اليأس الحزين

[د/عبد الرحمن شوقى]

قتلته مرات ومرات
ولكن يحيا من جديد
كالوعد الخالد في الدهر
كدخان راكد لا يرحل
...يملأني في كأسه ...يشربني
ويلفظني في القئ جديدا
يرتاح على صدري ودموعي
ويذبحني ويتخضب بدمائي
لا تزعم انك تعرفه
لم تره إلا وليدا يزحف في دربك
يتوه بطرقاتك لا تأبه
تغطيه الفوضى وأنفاس الأيام
أحيانا تحس أنامله
ماكرة تزرع ألغام سريه
فتفتش محموما عنها
....تزيل الخوف من الخطو
فيهمس في الأذن لتلهو
والجسد يجرك للنوم
تخبت شيئا شيئا ....
وتنسى وينساك وتمضى
أما أنا فسجين في قيده أبدا
فها هو ظل لحياتي
سماء تحدد نظراتي
يجرى بأقداري يبعثرها
يحرقها يدمرها يسحقها لا يأبه
حاولت الهرب وهربت
في كل مكان بعيد عنه
أجرى الهث أتهيب
وانظر....فالقاه أمامي
أدور وارجع ....لا جدوى
هناك هاهو موجود
لا جدوى من هرب مجنون
فالهارب يحمل يأسا على كتفه
سخريه تطفو على شفتيه
تهرب ممن يا طفلي؟
منى أم من أقدار مكتوبة
مصيرك منى امنحه
لن تهرب من داخلك من قلبك من وجدانك أبدا
حاضر فيك أنا
لانهاية إلا نهاياتي
متلاحقة متثاقلة كلماته
تدور برأسي كالأحلام
كهد ير النار تفور
يلهيني يسرقني من نفسي
ويدخل في الغفلة قلبي
كسيف فيه يضمه عد النبضات
يمزقه ويعود فيذبحه
لا لن تعرف تجربتي أبدا
يحاصر داخلك اليأس
خناجر من كل تجاه
من كلماتك من نظراتك
تفجر محيطات تخنق عقلك
تغرق أنفاسك في صمت جامح
أنادى بالصوت المنفجر الرنان
أريد أن أحيا ..... أتنفس!!
ولا حتى صداي يجيب
لا شواطئ ولا جزر ورمال
إلا قيود تنتهش يداك
وعليك الغرق تأبى أو ترضى....
لم تعرف أبدا تجربتي
أن ترفل بقيود أنفاسك
ملفوفا بشباك عناكب
تتوهم مئات الأعين حمراء
فتجدف في الخوف لتنجو
وتأتى لتمزق بيت العنكبوت
فيأكل يداك ويصطبغ الشبك
وينغلق الفك على عيناك
فيرغمك الجنون على الضحك
والقلب يعصره ظلام
فتسقط نبضاته والدمع ودماء
في بئر ليس لها قاع
ويرتعش رجاؤك حين يحتضر القلب
وتذبل أوراقه
ويسقط بين كفيك فتاتا
وأنت تستبق اللحظات
تكفن جسدك بالظل
وترحل للمجهول الدامي
ساعتها تستطيع بكل الراحة أن تنطق
وتقول وداعا
وداعا أيها اليأس الحزين

[تنهيدة]

رغم يأسها وما تحملة من حزن ولكنها وصلت الى قلبى وتعمقت
فشعرت كثيرا بهذا الصراع المرير بين اليأس والحياة بالأمل اخترت كلمات تفوق كل الكلمات
فتعبيراتك جاءت قوية وتحمل الكثير من المعانى الرائعة ...
وصفت اليأس الذى يتملك الأنسان بصورة أعجبتنى كثيرا فبالفعل عندما يتملكنا اليأس لحظات نحاول الهروب منه ولو حتى بالنوم وعنما ننام نشعر وكأن اليأس سرق مننا فى أحلامنا فنستيقظ وربما ننسى اليأس ومع ظهور الشمس يظهر لنا امل جديد لا نعلم له ملامح ولكنه يولد بداخلنا بدون أسباب ...
اما عن اليأس الذى وصفت به بطل خاطرتك فهذا اليأس من المؤكد انه يقتل صاحبة ولكن من بين احساس هذا الأنسان وجده يحارب هذا اليأس عندما وصفت وقلت حاولت الهرب وهربت وهذا فى حد ذاتة أمل ولكن أذا وجد الأمل الحقيقى بداخلنا سنجد اليأس أختفى ...ولكن أنت لأخر الخاطرة قد مكنت اليأس من هذا الأنسان وجعلتة يموت ضحية ليأسه .....
أحيك على خاطرتك الرائعة وعلى أختيارك الموفق جدا فى التعبيرات والكلمات وأتمنى أن أقرأ لك كلمات يغلفها الأمل لان حقيقى كاتب رائع ومن حق قلمك أن يرسم الأمل باأسلوبك المميز ..
أتمنى لك المزيد من التميز والأبداع

[د/عبد الرحمن شوقى]

الى العزيزه تنهيده

تحليلك وكلماتك انت هى التى فى غايه الروعه ،صدقا انا سعيد بأدراكك روح العمل الذى احيانا ما تخفى بعض معانيه على بعض القراء الذين يقرأون بسرعه بغير تروى ولا تعمق ،اتخيلك تهمسين بالكلمه الى روحك فتصعد معانيها الى قلبك فى رقه وسلاسه بلا استعجال او ملل

وحقا لقد بلغت بى حاله اليأس ذروتها وانا اكتب هذا العمل وذلك منذ زمن طويل جدا ،صدقينى لو قلت لك انه منذ ما يقرب من 8 سنوات ،حينها كانت الحياه تستوى مع الموت فى نظرى ،فلا شئ يهم،انها فتره المراهقه انت تعرفينها نرى فيها الدنيا بعدسه مكبره فنبالغ جدا فى حزننا وفى فرحنا وفى حبنا وفى سخطنا ولكنى الان احس ان ماعاد من هذا اليأس شئ فى داخلى ،فالحياه الان رغم ماتراه عينى من سواد احسها بقلبى "بمبى بمبى " فأنا اضحك اليوم 24 ساعه فى ال24 ساعه بلا هموم او كدر حتى مع وجود ما يوجب الهم والكدر ربما لزياده خبرتى فى الحياه ولعلمى ان الحزن انما هو تفاعل سلبى لا يفيد ولا يجدى وان الحياه لا تهتم بحزنك ولا تكاد تنتبه له

ولذلك تجدين بعض الفرحه والامل فى بعض الاعمال الجديده نسبيا مثل"ابصرنى فى ضوء الشمس " وهى عمل قريب جدا الى قلبى

ولعلك لا تنكرين ان الحزن وكل المشاعر السوداويه هى المحرك الاول للعمليه الابداعيه ولذلك فان سعادتى اليوم حرمتنى من قدرتى على الكتابه فكل اعمالى الان انما هى اعمال قديييييييييمه اعيد ترميمها لتعرض لاول مره فى صفحات هذا الموقع الجميل .

اعتذر عن الاطاله والاسهاب فحب الكلام اصبح عاده ذميمه فى بعد ان فتحت ابواب قلبى على هذا العالم الواسع، ومره اخرى لك جزيل الشكر على المتابعه والتعليق.