دعوة فرح

المشرفون: Ghadat2009،نبضة...

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
محمد محمود
مشرف قسم الأشعار
مشاركات: 1070
اشترك في: 06 نوفمبر 2008, 4:40 pm
Real Name: محمد محمود حسن
Favorite Quote: إلهــــي لا تعذبني فإني
مقر ٌ بالذي قد كان مني
verification: ID verified and trusted writer
مكان: الإسكندرية
اتصال:

دعوة فرح

مشاركة بواسطة محمد محمود »

هي الشمس في عليائها ، إذا أقبلت أضاءت أركان حياته التي عشش فيها الظلام قبل أن يراها .وإن نطقت غرد لها نبض فؤاده الذي لم يكن يشعر بوجوده في صدره حتى أطلت بحسنها في حياته .
رقيقة كنسمات صبح ندي ، عذبة الملامح تكسو وجهها مسحة ملائكية ، هادئة الطباع كأنها طيف خفيف يعبر بخاطره مرات ومرات .
هكذا كان ( أحمد ) يرى محبوبته ، تلك الفتاة رائعة الحسن والشيم ، سكنت حنايا فؤاده منذ كانا بالدراسة الجامعية ، ونما عشقه لها يوما بعد يوم دون أن يدور بينهما حوار واحد .
وكانت ( سحر ) رغم ما يزينها من حسن يجذب إليها كل من يراها قليلة الاختلاط اللهم إلا بالقليل من زميلاتها مما جعل ( أحمد ) يخشى أن يتقرب إليها مخافة أن تصده فتمزق أمله الذي يحيا عليه .
وانتهت الدراسة دون وداع يسليه على فراقها ، وعمل ( أحمد ) بأحدى الشركات ، ويا له من قدر يرتب حياتنا دون أن ندري ، ففي نفس الشهر تسلمت ( سحر ) العمل بنفس الشركة التي يعمل بها فاستعاد لحظات جميلة ظن أنها لن تعود ، وما هي إلا شهور قليلة بدأت أطراف الحديث توطد علاقتهما وإن لم تتعد حدود العمل ، ومرت الأيام على ( أحمد ) طويلة كالدهر بعد أن غرق في بحرالتردد تأخذه موجة وتلقيه أخرى . هل يصارحها بحبه ويبوح لها بما باحت به عيناه ؟ أم يؤثر الصمت حتى لا ينهار حلمه وتنقلب حياته؟
وبعد صراع مرير بين قلبه وعقله إنصاع لنداء قلبه ، قرر أن يقر لمحبوبته بعشق السنين الذي حفر حبها على جدران قلبه.
ورن جرس الهاتف فالتقط السماعة بشغف فاخترقت مسامعه دندنات صوت لم يسمع لرقته مثيل . طلبت منه ( سحر ) موعدا للقاء فأجابها لطلبها دون تفكير وذهب لموعدها يسابق الريح يحمل معه عبق سنوات مضت من عمره لم يعشها إلا ليبلغ ذلك اليوم الذي طال انتظاره .
وفي الزمان والمكان جاءت تلك الحورية التي طالما حلم بها تتراقص على خطواتها أزهار الحديقة ، سلمت عليه فتجمد لملس يديها الدم في عروقه ، وبابتسامة يقفز لرقتها الفؤاد من مكانه ناولته خطابا التقطه بشوق وفتحه يقرأه فضاعت بسمته وخر من فوق جبال أحلامه إلى واد ٍ سحيق .
لقد كانت دعوة لحضور حفل زفاف الأستاذ ( محمود ) مدير القسم بالشركة التي يعمل بها على الآنسة ( س )
سقطت الدعوة من يده آخذة معها ( أحمد ) مغشيا عليه حاملا ً بقايا حلمه الذي انهار فوق رأسه .
وما هي إلا ساعات أفاق بعدها في المستشفى على يد رقيقة تمسح جبينه فإذا بها تلك التي هدمت حلمه وبددت فرحته قبل أن تولد ، ورغم ذلك لم يستطع أن يوجه لها سوى ابتسامة على شفتيه .
" ألف سلامة " قالتها وهي تبتسم ابتسامتها المعهودة سألته بعدها عما حدث ، فرد عليها بأسى " مبروك أتمنى لك حياة زوجية سعيدة " فرمقته ( سحر) بنظرة تعجب مستفسرة عن قصده ؟
أخبرها أنه لم يكن يحدث له ما حدث إلا عندما قرأ حرف اسمها بالدعوة فتعالت ضحكتها قائلة :" إن أول حرف لا يخصني ولكن يخص العروسة ، أختي ( سماح ) "
" أنا لا يمكن أن يدق قلبي إلا لمن أحبني كل هذا الحب الذي نطقت به عيناه منذ أيام الدراسة ، لن أكون إلا لمن كان سيفقد حياته لمجرد ظنه أني سأضيع منه "
مدت يديها ممسكة بكفيه في حنان " لن أكون زوجة إلا لك ".
أخذ بكفيها برفق يطبع عليهما قبلة طويلة ثم قام وكأنه لم يكن به تعب قائلا ً :
" الآن فقط أبدأ حياتي "
صورةصورةصورةصورةصورة
تواضع تكن كالبدر لاح لناظر ٍ على صفحات الماء وهو رفيع ُ
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه إلى طبقات الجو وهو وضيـــع ُ

