هديه من عانس!

[دموع فراشة]

[blockquote]
[highlight=#bfffbf]استيقظت عصر ذلك اليوم بعد صراع مع اليقظه حاولت فيه أن تظل نائمه أطول فتره ممكنه لكن شمس الاصيل أبت الا أن تقتحم جفنيها لتري بسواد عينيها السماء وهي تحتضن الشمس في عطف وحنو وتشهد وجه الكون وقد بدا شاحبا وهو يودع الشمس كأنه عاشقا يخشي الفراق [/highlight]
[highlight=#bfffbf]كان اليوم هو عيد الحب وقد بدا عشاق العالم كله وكأنهم نغمات سيمفونيه بديعه من العناق بينما كانت هي أشبه بأنين العود عندما ترتعش فوق أوتاره يد عازف حزين ،انه أكثر الايام قسوه علي قلبها ،فيه تدرك كم هي كائن وحيد منبوذ [/highlight]
[highlight=#bfffbf]تنقلت بين غرف البيت فلم تجد احدا كما توقعت مسبقا فقد علمت أن اختها لابد أن تكون هرعت للقاء خطيبها ليرتشفا معا من كئوس الهوي وأن أخيها وصاحبته قد سبقاهما[/highlight]
[highlight=#bfffbf] [/highlight]
[highlight=#bfffbf]اما من سبق الجميع فهو عمرها ،انها الآن في السابعه والثلاثين من عمرها .[/highlight]
[highlight=#bfffbf]اتجهت الي مرآه كبيره قد وضعت في حجرتها ،تجردت من أغلب ثيابها وتحسست جسدها ،إنها أنثي رغم كل شيء ،أنثي كامله النضج تحمل في أحشائها رحما يتضور جوعا للأمومه ،سألت المرآه في يأس لماذا يتجاهل العالم أحلامها الانسانيه البسيطه ؟كم تتألم حينما تري قريناتها ينعمن بالحياه التي طالما حلمت بها وتتألم أكثر وهي تراهن يتحاشين نظراتها ويولين منها فرارا أنها ليست حاقده ولا تحسد أحد لكنها فقط تتألم رغما عنها وامعانا في المعاناه لا تستطيع جميع الالقاب العلميه التي حصلت عليها أن توقف ألسنه الناس عن ترديد اللقب المميت (عانس)[/highlight]
[highlight=#bfffbf]![/highlight][/blockquote]

