رواية إحتلال قلب - الجزء الثالث - الحرب

المشرف: الأمير الحائر

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
الأمير الحائر
مشرف قسم الروايات
مشاركات: 859
اشترك في: 31 أكتوبر 2008, 8:06 pm
Real Name: وليد توفيق
Favorite Quote: و تبقى الكلمات...
verification: ID verified and trusted writer

رواية إحتلال قلب - الجزء الثالث - الحرب

مشاركة بواسطة الأمير الحائر »

لمن لم يقرأ
الجزء الأول
الجزء الثانى
........



إحتلال قلب
الجزء الثالث

الحرب
...

" أخى جبار...! "
نطق الطفل الصغير بالجملة وهو يعدو نحو ( جبار ) الذى حمله بين ذراعيه وهو يبتسم قائلا:
" مازلت لاتستقر فى البيت أبدا يا ( أحمد ), كلما أتيت أجدك تلعب مع أصحابك هنا... "
ابتسم الطفل الصغير وهو يقول فى براءة طفولية وهو يخلع قبعة الشرطة الخاصة بجبار ويرتديها كعادته دائما:
" لا أحب السجن فى البيت, أفضل أن ألعب هنا بحرية مع اصحابى...كما أن أمى تطلب منى طلبات كثيرة جدا "
ضحك ( جبار ) وهو يتجه إلى داخل البيت حاملا أخيه وهو يقول:
" أيها المشاكس...أنت رجل البيت ويجب أن تعتنى بأمك..."
نزل الطفل من بين ذراعيه, وأخذ يضبط قبعة الشرطة الكبيرة على رأسه الصغيرة قبل أن يقلد التحية العسكرية قائلا:
" تمام يا سيادة العقيد "
خرجت أخت ( جبار ) على صوت أخيها الصغير...وما أن رأت أخيها حتى جرت وعانقته وهى تقول:
" أخى ( جبار ), لقد افتقدناك, هل تغير موعد أجازتك؟ "
ايتسم وهو يربت على رأسها قئلا فى حنان:
" لا,لم يتغير يا ( سوزان )... أنتى التى تغيرتى وأصبحتى عروساُ جميلة مع انكى لم تبلغى العشرين بعد...ولكن أين أمى أولا؟ "
" أنا هنا يابنى "
خرجت أمه من حجرتها وهى تستند على باب الحجرة فى وهن, فإندفع نحوها ( جبار ) فى سرعة وأخذ بيدها يقبلها قبل أن يعاتقها قائلا:
" لما استيقظتى يا أمى, لم أكن أود أن أزعجك "
أبتسمت أمه ابتسامة حنونة قبل أن تربت على يد ابنها قائلة:
" لم أكن نائمة يابنى, لقد كنت أصلى, وكنت أدعو لك الله أن يحميك وكل من يدافع عن العراق, حينما سمعت صوتك...وإعتقدت أنى أتخيل ذلك لأنه ليس موعد أجازتك وزيارتك لنا.."
أجلس ( جبار ) أمه على أريكة بجواره قبل أن يجلس أمامها وهو مازال يمسك بيديها فى حنان قائلا:
" إنه ليس موعد أجازتى ولكنى أتيت إلى هنا فى مهمة رسمية يا أمى..."
تغيرت ملامح أمه وهى تقول فى قلق:
" مهمة رسمية؟ منذ متى وأنت تؤدى مهمات وسط المدن والأهالى يابنى, لقد قلت لى أن مهامك دائما عند الحدود فقط..."
قبل ( جبار ) يدها وهو يقول مطمأنا لها:
" لاتخشى شيئا يا أماه...لقد جئت فقط لمجاراة الأوامر...لكن كتيبتى فى مكانها عند مدخل المدينة, وسنرحل بعد ساعتين, أنتى تعرفين ولدك يا أماه...لايمكن أن يخون وطنه...وكل عملى فى الشرطة الأن هو من أجل العراق ومن أجل أن يكون للعراقيين يد وسط قوات التحالف كى لاينفردوا ببلدنا وأهلها ويدمروها بدعوى القضاء على الإرهاب..."
لانت ملامح أمه مرة أخرى وزال قلقها وهى تربت على يد ابنها مرة أخرى قائلة:
" بارك الله فيك يابنى وحماك "
نظر إليها فى حنان, قبل أن ينظر إلى أخته ( سوزان ) مداعبا إياها قائلا:
" ما الأمر يا ( سوزان )؟, أشم رائحة طعامك الشهى, أم أنكم لن تطعموننى لأنى جئت فى غير موعدى؟ "
ابتسمت ( سوزان ) ابتسامة عذبة وهى تجيب:
" بالطبع لا يا أخى, الطعام سيكون جاهزا فى الحال "
قالتها وعادت لتعد الطعام فيما إلتفت ( جبار ) إلى أخيه الصغير ( أحمد ) ليربت على رأسه و......
وفجأة حدث الإنفجار!
صوت إنفجار رهيب بدا أنه حدث قريبا جدا من المكان...
صرخت الأم فى خوف, فيما شق ( جبار ) طريقه بسرعة إلى خارج المنزل ليرى ماحدث وتبعه أخيه الصغير وهو ينظر إلى مصدر الإنفجار...
" مدرستى....!" هتف الطفل ( أحمد ) فى خوف وحزن وهو يتعلق بيد أخيه ( جبار ) الذى ظهر الغضب على وجهه وهو يرى المدرسة القريبة منهم تحترق بالكامل وقد دمرت معالمها وتصاعدت ألسنة النيران منها مع تتابع القذائف عليها...
أخرج ( جبار ) مسدسه من جرابه, وهو يهتف فى صرامة نحو أخيه وأخته التى تبعتهم خارج المنزل:
" ( أحمد ) , ( سوزان ), ابقيا مع أمكما داخل المنزل, لاتخرجا مهما كانت الظروف..."
منعتهما صرامته من مناقشة أوامره فإحتضنت ( سوزان ) أخيها وهى تأخذه إلى داخل المنزل فيما انطلق جبار يعدوا نحو مدخل المدينة القريب منه ويده تمسك بمسدسه و الغضب يملأ عينيه...
كل الغضب
........