صورة


صفحتي الشخصية
صورة العضو الرمزية
Ghadat2009
مشرفة قسم الكتابة
مشاركات: 1481
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
Real Name: غادة يسري
Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر الجميلة

Re: دعوة فرح

مشاركة بواسطة Ghadat2009 »

يا لها من قصة في منتهى الرومانسية و العذوبة ! اسلوبها جميل و مشوق و نهايتها رقيقة ! صورة
الوصف الجميل جدا لشخصية سحر جعلنا ندرك مدى حب و تعلق أحمد بها ... فهكذا هو يراها بعين قلبه قبل عين رأسه ! صورة
تعجبت من شخصية "أحمد" و من يمثلهم : لم يبادر بسؤالها ... خجله يمنعه .. و خوفه من الرفض .. طبيعي ان يكبر الاحتمال في فقدها ... تركها تأخذ زمام المبادرة : هي من صارحته ! اعتقد ان الكثيرون يرفضون فكرة مبادرة الفتاة في مثل هذه المواقف في مجتمعاتنا الشرقية ! أليس كذلك ؟صورة
أحــيــيك على قصتك الرقيقة و أسلوبك الجميل و نتمنى ان نقرأ لك المزيد و المزيد صورة
صورة

.
.
.
[highlight=#ffff40]*** لــزيارة صــفـــحـــتــي *** [/highlight]
صورة العضو الرمزية
محمد محمود
مشرف قسم الأشعار
مشاركات: 1070
اشترك في: 06 نوفمبر 2008, 4:40 pm
Real Name: محمد محمود حسن
Favorite Quote: إلهــــي لا تعذبني فإني
مقر ٌ بالذي قد كان مني
verification: ID verified and trusted writer
مكان: الإسكندرية
اتصال:

Re: دعوة فرح

مشاركة بواسطة محمد محمود »

شكرا ً لك يا غادة على هذا الرأي الذي لم أكن أـوقع حين كتبت القصة أن تنال رد قوي بهذا القدر . شكرا ً لك مرة تانية وربنا يوفقك
تواضع تكن كالبدر لاح لناظر ٍ على صفحات الماء وهو رفيع ُ
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه إلى طبقات الجو وهو وضيـــع ُ

صورة


صفحتي الشخصية
صورة العضو الرمزية
الأمير الحائر
مشرف قسم الروايات
مشاركات: 859
اشترك في: 31 أكتوبر 2008, 8:06 pm
Real Name: وليد توفيق
Favorite Quote: و تبقى الكلمات...
verification: ID verified and trusted writer

Re: دعوة فرح

مشاركة بواسطة الأمير الحائر »

