضة ...فقد حلمت أنها أسمها جميع الناس تردده و يحملون كتب تكتب عليها أسمها بلونا ذهبيا ...وهى تقف بعيد ترى الناس وتبتسم أبتسامة الراضى السعيد ....
ركضت ( ملك )الى مكتبها وأخرجت جميع كتاباتها التى كانت حبيسة الأداراج وقررت أن تحقق حلمها وتنشر كتاباتها التى عاشت حياتها تتمنى أن تكون كاتبة ولكن متاعب الحياة ألهتها عن الحلم نظرت ( ملك ) الى الأوراق الكثير التى كانت تخفف الآمها عنما تكتب عليها أفكارها وأحلامها وأحتضنت الأوراق وقالت بصوتا دب فيه الأمل من جديد سأبدا حتى لو قربت النهاية ...وذهبت لترتدى ملابسها وتذهب لمقابلة (فارس ) لتقول له عما قررت فعلة وعندما قابلتة نظر الية بحبا وقال ....
" ما كل هذا النشاط اليوم وجهكى تظهر علية علامات الفرح والسعادة ...."
فردت قائلة نعم يا (فارس ) فأنا سعيدة اشعر بان أملى سيتحقق فقد قررت ان أنشر كل أعمالى التى أجلتها وأضعت من الوقت الكثير لابد ان أبدء ...أريد أن احقق حلمى ...وفى وقتا قريبا جدا سأكتب أخر رواياتى ...وجئتك اليوم ومعى كل كتاباتى لتأخذها معك وتقرأه وتقولى لى ما منها يصلح للنشر ..."
سكت ( فارس ) قليلا ورد وهو متعجب قائلا ...
" ما بكى يا ( ملك ) لماذا أشعر فى كلامك بشيئا غريب ..أعلم أن حلمك أن تكونى كاتبة كبيرة وكثيرا ما أقنعتك أن تبدأى فى نشر كتاباتك الجميلة ...وكنتى دائما تأجلى هذه الخطوه
وتقولى لى أنى أدخر الأموال للمستقبل ...ما الذى غيرك وجعلكى تتعجلين هذه الخطوة ..."
ردت بصوتا مضطربا قليلا ....
" لا شىء يا ( فارس ) ولكنى أريد أن أحقق حلمى وحلمك ...ألم يكن حلمك يافارس ...
أسرع ( فارس )قائلا ..
" فكل أحلامك احلامى ياحبيبتى وسوف أسعى معكى لتحقيقة فسعادتك سعادتى يا ( ملك )ولا تقلقى سوف أبحث لكى عن كل مايلزم لنشر أول أعمال حبيبتى ....
مرت الأسابيع وأصبح الكتاب جاهزا ...وانشغلت ( ملك ) فى اعداد الكتاب ولم يبقى سوى أيام ويتم نشره ...فذهبت ( ملك ) لتعطى لدار النشر الأهداء التى سيكتب فى بداية الكتاب فقد أهدت الكتاب الى حبيب عمرها..
وكل يوما يمضى تشعر( ملك ) بنهاية عمرها وبداية كاتبة لم يعرفها أحد ...وبعد أيام جائها ( فارس ) يحمل بين يديها بعض النسخ من الكتاب فطارت ( ملك ) من الفرح ولكنها لاحظت على وجه ( فارس ) علامات الحزن فسألته ...
" ماذا بك ياحبيبى ..."
رد عليها سالا " لماذا يا (ملك )هذا الأهداء الحزين الذى كتبتيه فى أول الكتاب فقد شعرت منه بحزننا عميق هل تخفى على شىء يا (ملك )صارحنى ياحبيبتى شاركينى حزنك ...فبرغم سعادتى بأهدائك الكتاب ليه ولكن نغمة الحزن الذى بين السطور تقلقنى عليكى ...
ردت ( ملك ) ضاحكة ...
" لا شىء ياحبيبى كل الموضوع انى أريد أن أفعل مثل الكُتاب المشهورين ..."
وابتسمت وهى تخفى وراء أبتسامتها جرجا عميقا وأستمرت فى حديثها ..
" أنا اليوم سعيده يا ( فارس ) سعيده اننى حققت هذا الحلم وسعادتى الأكبر أنك شاركتنى فى تحقيقة
فرد ( فارس )....
وغدا سأقيم لكى حفل توقيع لأول اعمالك الأدبية أيها الكاتبة العظيمة .....
ردت ( ملك ) بحبا ...
" كل يوما يمضى يا ( فارس )بشكر الله أنه جعلنى أحب انسان مثلك فأنا أحبك أحبك يافارس ..."
___________________
ذهبت ( ملك ) الى الحفل بصحبة حبيبها وقد دعا لها أصدقائهم وبعض المثقفين الذى يعرفهم ....ووقعت ( ملك ) على بعض النسخ ووزعتها على الموجودين واهدت أول كتاب الى حبيبها ....وانشغل ( فارس ) بالضيوف ووقفت ( ملك ) بعيد عن عيون المدعوين تنظر أليهم ...وهى مبتسمة وسعيده برؤية الحلم يتحقق ...وقالت بصوتا ضعيفا فهذه بداية النهاية ...
فينتهى العمر الأن فقد بدات قبل أن انتهى ......
بأهنّيكي و أصفق لك على 
حرام عليا ؟ واضح إن توقيع ناس كده جاب نتيجة جامدة...