"بعض الجراح لا تلتئم"

المشرفون: Ghadat2009،نبضة...

صورة العضو الرمزية
نبضة...
مشرفة قسم القصص القصيرة
مشاركات: 444
اشترك في: 30 إبريل 2009, 6:38 pm
Real Name: سارة صادق
Favorite Quote: النعم الكبرى لا تُظهرها إلا.. الفجائع الكبرى !
verification: ID verified and trusted writer
مكان: no where but my imaginary world

"بعض الجراح لا تلتئم"

مشاركة بواسطة نبضة... »

**كان يوم مثل كل يوم..حيث استيقظت صباحا..اخذت حماما باردا..
وكالعادة اهملت افطارها..ثم ارتدت ملابسها التي تبدو انيقة رغم خلوها من كل مظاهر الفرح او البهجه... فالوان ملابسها هي الوان حياتها..الوان ترابية باهتة.. لكنها في النهاية الوان... وبعدها نزلت من عقارها الثمين..وركبت سيارتها الصغيرة الأنيقة لتذهب لعملها..
الشئ الوحيد الذي تمنته من الدنيا وأتته.. تمنت أن تكون مديرة لاحدى أقسام الشركات الاستثمارية الكبرى.. واجتهدت حتى حصلت على ما أرادت..رغم صعوبة مطلبها.. لذا..كان عملها أهم وأثمن شئ في حياتها..



**توقفت بسيارتها وهي في طريقها للعمل امام اشارة حمراء تسببت في ايقاف حشد لا بأس به من السيارات..
كان ينطلق من سيارتها صوت العندليب يشدو بأغنيته الجميلة.."رسالة من تحت الماء"..فأخذت تدندن معه متأملة تلك العمارات السكنية التى تتأملها كل يوم تقف فيه امام تلك الاشارة الحمراء..
وفي تلك اللحظة...عندما كانت تلتفت يسارا مستغرقة في تأملها..
اذا بعينها تتعلق بعين أحد ما..
عين كانت تنظر اليهاباهتمام منذ توقفت بسيارتها..
عين بدا فيها تكبر وتعال شديدين..
وحين رأته...توقفت عن التأمل..وعن الغناء..وربما حتى عن التنفس...
فتلك العين تبدو مألوفة لها..وتلك النظرةليست بغريبة عليها..
لم يكن من الصعب عليها ان تتعرف عليه..لم يحتج الامر منها سوى ان تزيل آثار شاحنة السنين من على الصدغين..
وتمسح بعض التجاعيد من على الجبهة..
فتجد وجها عاش معها سنوات طوال دون حتى ان تراه..
فوجه شخص ظالم لا ينمحي من القلب بسهولة..
و لا ينمحي من العين أبد الدهر..



**تحجرت عينها وهي تنظر اليه في سيارته السوداء الفاخرة..بدت عليها دهشة شديدة للوهلة الاولى..
فلم تكن تتوقع ان تراه بعد كل هذه السنوات..
لكن سرعان ما استحالت نظرتها من الدهشةالى الاحتقار..
فوجهه عاد بها لزمن لم ترد العودة اليه..
وأعاد لذهنها ذكريات ظنت انها نسيتها..
تحجرت عينها..وتوقف كل شئ فيها..ربما حتى قلبها..
ولم يوقظها الا نفير السيارات...وصياح السائقين من حولها يدفعونها للتحرك..
فاذا بها تلتفت امامها بوجه يعلوه البؤس..وربما اللامبالاة..بنظرة متعلقة باللاشئ..
وتحركت بتلقائية متناهية..ورحلت..
لكنها لم تعرف كيف رحلت..


