مادخل ذلك والحب...؟
حسنا..دعونا نتخيل حبيبين..عاشقين..بكل ماتحمله تلك الكلمات الدافئة من معانى..كلاهما يعيش للأخر..و كلاهما لايرى فى حياته أحدا سوى حبيبه..نصفه الأخر..هو كل ماتعشقه..وهى كل ماحلم به وتمناه..مشهد جميل..لوحة حب رائعة رسمت بفرشاة قلبيهما..روميو وجولييت جدد..صورة رائعة حقا..علقت على جدار الحب..وظلت كذلك رائعة..حتى بدأت الشقوق تأخذ طريقها خلال حياتهما الوردية...!
مشكلة..مشكلة بسيطة جدا طرأت على حياتهما..سوء تفاهم قد يمر..لكنه لسبب ما..لم يمر..بل أخذ يكبر ويكبر..وتلك المشكلة البسيطة التى كانت من الممكن أن تمر.. ببعض الحب الوفير لديهما..تصبح مشكلة كبيرة تعصف لساعات أو أيام بذلك الحب..و تحرك تلك الصورة الجميلة من مكانها..على جدار الحب...
ولأن حبهما قوى..يعودان سريعا إلى الحب..وروعته..وعمق إحساسه ورقته..لكن الصورة الجميلة قد طرأ عليها تغيير بسيط جدا..شق..أو نصف شق..ربما لم يلاحظه كلا منهما عندما عاد إليهما الحب بعد تلك المشكلة العابرة والجرح البسيط..لكن ذلك الشق رغم دقته..ورغم عدم ملاحظتهما له..يظل هناك..ذكرى يتظاهر المجروح منهما بنسيانها..ويحاول من جرح قدر الإمكان إقناع نفسه - ليتخلص من الذنب - أن الجرح قد داوته الأيام..!
لكن الجرح ليس دائما ماتداويه الأيام..يحتاج لحب جديد..حب أكبر وأكبر لكى يلتأم ذلك الشق الذى احتل مكانه على جدار حبهم وعشقهم..وربما لا يمكن مداواته أبدا...
عودة إلى روميو وجولييت..بفضل ذلك الشق البسيط..بدأت مشاكل أخرى..ومع كل مشكلة كان المجروح منهما يذكر الأخر بذلك الجرح وذلك الشق الذى كان السبب فيه..فأسوأ ما فى تلك الشقوق البسيطة.. أنها لا يمكن إصلاحها..بل تظل هناك..على جدار الحب..تنتظر الفرصة..و تنتظر شقوق أخرى...
كثرت المشكلات العابرة..شق ثانى..ثالث..خامس..أخذت الشقوق تتزايد وتتزايد..والجدار يضعف ويضعف..حتى لم يستطع الجدار الصمود أكثر..لينهار جدار الحب حاملا معه صورة الحبيبن اللذين ما عادا حبيبن...وحاملا معه ذكرى شق صغير.. كان السبب فى السقوط...
السؤال هو..إذا كانت تلك الشقوق لا يمكن مداواتها..فكيف يمكن أن نحمى حبنا منها...؟
والإجابة هى..يجب أن لا نصنع ذلك الشق بأيدينا..فالمشكلة الصغيرة لا يجب أن تقود إلى مشكلة كبيرة..وسوء التفاهم البسيط..قد يمر بلحظة من التفاهم..ببعض العقل..ببعض التروى..ببعض التسامح..والحب..يمكننا إجتناب ذلك الشق الأول الذى سيهدد جدار حبنا بالسقوط..ويهدد قلوبنا...بوداع الحب إلى الأبد...
وحتى لاتسقط صورة الحبيبين..من على جدار الحب الوردى...