قصة تمر كنسمة رقيقة صورة أعجبنى شكل القصة فى أولها وكأنه قصيدة...أو كأنها قصة بنكهة الشعر...فقد وصفت فى عذوبة وفى رومانسية رائعة حبيبة البطل وكيف تملأ حياته كلها نورا وبهجة.. رغم ذلك فهو صامت..لم يقل أحبك..و هذا قد يظهر ترددا زائدا عن الحد..فأحسست أن البعد كان أعمق لو كان عدم قول أحبك كان له سببا أخر يخفى بسببه حبه كمشاكل فى حياته أو شئ من هذا القبيل يمنع من مصارحتها بحبه..لكن مجرد خجله كان غريبا..وإن كنت أعتقد أن هناك فعلا شخصيات مختلفة وهناك أشخاص قد يخفون حبهم بسبب تردد وخجل مثل بطل القصة هنا...والنهاية جميلة جدا تكمل طابعها الرقيق الحالم...
تحية على القصة الحالمة الرقيقة...وربما هذه أول مرة نقرأ لك قصة قصيرة لكنها كانت حقا رائعة..وزادها روعة تلك اللمسة الشعرية الرائعة.. بالتوفيق دائما صورة
ثمة أسماء و ألقاب تبقى..بقاء الأرض..بقاء السماء..و بقاء الكلمات...
ثمة أشياء تتعلق حياتها بأماكنها..بتوابيت مغلقة تخشى الإبتعاد عنها...
رغم أن الحياة..قد تكمن فى هذا البعد...

.....

...:: و تبقى الكلمات ::...

...... صفحتى فى الأكاديمية ......
تنهيدة
مشرفة قسم أدب الأطفال
مشاركات: 1291
اشترك في: 04 نوفمبر 2008, 3:01 am
Real Name: نهاد نعمان
Favorite Quote: لوسرقت منا الأيام قلباً معطاء بسام لن نستسلم للآلام ...لن نستسلم للألام .....
verification: ID verified and trusted writer
مكان: بنت مصر

Re: دعوة فرح

مشاركة بواسطة تنهيدة »

أنت تعرف راى مسبقا فى قصتك الجميلة يامحمد فهى قصة رقيقة ورمانسية كتبته بلغة وتعبيرات رائعة كعادتك ...فعندما تقرأ القصة تشعر بصدق الحب بين الطرفين ..
مع أختلافى طبعا مع الرجل الخجول فى حبه لان كثيرا مايفقدوا هؤلاء حبهم بسبب خجلهم الذى لا داعى له ...أتمنى لكى المزيد من كتابة القصص بأسلوبك الرومانسى الجميل ...صورةصورة
صورة
صورة العضو الرمزية
محمد محمود
مشرف قسم الأشعار
مشاركات: 1070
اشترك في: 06 نوفمبر 2008, 4:40 pm
Real Name: محمد محمود حسن
Favorite Quote: إلهــــي لا تعذبني فإني
مقر ٌ بالذي قد كان مني
verification: ID verified and trusted writer
مكان: الإسكندرية
اتصال:

Re: دعوة فرح

مشاركة بواسطة محمد محمود »

ألف شكر يا وليد على رأيك الجميل وهي أول مرة فعلا أنشر قصة لي كمان أحب أشكر نهاد على رأيها
والحقيقة إني أخترت شخصية أحمد بهذه الطريقة لأني حبيت أوضح انها نوعية موجودة بين البشر ، واحد ممكن يضيع حلم حياته بسلبيته وعدم مقدرته على اتخاذ موقف أو خطوة ايجابية ، وده اللي كان حيحصل مع بطل القصة لولا أن الظروف خدمته والقدر لعب لصالحه ، لكن مش كل مرة تسلم الجرة ، وكان غرضي من القصة ان كل انسان يعرف ان القدر لو خدمه مرة مش حيخدمه كل مرة فلا للسلبية .flower1
تواضع تكن كالبدر لاح لناظر ٍ على صفحات الماء وهو رفيع ُ
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه إلى طبقات الجو وهو وضيـــع ُ

صورة


صفحتي الشخصية
أضف رد جديد

العودة إلى ”قصص فصحى“