**لم تشعر بنفسها الا وهي تجلس في مكتبها على مقعدها الجلدي الفاره..مسندة رأسها الى الخلف..
وعينها مثبتة في الهواء..كأنها تنظر لشئ عجيب...او كأنها لا ترى قط...
لم يوقظها الا نداء سكرتيرتها سائلة اياها:
"سيدتي..هل انت بخير؟..هل أصبت بوعكة؟..هل أستدعي الطبيب؟..هل........"
فقاطعتها وهي تجذب حقيبتها بعنف قائلة:
"أنا في اجازة اليوم.."
واتجهت نحو باب المكتب ..كأنها تهم بفعل شئ جنوني..تاركة السكرتيرة تسألها:
"سيدتي..بم اخبر المدير ان سأل عنك؟..سيدتي......."
لكنها لم تهتم..أو ربما لم تسمع..



**ركبت المصعد..و أخذ وجهه يتراءى أمام عينها كومضات مفزعة..
وكل ومضة بصدمة..برجفة..بخفقة..بقطرة دم من قلب ظن أن جرحه اندمل..
فاذا به ينزف من جديد..
أصابتها تلك الحالة بالضطراب والغضب..فقادت سيارتها بعنف شديد..حتى وصلت شقتها ودخلت..
وأغلقت الباب..وأغلقت معه على صبرها باب..
وهنا فقط..تركت العنان لمشاعرها..فراحت تبكي وتبكي...وتصرخ كاتمة صراخها بوسادتها..صديقتها..
وتعض عليها كما لو كانت طفلة صغيرة لا تتحمل الالم..



**أخذت تبكي لساعات..تبكي لانها تذكرت كل ما حدث منذ البداية...
منذ التقته..منذ التقت فرحة عمرها..و اول حب لها..منذ اعترف لها بحبه..واعترفت له بحبها..
تذكرت يوم قال"أحبك"..ويوم قال "عفوا..مصيرنا الفراق"..
تذكرت يوم ضحت لاجله..ويوم ضحى هو بها..
تذكرت سؤالها"ألم تعد تحبني؟؟.." وتذكرت اجابته..صمته الذي كان أقسى من أي اجابة..
تذكرت كيف بددت ألمه..وأنسته جراحه..
وكيف زاد هوحزنها وألمها وحطم قلبها..وحياتها..
تذكرت تلك النظرة القاسية التي كان ينظرها اليها..وتلك اللامبالاة التي تعامل بها معها..
تذكرت طيبتها..بل سذاجتها..وتذكرت نذالته..واستغلاله لها..
تذكرت ذلك الخنجر الذي غرسه بقلبها يوم علمت انه ارتبط بأخرى..
تذكرت يوم رآها وابتسم..ولسان حاله يقول"لم تكوني سوى لحظة..ولم تصبحي سوى ماض.."
تذكرت معاناتها لسنوات طويلة..وهي تحاول ان تنسى من غدر بها..داعية ربها ان ينتقم لها..وان يطمئن قلبها..
تذكرت كل هذا...وآلمها كل هذا..
كل موقف..كل كلمة..كل نظرة..
تذكرت ما ظنت انها نسيته..تذكرته وكأنه حدث أمس..
كأن الزمن لم يمر..والساعات لم تدق..و الأحوال لم تتغير..



**آلمها كل هذا..لكن أكثر ما آلمها هو أن تراه بعد كل هذه السنوات ينظر اليها نفس النظرة..
وتفعل بها النظرة كل هذا.. ولمــــــــاذا..؟!!..