[highlight=#bfffbf]شعرت ببروده تعتصر جسدها لاتدري أهي بروده الجو أم هي نتاج أعاصير قلبها الخاوي .أرتدت ثياب سوداء فضفاضه ووضعت في حقيبة يدها مبلغا من المال وبتردد وضعت يدها علي مقبض الباب الذي يفصلها عن ثنائيات العشاق التي تملأ شوارع المدينه.[/highlight]
[highlight=#bfffbf]سارت في الطرقات شارده تسترق النظر لثياب الفتيات التي دمغها اللون الأحمر وشفاههن الحاره التي امتلأت بابتسامات حيه حقيقيه وضحكاتهن التي تتعالي وتتعالي وكأنها تقول ليت لنا ألف فك ليتسعوا لكل موجات الضحك التي اكتظت بها نفوسنا.لمعت في عينيها الوان ورق الهدايا الامع وشرائطها المبهجه فخطرت لها فكره يرُثي لها بعدما تساءلت محدثه نفسها الي متي تنتظر أن يسعدها كيان آخر يبدو أنه لن يأتي أبدا ....لماذا لا تحاول هي أن تصنع لنفسها أكذوبه ربما تجعلها تبتسم.[/highlight]
[highlight=#bfffbf]انطلقت الي محل للهدايا ابتسمت للفتاه الفتانه الجمال التي سألتها عما اذا كانت تحتاج الي مساعدتها في اختيار الهديه واستطردت مداعبه "انتي لسي ما اشترتيش الهديه لحد دلوقتي ؟"[/highlight]
[highlight=#bfffbf]لم تجبها صاحبتنا ورمقتها بنظرات فاحصه وكانها انثي من نوع آخر غير نساء أرضنا وبشيء من الامبالاه اختارت احدي الهدايا وغلفتها وطلبت من الفتاه أن ترسلها علي عنوان كتبته لها في ورقه صغيره،وهمت بالانصراف لكنها استدارت بتلقائيه لتلقي علي الفتاه سؤالا أثار دهشتها [/highlight]
[highlight=#bfffbf]_ما هو الحب؟؟؟؟[/highlight]
[highlight=#bfffbf]نظرت لها الفتاه نظرة استنكار فاستدركت صاحبتنا خطأها بكذبه مقنعه[/highlight]
[highlight=#bfffbf]_بالطبع أعلم ما هو الحب بل انني صعدت علي سلم الهوي حتي وصلت الي حاله العشق ومن بعدها اعتليت عرش الهيام ،لكني أقصد ماذا يعني الحب لك أنت ؟[/highlight]
[highlight=#bfffbf]تنهدت الفتاه وقالت :[/highlight]
[highlight=#bfffbf]_الحب ...آه يا سيدتي من جمال وروعه الحب انه يجعلني احيا في سعاده أكاد لا أحتملها من فرطها ،سعاده تفوق الخيال ،وتسبق الأحلام[/highlight]
[highlight=#bfffbf]كل ليله تقاوم عيني النوم فأنا اود أن أستبقي صدي كلماته الجميله في أذني أخشي أن يسرقها مني النوم ...وكيف أخضع لسلطان النوم وهاهو الواقع جنه باهية الألوان ....ان حبيبي جعل من حياتي ابتسامه عذبه ،حتي حينما تغمر عيني دموع الشوق واللهفه والغيره استمتع أيضا .ما أجمل أن يكون لك شريك يتقاسم معك الحياه بكل ما فيها ،يجعلك تنامين وعلي وجنتيك آثار ابتسامه لم تنته وفي قلبك رغبه قويه لأستقبال صباح جديد واستكمال لحن الحب الناعم .[/highlight]
[highlight=#bfffbf]وهنا سقط قناع الكبرياء ولم تتمالك صاحبتنا نفسها الهشه الضعيفه فأجهشت ببكاء مرير وأطلقت ساقيها للريح هروبا من نظرات الشفقه التي تنتظرها ،وصلت الي الباب الذي خلفته وراءها منذ ساعه واختبأت وراءه وكأنها تحتمي به من وحش كاسر واستغرقت في البكاء كطفل شريد وقد حاولت أن تجعل ذراعيها يلتفان حول كتفها لتحتضن نفسها ،لم تدر كم مر من الوقت ولم تنقطع عن البكاء الا عندما انتبهت الي صوت طرقات علي الباب الذي يغلف ظهرها ،فشحذت صوتها لتسأل عن هويه الطارق [/highlight]
[highlight=#bfffbf]وجاءتها الاجابه :-عامل التوصيل ،وبسيل من الدموع فتحت الباب لتجد يدا تمتد لها بالهديه التي اشترتها وارسلتها لنفسها واليد الثانيه تمسح دموعها من فوق وجنتيها في رفق ورحمه [/highlight]
[highlight=#bfffbf]رفعت عينيها لتلتقي بعيني رجلا رؤوم ونظرت الي الهديه التي تحملها فوجدت معها ورقه مزركشه لم ترفقها هي بالهديه مكتوب عليها :_[/highlight]
[highlight=#bfffbf](لست عامل التوصيل ...أنا رجل وحيد مثلك ،كنت أظن أنني خلقت بلا أنيس وأني الوحيد الذي اسير في ذلك اليوم شريدا في العالم ،رأيتك وأنت تدخلين لشراء الهديه وبكيت معك وأنت تعودين وحيده باكيه ،دخلت المحل وسألت عنك واشتريت نفس الهديه مره أخري لأقدمها لك وأتيت معها لتعلمين أنك لست وحدك ...)[/highlight]

[سندريلا]

صباح الخير
قصة رائعة جداً .... استمتعت بكل حرف منها ... جذبتني الأحداث بشكل رائع ... و أعجبتني النهاية بشدة ... عبرتِ عن فكرة رائعة تلائم جو عيد الحب ... كنت أعلم أنها بعثت بالهدية لنفسها و لم أتعجب من حالها ... بل أعجبتني فكرتها ... لكن لم أتوقع أن تأتي النهاية بالشكل السعيد هكذا ....
استخدمتٍ إسلوب رائع جداً ... سلس و بسيط ... أحييكِ عليه
تحياتي لكِ على ما أبدعتِ مع تمنياتي بدوام الإبداع ...