" القوات مازلت فى أماكنها عند مدخل المدينة ياسيد ( بدر ),و لايوجد أى اشتباكات "
هتف ( على ) بالخبر داخل غرفة القيادة, فساد ارتياح بين الجميع, فيما قال القائد ( بدر ) فى هدوء:
" عظيم, ذلك ماتوقعناه من كتيبة ( جبار )....الأن دعونا نناقش أمورا أخرى و........"
قطع كلامه فجأة مع صوت الإنفجارات والقذف, فتحركت أيدى الجميع إلى أسلحتهم لا إراديا و اندفع الجميع للخارج, ليروا ماحدث...
" كانت النيران وأثار الأنفجار تنبعث واضحة من موقع المدرسة القريب منهم, ولا إراديا ودون أى تفكير هتف ( ماهر ) فى مكبر الصوت نحو الجنود الذاهلة:
" أطلقوا النار! "
أفاق الجنود من ذهولهم ليديرو بصرهم نحو كتيبة ( جبار ) عند مدخل المدينة, والتى لدهشة الجميع لم يطلقو النار أو يبدو أى حراك بل بدو ذاهلين وهم يبحثون عن مصدر القذف, ولم ينتظر أى من الجنود فهم مايحدث ليبدء الجميع تنفيذ أوامر ( ماهر )....وإطلاق النار نحو كتيبة ( جبار )....بكل قوة....
" خطأ...هناك خطأ..."
ردد القائد ( بدر ) العبارة فى ذهول وهو ينظر إلى جنود كتيبة ( جبار ) الذين أخذوا يهربون من مرمى النيران, فيما بدأ بعضهم بتبادل النيران مع قواته...
نظر إليه ( ماهر ) وهو يقول فى غضب:
" نعم هناك خطأ ياسيد ( بدر )! خطأ كبير جدا! أننا وثقنا فى ( جبار ) وكتيبته وووقعنا فى الفخ بكل سذاجة لنعتقد أنه لم يأتى ليقاتل, لننشغل به ويأتى القذف من كل مكان..."
استمع ( بدر ) إلى كلمات ( ماهر ) الغاضبة وهو ينظر إلى مايحدث ويحاول استيعاب الموقف, كان هناك شيئا فى عقله يخبره بوجود خطأ ما, لايمكن أن يفعل ( جبار ) ذلك...لايمكن أن يخون وطنه...هناك خدعة...
" فرق تسد..."
نطق ( بدر ) الجملة بصوت خافت وكأنه لازال يفكر ويحدث نفسه فنظر إليه مساعده ( على ) قائلا فى قلق:
" سيد ( بدر ), هل أنت...."
" أوقف الضرب فورا! انسحبوا إلى داخل المدينة! "
قالها ( بدر ) فى مكبر الصوت فى قوة وصرامة, فتوقف الجنود عن الإطلاق فى تردد غير مستوعبين للموقف هم يتراجعون فى سرعة محتميين بحوائط المبانى...فيما دوى صوت قذيفة أخرى داخل المدينة مما زاد من قلق الجنود, و دعا ( ماهر ) أن يصرخ قائلا:
" كيف ننسحب؟! المدينة تحت القذف وسيحتلونها بالكامل إذا استسلمنا..."
نظر إليه ( بدر ) فى صمـت, قبل أن ينظر إلى كتيبة ( جبار ) الذين توقفوا عن إطلاق النار ولم يتقدموا خطوة نحو المدينة بعد أن إستمعوا إلى أمره عبر مكبر الصوت ورأوا الجنود يتراجعون...كان ذلك يثبت صحة فكرته...ولكن مازالت هناك مشكلة أكبر...
القذف...
.........
" مالذى يحدث هنا بالظبط يا ( خالد )؟! "
هتف ( جبار ) فى غضب, فور وصوله إلى موقع كتيبته وسيارة القيادة, التى وقف ( خالد ) خارجها هو وسائق السيارة وقد ملأ القلق وجوههما مع تبادل إطلاق النار ودوى القذف بين دقيقة وأخرى, وأجاب ( خالد ) فى توتر:
" لانعرف مايحدث سيدى القائد, لقد عبرت قذيفة من خلفنا فجأة نحو المدينة وبدأ تبادل النار بين...."
قطع جملته صوت ( بدر ) عبر مكبر الصوت وهو يأمر جنوده بوقف إطلاق النار والإنسحاب, فإندفع ( جبار ) إلى داخل سيارة القيادة ليحتل مقعد السائق ويمسك بجهاز اللاسلكى ويهتف عبره إلى كامل كتيبته:
" أوقف إطلاق النار بالكامل "
قالها وهو يدير السيارة فى سرعة ويتجه بها بعيدا عن مدخل المدينة...حيث مصدر القذف...
وفى عينيه برق شعورا أخر غير الغضب...
شعور بالمقت...
والإنتقام
.....
إلى اللقاء فى الجزء الرابع
( الإنتقام )
.......
وليد
ثمة أسماء و ألقاب تبقى..بقاء الأرض..بقاء السماء..و بقاء الكلمات...
ثمة أشياء تتعلق حياتها بأماكنها..بتوابيت مغلقة تخشى الإبتعاد عنها...
رغم أن الحياة..قد تكمن فى هذا البعد...