لماذا تأبى السعادة أن تستمر في حياتها؟..لماذا يخشى الفرح أن يدخل قلبها؟..
لماذا يصر القدر على تعذيبها؟..لماذا تفتح الايام أبواب غلّقت ..وتشعل نارا اطفأها مرور الوقت..
و ذكريات دهستها عجلة الزمان؟..
لقد أعادتها تلك النظرة عشر سنوات للوراء..
منذ تركها..منذ بدأت معاناتها..فحين كانت تحاول استيعاب ماحدث..حدث ما يجعل الحياة كلها بأسهل ما فيها يصعب استيعابها..ماتت أمها..تلك التي كانت كل ما لها..كل عائلتها..
وفوجئت بأعمامها يتخلون عنها..ويقذفون بها الى بعضهم البعض..حتى خطبوها لاحدهم..ليتخلصوا منها..
رغم معارضتها الشديده..خاضت تلك التجربة بقلب ضعيف..انما بعقل يضاهي ألف عقل..
فصبرت على بلائها ختى انزاح عنها..
كانت تصبر حتى تكمل تعليمها الجامعي كي تستطيع البحث عن عمل وتصير مسئولة عن نفسها و بغنى عن كل من حولها..وضعت هذا المخطط برأسها رغم كل ما كان بها..فحتى الحزن على أمها..لم تعطها الدنيا الفرصة لتشعر به..
كانت تبحث عن خلاص لروحها..
وحين اكملت تعليمها..قررت أن تتخلص من زوجها المستقبلي..الذي أوهمته أنها توافق على كل ما يريده من تحكم وانصياع كامل للاوامر..زوجها الذي كان نسخة غير منقحة عن"سي السيد"..
بالطبع..فهو لم يدفع القليل لاعمامها حين اشتراها منهم..اعمامها الذين لم يكتفوا بميراث ابيها..بل باعوها بأرخص ثمن وفي اقرب فرصة..
وبعد جدال..بل قتال طويل..تركته...تركت هما ظل قابعا فوق قلبها لمدة عام كامل..
وقبل ان يعلم اعمامها بما فعلته..كانت قد رحلتبعدما استطاعت ايجاد عملا عن طريق زوج احدى صديقاتها المقربات..
كما وجدت مسكنا رغم ضيقه وفقره الا انها قبلت به..
وانتقلت لمدينة اخرى..ولعالم آخر..



**بالطبع لم يكن العمل الذي وجدته هو العمل الذي تتمناه...صحيح انه كان في شركة اسثمارة ..انما عملها كان مجرد كاتبة..تأخذ راتبا محدودا..وحتى المسكن لم يكن صالحا للعيش الآدمي..
لكنها صبرت..وثابرت حتى استطاعت ان تستعيد ميراثها عن ابيها من اعمامها..وقامت بتحسين حياتها بعض الشئ ببعض المال..اما عن الباقي فقررت ان تدرس به..بدأت تأخذ دورات تدريبية..وتدرس في كليات ومعاهد تنمي مداركها في مجال عملها..حتى حصلت على العديد من الشهادات..وترقت في عملها..فتحسن راتبها ومسكنها..وتحسنت حياتها..
بالطبع لم يكن أيا من هذا سهلا..فقد مر عليها كل يوم وكأنه عام..
لكن كانت فرحتها بكل نجاح تحققه تنسيها كل ألمها ووحدتها..
جعلتها الحياة ذكية..قوية وصلبة رغم أنفها..



**لكن مرور الايام لم ينسها يوما مما مرت به..ولم ينسها ابدا من ظلمها..
وكان من الطبيعي ان تظل ذكراه هو بالذات بداخلها...لانها لم تعش طوال حياتها سعادة كالتي عاشتها معه في بداية حياتها..صحيح انها كانت سعادة وقتية مبنية على الخداع..لكنها لم تنكر يوما انها اسعد ايام حياتها..ولم تنكر ايضا ان سعادتها تلك جعلت تركه لها يعني تدميرها..لهذا كرهته..ولم تسامحه قط..
فكثيرا ما كانت تتساءل بينها وبين نفسها"ماذا كان من الممكن ان يحدث ان لم يتركني؟" والاجابة واضحة بالطبع..
لم تكن ستمر بكل ما مرت به..او على الاقل ببعضه..
لكنها في النهاية تدرك انه قدرها..وأن البلاء ثلاثة أنواع...
اما ان يكون عقابا على شئ مضى..يكفر الله به عن سيئاتنا..وينقذنا من عذابنا بها في الدار الآخرة..وهذا افضل..
واما ان يكون بلاء مقدم يأتينا ما يعوضنا عنه فيما بعد..وحلاوة التعويض والسعادة بعد الحزن لا حلاوة بعدها..
واما ان يكون بلاء المؤمن..الذي يختبر الله صبره بابتلائه..ويجزيه به في دنياه واخرته..
لذا..لم تكن حزينة..فكفاها ان تقول"حسبي الله ونعم الوكيل"..فهي موقنة ان الله لن يترك حقها..كفاها ان تكون مع الله..



