كابوس يتكرر

[د/عبد الرحمن شوقى]

اقتلوه بل احرقوه
احملوه إلى المنايا إلى القبور إلى اللحود
هكذا الأصوات نادت صارخة
تتقارب الأصداءُ منى بالرماح آتيه
غضب هي الزلازل والأعاصر عاتية
كالنار تزحف في القدور الحامية
وقفوا على الأبواب والسماء واجمة
خرست فالحناجر بالدعايا كاذبة
تخرب بابًا تلو باب وأنا المراد
نظروا إلى المحراب قالوا اهدموه
واطردوا الصلوات منه شردوه
صرخت اطلب تهمتي
قالوا حياتك
قالوا وجودك ...أي و ذاتك
ساقوني عبر مذابح كانت ومذابح تنتظر
وحيرانٌ أنا والقلب يعصره الرجاء
فحيح ثعبان هناك وبركان يثور هاهنا
وأناس جمعوا الكره عيونا نظروا
شررٌ ضبابٌ احمرٌٌوخراب
لا سماء ... الكل نار تعلوه نار
قالوا مِت... قلت أموت ولكن دعوني اعلم اى ذنب قد أتيت
وتعاظمت نظراتهم شرراً إلى... لم ينطقوا
قولوا اى شئ...لم ينطقوا
قولوا الهراء...لم ينطقوا
قولوا المحال ...قولوا كل ما قِيل ولم يقال
لا...لا تنطقوا
فلن تنطقوا أبدا ًبما قالت عيون
وتهافتوا حولي كالذئاب ضارية
لم أرى إلا نيوباً جائعة
ووجوه شائهه وجفون منزوعة
عيون تتدلى على القذر
وشفاه يملأها الدود المسموم
وخدود للموت وسائد
ورؤوس كالجمر المحموم
يتكلمون بلا حديث آدمى
يتصارخون بلا صراخ بشرى
قالوا إلينا وبالمقاصل قطعوه
هيا انثروه على الهوان ومزقوه
واحتضرت
وضل نبضُ القلب في صخب العراء
وذلك الرأس فارق الكتفان
أطراف كأطواف تسبح في الدماء
وتخاصم الروح والعمر كلٌ من طريق
وتمزق البنيان إلى تراب
وضنوا على النيران أن تشبع جمله
القوني قطعه ثم توالت الأشلاء
وصاحت الرأس المشيبة أنى في الحريق
يا ويلتا عقلي قد ماج بالحمراء
تتطاير القطرات وتستقر على الدخان
قطراتُ دم...قطراتُ يأس والشجون والألم
قطرات عمر ضاع في العدم
وينزوي رمادي على الحواف بجانبي
يتساقط في بئر ألا عوده
ولا صوت إلا حشرجة رمادي
يتلاشى في أفق الكره الممدود
وظلت صلواتي حيرى في فمي
تستنجد إنساناً فالميت يحترق
يسمعون ويضحكون ويسخرون
ظلت تنادى اسمعوني.... يحترق....!!!
قالوا اتركوه ومالنا
أدركوا بقايا قد تغيب في الفناء!!!
تناثرت ضحكاتهم وتهيجت أصواتهم
بل دقوا الطبول...... واتوا يراقصون هزوهم
يتمايلون ببهجهٍ وكأنه العيد السعيد
عيد الدماء والشواء
ويزيد الرقص إيقاعاً وتطريبا
وتضرب الأقدام أرضاً ماجنة
ويغنوا بالحياة والسعادة والهناء
وتدمع عيونهم فرحاً وابتهاج
وتولول صلواتي ......فما من احد سيصلى بعد اليوم
وكالغول المتخم يلعق أنيابه ...ذاب رمادي في فم النيران
كصنم طيني في ركد السيل أتلاشى .....كشئ لم يوجد
وأخيراً أطبق فك المجهول على فك النيران
وصمت وجودي كان لم أتكلم أبداً
وسكن ظلامٌ أبدىٌ فوق تلالِ ِالصمت

[المهاجر]

يا الهى على الكلمات
ما كل هذه الاثارة فى الخاطرة احسست وانى امام موقف يحدث بالفعل واكثر ما اعجبنى احملوه الى المنايا الى القبور الى اللحود
رائع رائع رائع

اتمنى لك المزيد من الابداع

[د/عبد الرحمن شوقى]

اشكرك يا صديقى العزيز واسف جدا على تأخر الرد عليك ولكنى اشكرك بشده على مرورك وكلماتك الرائعه .بارك الله فيك وكل عام وانت بخير