.....

...:: و تبقى الكلمات ::...

...... صفحتى فى الأكاديمية ......
تنهيدة
مشرفة قسم أدب الأطفال
مشاركات: 1291
اشترك في: 04 نوفمبر 2008, 3:01 am
Real Name: نهاد نعمان
Favorite Quote: لوسرقت منا الأيام قلباً معطاء بسام لن نستسلم للآلام ...لن نستسلم للألام .....
verification: ID verified and trusted writer
مكان: بنت مصر

Re: رواية إحتلال قلب - الجزء الثالث - الحرب

مشاركة بواسطة تنهيدة »

حلوه اوى ياوليد اسلوبك حلو اوى فى سرد أحداث القصة ووصفك للمواقف بيعيشنى جوه الرواية واحداثها هاااااايل كالعادة ياوليد ربنا يوفقك فى كتابة الفصل الرابع صورةصورةصورة
صورة
صورة العضو الرمزية
همسه
مشرفة قسمى الشعر, كلام فى الحب
مشاركات: 119
اشترك في: 05 نوفمبر 2008, 8:02 pm
Real Name: آيه الشحات أحمد
Favorite Quote: اطلبوا اللعلم من المهد الى اللحد
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر

Re: رواية إحتلال قلب - الجزء الثالث - الحرب

مشاركة بواسطة همسه »

متألق كالعاده اسلوبك مشوق جدا ياوليد صورةطريقتك هايله فى سرد الاحداث بيعيشنا جو القصه زى ماتنهيده قالتصورة والله برافو عليكصورة
همسه
صورة العضو الرمزية
الامير الصغير
أكاديمى فعال
أكاديمى فعال
مشاركات: 85
اشترك في: 02 نوفمبر 2008, 6:15 am
Real Name: امير توفيق
Favorite Quote: @@@@مصر التى فى خاطرى وفى فمى ...احبها من كل روحى ودمى@@@@
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مدينه الاحلام

Re: رواية إحتلال قلب - الجزء الثالث - الحرب

مشاركة بواسطة الامير الصغير »

حلو اوى يا وليد...وانا ذى ما قلت لى اقرأ كتير فى قسم الروايات والقصص...ودى كانت اول رواية اقرأها...
وشكراً....وانا مستنى الجزء الرابع..
بنحبك ياغزة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”روايات“