**تذكرت كل هذه الاشياء وهي تبكي..
تدافعت كل تلك الافكار والذكريات الى عقلها دفعة واحدة بلا انقطاع..
مرت عليها حياتها كشريط متصل بلا نهاية..
أخذت تبكي حتى أتعبها البكاء..حتى نامت دون ان تدري..
لم يوقظها الا صوت هاتفها الخلوي يرن..
فنهضت..اعتدلت في فراشها..ونظرت في الهاتف بعينيها الداميتين..
فوجدت رقما لا تعرفه..فألقت بالهاتف جانبا غير مهتمة..
لكنه ظل يرن كثيرا حتى قررت ان ترد..
وحالما وضعت الهاتف على اذنها سمعت ضوضاء غريبة..
ثم سمعت احدهم يقول بضعف شديد..:"انا اسف..سامحيني"
فاعتدلت في فراشها مندهشة..فقد بدا الصوت مثل صوته..
لكن صورته وهو ينظر اليها بتعال منذ قليل كانت كفيلة بأن تبعد الفكرة عن عقلها..
فردت قائلة..:"ماذا؟؟..من ؟أنت؟؟!.."
لكن احدا لم يرد...
وسمعت صوت ارتطام قوي..كأنما سقط الهاتف على الارض..
فأخذت تردد..:"الو...الو...."
فاذا بها تسمع صراخا مختلطا بصوت يبدو كأنه صوت سيارة اسعاف...
فأخذت تردد بدهشة ودون ان تدري...:"الو....الو........"
فاذا بصوت احدهم يقول..:"الو.."
فردت عليه.. :"هل انت من كنت تتحدث الىّ الآن؟؟..."
فقال.. :"لا.."
فقالت بتوتر شديد.. :"اريد ان اعرف من هو..وماذا هناك؟؟!..."
فقال.. :"أنا لا اعرفه...لكنه كان يقود سيارة سوداء...و......"
فقاطعته بقولها.. :"ماذا؟؟!.. اعطه الهاتف...أريد أن أتحدث اليه...اريد ان اعرف من هو..وماذا حدث.."
فقال بتردد.. :"لا استطيع...!"
فصاحت.. :"لماذا؟!.. هيا اعطه الهاتف..هيا....."
فكرر مجددا :"لا استطيع..."
وقبل ان تلح عليه مجددا..وجدته يقول..
:"أنا آسف............البقاء لله..!!"




تمت
آخر تعديل بواسطة نبضة... في 29 مايو 2009, 5:20 pm، تم التعديل مرة واحدة.
تنهيدة
مشرفة قسم أدب الأطفال
مشاركات: 1291
اشترك في: 04 نوفمبر 2008, 3:01 am
Real Name: نهاد نعمان
Favorite Quote: لوسرقت منا الأيام قلباً معطاء بسام لن نستسلم للآلام ...لن نستسلم للألام .....
verification: ID verified and trusted writer
مكان: بنت مصر

Re: "بعض الجراح لا تلتئم"

مشاركة بواسطة تنهيدة »

رارا الجميلة جذبنى عنوان قصتك وأستمتعت كثيرا بقرأتها ....أسلوبك جميل فى وصف شخصية البطلة فقد رأيتها
بدايتنا من أستيقاظها من نومها حتى أستلامها مكالمة التليفون التى ستجعل حقا جروحها لا تلتئم طوال حياتها
وصفتى أحسايس الشخصية بمنتهى الدقة ...لحظة تذكرها للماضى وكيف أثر فى حياتها ....أعطت التفاصيل شكل مميز للقصة وبأسلوبك جعلتى القارئ يستمتع به ...
جاءت النهاية مختلفة كثيرا عما توقعته فقد كنت أتخيل أنها ستقوى على ماضيها كعادتها وتتحمل تذكرة له ... ولكن جاءت النهاية مخالفة لتوقعاتى ومحيرة بعض الشئ :? بحيكِ ياسارة واتمنى لك دوام التوفيق ... وان تظلى متواجده دائما بكتاباتك وتعليقاتك المميزة :) flower1
صورة
صورة العضو الرمزية
نبضة...
مشرفة قسم القصص القصيرة
مشاركات: 444
اشترك في: 30 إبريل 2009, 6:38 pm
Real Name: سارة صادق
Favorite Quote: النعم الكبرى لا تُظهرها إلا.. الفجائع الكبرى !
verification: ID verified and trusted writer
مكان: no where but my imaginary world