[دموع فراشة]

ربنا يخليكي يا جيهان ،تعرفي ان وانا بكتب القصه مكنتش اعرف انا كمان ان هيا هتنتهي كده بس فجأه لقيت القدر بيبعتلها هديه زي ما هي بعتت لنفسها لان علي قد ما القدر بيألمنا الا أنه في ذروة الالم بينتشلنا بفرحه مكنتش في حساباتنا

[نبضة...]

بصراحة القدر بعتك انتي لينا هدية..
قصة رائعة من جميع الجوانب يا جهاد..
الافكار مرتبة بشكل رائع..متسلسة بعذوبة ورقة وكأنها تنساب الي عقولنا ومن قبلها الي قلوبنا بمنتهى السهولة..بدأتيها بوحدة و ألم ثم بينتِ السبب وراءهما ثم أتيتِ لنا بالهدية..النهاية السعيدة..
ورغم كل تلك التفاصيل اللي ملأت القصة لم أشعر اني تهت في المنتصف ولو للحظة وشعرت ان القصة كلها مرت في لحظة .. جعلتيني أقرأ بكل جوارحي ما خطه قلمك لانه حقاً جميل..
اسلوبك يجذب الانتباه بحق..وكلماتك مناسبة تماماً و وضعت حقاً في مكانها الصحيح..
و أعجبتني الفكرة بشدة..الوحدة التي عانتها..القرار الذي اوصلها لما هي فيه..والحزن الذي ملأ حياتها
والاسوأ..لقب"عانس"..!
ولكن بعد كل هذا الضيق..يأتي الفرج الذي يعلن ان لا استمرار للحزن..ولا موت للأمل
ويؤكد انه مهما مر العمر ومهما حدث في الدنيا لابد الا ينقطع نور الامل عنا ابداً..

أحييك يا جهاد على قصتك الرائعة التي بدأت بها يومي
و أنتظر اعمالك القادمة بكل شغف..
جزاكِ الله خيراً

[Ghadat2009]

دموع فراشة ..مرحبا بك بيننا مبدعة متميزة يا جهاد م11

قصتك ذات أسلوب ممتع جذاب ، يجعل القاريء لايرفع عينيه عنها حتى يصل إلى النهاية التي كانت مفاجأة جميلة أضفت جوا من الأمل على قصتك الجميلة .

أعجبني خروج البطلة و فكرتها العجيبة لإهداء نفسها هدية ... أحسست أنها تريد التواصل مع المجتمع و الصلح مع نفسها و تحاول مقاومة اليأس و الإحباط

في انتظار قصصك القادة لنستمتع بها إن شاء الله

[دموع فراشة]

اهلا بيكي يا ساره وياغاده شركاء محلقين في سماء الاحساس ،حقيقي سعيده بوجودي معاكم في الاكاديميه وحاسه اني في بيتي الفكري وفعلا كل كلمه رقيقه منكم وكل إطراء مُعبر بيسعدني سعاده غامره وبيزيل عن نفسي هموم اليوم كله وكأنها لم تكن.
بشكركم علي اهتمامكم وقراءه كلماتي المتواضعه وعلي احساسكم الرفيعflower1
م11

[dr asmaa]

العزيزة جهاد

قصة رائعة تعبر عما يدور بخاطر الكثير من البنات فى مثل هذا العيد

ليس فقظ الفتيات غبر المرتبطات ولكن المرتبطات والمتزوجات ايضا أحيانا لم يجدوا من يحتفل معهم فى هذا اليوم

انا كتبت أكثر من قصة عن موضوع العنوسة سأنشرهم قريبا لتجدى أن المشكلة واحدة نعبر عنها جميعنا بنفس الأحاسيس

والمضمون ولكن بأختلاف روح كاتبها

ونهايتا قصة جميلة ونهاية سعيدة غير متوقعة