Re: "بعض الجراح لا تلتئم"

مشاركة بواسطة نبضة... »

اولا..ميرسي جدااااااااا يا نهاد على اهتمامك اصلا وردك على قصتي المتواضعه..م11
وميرسي على رايك فيها..في الحقيقة دي كانت تاني قصة قصيرة اكتبها في حياتي..angel1
انا اصلا تاريخي في كتابة القصص مش طوبل ..
ميرسي على رأيك في تفاصيل القصة..مع اني كنت حاسة ان التفاصيل وحشة جدا وطويلة زيادة عن اللزوم ومملة..
انتي بجد شجعتيني..بس ليه النهاية محيراكي؟؟! ..انا شايفة ان عنوان القصة نفسه يبرر النهاية..
هي جراحها منه لم تلتئم..عشان كدا زعلت نوعا ما في النهاية..
ونهايته كانت نتيجة لافعاله معاها..اراد الله ان ينتقم ليها بعد كل السنين دي..
لكن..انا فضلت ان النهاية تكون مفتوحة وغامضة ومفاجئة في وقت واحد..
يعني الانتقام جه فجأة..وموته نفسه كان صدمة..لكن مشاعرها تجاه موته كانت نوعا ما غامضة..
ممكن حد يفهم ارتباكها ودهشتها انه حب ليه..او حزن عشانه..وممكن حد يفهم غموض النهاية على انه فرحة
بانتقام ربنا ليها...
يا رب اكون ازلت حيرتك تجاه النهاية..ولو لسا محتارة يا ريت تقوليلي..يمكن نفكر مع بعض..:)
ميرسي تاني على ردك المميز اللي دايما بيفرحني بوجوده في مواضيعي يا نهاد..flower1
صورة العضو الرمزية
donnabella
مشرفة قسم الأشعار
مشاركات: 365
اشترك في: 30 يناير 2009, 4:16 pm
Real Name: نورا مجدي
Favorite Quote: إذا لم يكن من الموت بد .. فمن العجز أن تموت جبانا
verification: ID verified and trusted writer

Re: "بعض الجراح لا تلتئم"

مشاركة بواسطة donnabella »

القصة جميلة فعلا يا سارة...
التفاصيل أثرت القصة ووصفك لمشاعر البطلة خلاني أعيش أحاسيسها معاها
أقنعتني النهاية....لقد ندم أخيرا....و لكن الندم كان أقصي ما يستطيع فعله
و إذا كان جرحها لم يلتئم عبر الزمن ... فقد آن له أن يلتئم الآن.

أحييك على القصة المميزةflower1 flower1
ومـا مــِن كاتبٍ إلا سيبلى ....... ويُبقي الدهر مــا كتبت يـداهُ
فلا تكتُب بخطِك غير شيءٍ ....... يسُــرك في القيامةٍ أن تـراهُ
صورة العضو الرمزية
نبضة...
مشرفة قسم القصص القصيرة
مشاركات: 444
اشترك في: 30 إبريل 2009, 6:38 pm
Real Name: سارة صادق
Favorite Quote: النعم الكبرى لا تُظهرها إلا.. الفجائع الكبرى !
verification: ID verified and trusted writer
مكان: no where but my imaginary world

Re: "بعض الجراح لا تلتئم"

مشاركة بواسطة نبضة... »

ميرسي جدااااااااا يا دونا على مرورك..
بجد نورتي قصتي وشرفتيها...ز1
رأيك في القصة بجد اعتز بيه..:)
ميرسي على ذوقك وكلامك اللطيف دا يا دونا..flower1
صورة العضو الرمزية
Ghadat2009
مشرفة قسم الكتابة
مشاركات: 1481
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
Real Name: غادة يسري
Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر الجميلة

Re: "بعض الجراح لا تلتئم"

مشاركة بواسطة Ghadat2009 »

قصة جميلة و محفزة على المتابعة لقراءتها :)

الفكرة نفسها قد أختلف معكِ فيها : لكون هذه الفتاة قد صدمت في حبيبها بشكل قاسٍ و مفاجيء ...لكن هذه الصدمة تلتها صدمات مثل موت أمها و قسوة الأعمام و الإجبار على خطبة ترفضها ...و قد ظهرت لي شخصية قوية ..تزيد الصدمات من قوتها الى حد أنها صبرت على الكثير من الظروف القاسية جدا من أجل هدف أو طموح في نفسها ...فلم أقتنع بكون جرحها القديم جدا مازال نازفا إلا إذا كان كل مافعلت هو محاولة للنسيان بينما هي دائما تذكره... كما لم أقتنع بقسوة الحبيب الغير مسببة ...فلو كان قد ظلمها دون مبرر فلم كل هذا العبوس و التعالي على وجهه حين رآها ؟ و لم احتفظ برقم هاتفها طوال هذه السنين ؟؟ ربما يكون واقع النفس البشرية المحير دائما هو ما يجعلني أتساءل و ليس الموضوع في حد ذاته ..

أما الأسلوب : فأسلوبك جذاب جدا و لغتك سليمة ..جميلة و ثرية المفردات و تعبيراتك بديعة و تشد الانتباه حتما كتعبيراتك الملفتة حين وصفت وجه الحبيب بعد السنين clap1 .... و النهاية المفتوحة جميلة جدا و تترك المساحة للتخيل سواء لمشاعر البطلة أو ما حدث للبطل نفسه و قد أحسست أنها قد جاءت سريعة جدا بعكس طول و تفاصيل القصة كلها ..لكن ربما كان ذلك للإحساس بمدى سرعة حدوث الأمر نفسه

استمري في كتابة المزيد من القصص القصيرة ...فقصتك تدل على موهبة حقيقية ماشاء الله

وفقك الله يا سارة flower1
صورة

.
.
.
[highlight=#ffff40]*** لــزيارة صــفـــحـــتــي *** [/highlight]
صورة العضو الرمزية
نبضة...
مشرفة قسم القصص القصيرة
مشاركات: 444
اشترك في: 30 إبريل 2009, 6:38 pm
Real Name: سارة صادق
Favorite Quote: النعم الكبرى لا تُظهرها إلا.. الفجائع الكبرى !
verification: ID verified and trusted writer
مكان: no where but my imaginary world

Re: "بعض الجراح لا تلتئم"

مشاركة بواسطة نبضة... »

Ghadat2009 كتب:قصة جميلة و محفزة على المتابعة لقراءتها :)

الفكرة نفسها قد أختلف معكِ فيها : لكون هذه الفتاة قد صدمت في حبيبها بشكل قاسٍ و مفاجيء ...لكن هذه الصدمة تلتها صدمات مثل موت أمها و قسوة الأعمام و الإجبار على خطبة ترفضها ...و قد ظهرت لي شخصية قوية ..تزيد الصدمات من قوتها الى حد أنها صبرت على الكثير من الظروف القاسية جدا من أجل هدف أو طموح في نفسها ...فلم أقتنع بكون جرحها القديم جدا مازال نازفا إلا إذا كان كل مافعلت هو محاولة للنسيان بينما هي دائما تذكره... كما لم أقتنع بقسوة الحبيب الغير مسببة ...فلو كان قد ظلمها دون مبرر فلم كل هذا العبوس و التعالي على وجهه حين رآها ؟ و لم احتفظ برقم هاتفها طوال هذه السنين ؟؟ ربما يكون واقع النفس البشرية المحير دائما هو ما يجعلني أتساءل و ليس الموضوع في حد ذاته ..

أما الأسلوب : فأسلوبك جذاب جدا و لغتك سليمة ..جميلة و ثرية المفردات و تعبيراتك بديعة و تشد الانتباه حتما كتعبيراتك الملفتة حين وصفت وجه الحبيب بعد السنين clap1 .... و النهاية المفتوحة جميلة جدا و تترك المساحة للتخيل سواء لمشاعر البطلة أو ما حدث للبطل نفسه و قد أحسست أنها قد جاءت سريعة جدا بعكس طول و تفاصيل القصة كلها ..لكن ربما كان ذلك للإحساس بمدى سرعة حدوث الأمر نفسه

استمري في كتابة المزيد من القصص القصيرة ...فقصتك تدل على موهبة حقيقية ماشاء الله

وفقك الله يا سارة flower1

اولا يا غادة ميرسي جداااااااا على ردك على قصتي المتواضعة...
اما بالنسبة لاختلافك على الفكرة فأنا احمل في جعبتي التوضيح..
انا فعلا حبيت اني ارسم الشخصية بالشكل دا..وادي اللي بيقرا انطباع انها شخصية قوية وصلبة..
لكن حبيت اوضح اكتر هي ازاي بقت صلبه..ودا يبرر كثرة التفاصيل...
بمعنى..اني حبيت اوضح زي ما ذكرت في القصة ان الحياة هي اللي خلتها تبقى اقوى من الظروف غصب عنها..
الحياة هي اللي عملت شخصيتها...من اول صدمتها في حبيبها..واسمحيلي اقولك ان فعلا اول صدمة مع اي حد
بيكون ليها اثر نوعا ما دائم..او على الاقل يصعب نسيانه..خاصة لو كانت اول تجربة..وهنا يجب التعميم..لو كانت اي تجربة في اي حاجة
مش شرط الحب او العلاقات الانسانية عامة وبس..
وكمان لا ننكر ان في ناس كتير بيبقو اقوياء وناجحين في حياتهم..بس قلبهم رهيف..ونسيانهم للجراح يكاد يكون مستحيل..حتى لو ما كنتش اول مرة يتجرحوا فيها..عكس حال بطلتي..اللي اوقات بترجع لضعفها وتفتكر جرحها..لانها كانت التجربة الاولى والوحيدة ايضا..
عشان كل الاسباب دي..جرحها كان لسا نازف...
اما بالنسبة لنظرة حبيبها ليها..فانا هنا حبيت اوضح ان اللي فيه طبع مش بيتغير بسهوله..خاصة لو كان انسان سئ بطبيعته لا يسعى
للتغيير..وكمان في ناس يا غادة مش محتاجين سبب عشان يبقوا قاسيين..بتبقى القسوة في دمهم..
وبالنسبة لرقم تليفونها..انا فعلا وانا بكتب القصة توقعت ان حد هيستغرب ويسالني ازاي؟!...بس لو لاحظتي انا عاملة تركيبة شخصية
البطل غريبة نوعا ما..عارفة يا غاده؟في بعض الصيادين مثلا لما يصيدوا صقر او حتى حمامة..يحبوا يحتفظوا منها بريشة..
دا طبعهم...وانا هنا حبيت اقول كدا...انه هو زي الصياد المنزوع الرحمة تمام..اللي بيخدع فريسته..وفي نفس الوقت يحب يحتفظ بذكراها..


نيجي بقى بالنسبة لاحساسك ان النهاية كانت سريعة شوية..على فكرة الاحساس دا مقصود مني بالفعل...
تخيلي ان بطلتي قعدت السنين دي كلها..وفجأة رجع الموضوع لحياتها..وفي نفس اليوووووم هو يموت..وربنا ينتقم ليها..
دا كله في يوم واحد..تخيلي احساسها هي كان ايه؟؟ان الحدث فعلا سريع وغير متوقع..
زي ما كانت لازم التفاصيل تبقى كتير عشان توصف معاناتها..كان لازم النهاية تبقى سريعة عشان توضح صدمتها وارتباكها..
انا كنت عيزاكي تحسي نفس احساسها...الصدمة..

أتمنى اكون قدرت اوضحلك وجهة نظري يا غادة..
:) وميرسي تاني مرة على ردك وكلامك الحلو دا..وعلى تشجيعك لياflower1
رحاب صفا
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 265
اشترك في: 29 مارس 2009, 2:30 pm
Favorite Quote: إذا أردت شيئاً بشدة فتتبعه
اتصال:

Re: "بعض الجراح لا تلتئم"

مشاركة بواسطة رحاب صفا »

في البداية لن أكرر إشادتي بأسلوبك وبراعتك وجودة قلمك ،ولكن لي ملاحظتين :
الأولى :
التوصل للفلسفة الدينية المفسرة لقوانين الحياة حين قلت:

لكنها في النهاية تدرك انه قدرها..وأن البلاء ثلاثة أنواع...
اما ان يكون عقابا على شئ مضى..يكفر الله به عن سيئاتنا..وينقذنا من عذابنا بها في الدار الآخرة..وهذا افضل..
واما ان يكون بلاء مقدم يأتينا ما يعوضنا عنه فيما بعد..وحلاوة التعويض والسعادة بعد الحزن لا حلاوة بعدها..
واما ان يكون بلاء المؤمن..الذي يختبر الله صبره بابتلائه..ويجزيه به في دنياه واخرته..
لذا..لم تكن حزينة..فكفاها ان تقول"حسبي الله ونعم الوكيل"..فهي موقنة ان الله لن يترك حقها..كفاها ان تكون مع الله..

فذلك يا سارة ينم عن فهم ووعي حقيقي للدين ولسر الحياة،وأرى في فهمك لتصنيف البلاء حماية لك من أي مفارقات أو تضاربات قد تصادفك في حياتك ،وذلك رائع وباعث على التفاؤل دوماً.

الثانية:
كتبت روايتك تفصيلاً في عدة محاور وأشرت إلى العديد من الأزمات التي صادفت تلك الفتاة،وأرى أنها تصلح للتقسيم فكل أزمة من أزماتها تصلح لأن تكون موضوعاً منفرداً بذاته ،أو تتحول القصة نفسها لرواية طويلة.

وأخيراً أكرر تهانئي لك على نجاحاتك المتكررة.
السكون للامعقول قدر لا نفقه تفسيره.
صورة العضو الرمزية
نبضة...
مشرفة قسم القصص القصيرة
مشاركات: 444
اشترك في: 30 إبريل 2009, 6:38 pm
Real Name: سارة صادق
Favorite Quote: النعم الكبرى لا تُظهرها إلا.. الفجائع الكبرى !
verification: ID verified and trusted writer
مكان: no where but my imaginary world

Re: "بعض الجراح لا تلتئم"

مشاركة بواسطة نبضة... »

بجد انا فرحانة جدا ان ميس رحاب بنفسها تعجبها قصتي وترد عليها...
ميرسي علي كلامك المشجع دا..وردك المميز اللي اضاف للموضوع فعلا..
ميرسي على اهتمامك ومروركflower1
صورة العضو الرمزية
هبة الله محمد
مشرفة قسم أخبار الأدب
مشاركات: 672
اشترك في: 28 نوفمبر 2008, 12:20 am
Favorite Quote: الجحيم هو الآخرين.
verification: ID verified and trusted writer

Re: "بعض الجراح لا تلتئم"

مشاركة بواسطة هبة الله محمد »

جميلة جدا يا سارة، كتبتها بأسلوب شاعري رقيق، أخذتني معها حتى النهاية المحزنة، والتي جاءت مخالفة لتوقعاتي أنا الأخرى (يبدو أنك نجحت في خداعنا جميعا:lol: ) شكرا لك على هذا القصة الجميلة.
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”قصص فصحى“